الخوف من العودة للهبوط يقلص ارتدادات الأسهم الخليجية
جاءت عملية الارتداد في أسواق الأسهم الخليجية في تعاملات أمس ضعيفة للغاية، نتيجة لحالة الخوف التي يعيشها المتداولون، بعد تراجعات حادة أمس الأول، حيث اندفعت شريحة كبيرة من المتعاملين الخائفين من عودة الأسواق للهبوط من جديد إلى البيع قرب الإغلاق، ما قلص كثيراً من المكاسب.
ولم تنجح بورصة قطر الأكثر خسارة سوى في استرداد 0.74 في المائة من هبوط أمس الأول بنحو 4.6 في المائة، كما قلصت سوق دبي ثاني أكبر الأسواق خسارة أول أمس مكاسبها إلى النصف بحدود 1.3 في المائة من أعلى مكاسب خلال الجلسة بنحو 2.3 في المائة تقريباً، في حين جاءت ارتدادات السوق البحرينية أعلى بنحو 1.2 في المائة.
قبل الإغلاق حولت بورصة الكويت مسارها من الهبوط إلى الارتفاع بنسبة ضعيفة 0.08 في المائة، فيما آثرت سوق مسقط أن تبقي على هبوطها بضغط من أسهمها المصرفية والاستثمارية، مسجلة انخفاضاً بنحو 0.96 في المائة، وفشلت سوق أبو ظبي في الحفاظ على ارتدادها الضعيف، وغيرت مسارها نحو الهبوط بنسبة 0.14 في المائة.
ويتفق المحللون على أن ارتدادات أمس كانت طبيعية بعد هبوط قاس، لكن تقليص المؤشرات لمكاسبها يعطي رسالة، كما قال لـ''الاقتصادية'' المحلل المالي محمد علي ياسين الرئيس التنفيذي لشركة شعاع للأوراق المالية على أن الأسواق ستظل على تذبذبها ضمن نطاقات سعرية معينة بعد أن كسرت نطاقات دعم فنية عديدة ظلت عليها لشهرين.
وارتدت سوق دبي بدعم من جميع أسهمها القيادية الثقيلة والنشطة، خصوصاً سهم ''إعمار'' المرتد بأكثر من 4 في المائة إلى 3.44 درهم أعلى سعر قبل أن يتعرض لعمليات جني أرباح قلصت من مكاسبه إلى 1.5 في المائة عند سعر 3.35 درهم بتعاملات قيمتها 108 ملايين درهم من إجمالي 225 مليون درهم للسوق.
وقال لـ ''الاقتصادية'' وسطاء في السوق إن حالة الخوف من العودة إلى الهبوط دفع المضاربين والمتداولين إلى البيع قرب الإغلاق والخروج من السوق، خوفاً من هبوط قادم متوقع مع تقلبات الأسواق العالمية، ونتيجة لهذا الخوف وعلى غرار ''إعمار'' نشطت عمليات البيع عند أعلى المستويات السعرية لبقية الأسهم، حيث اكتفت أسهم ''أرابتك'' بأرباح بنحو 1.4 في المائة إلى 2.21 درهم من أعلى سعر 2.17 درهم، و''دبي الإسلامي'' 2.3 في المائة إلى 2.15 درهم، و''الإمارات دبي الوطني'' 0.75 في المائة إلى 2.71 درهم.
وارتفع سهم ''دبي المالي'' 2.5 في المائة إلى 1.59 درهم، ولوحظ أن سهم ''شعاع كابيتال'' سجل ارتفاعات قياسية تجاوزت 11 في المائة إلى 1.40 درهم بتداولات ضعيفة للغاية بقيمة 19 ألف درهم من تداول 13.312 درهم من تداول 14.800 درهم.
وعلى عكس سوق دبي، فشلت سوق العاصمة أبو ظبي من الحفاظ على ارتدادها الضعيف بدعم من ارتفاعات أسهم العقارات، حيث تعرضت لعمليات جني أرباح تركزت على سهم ''الاتصالات''، وأسهم الخدمات وسط تداولات بقيمة 130 مليون درهم من تداول نحو 71 مليون سهم.
وتراجع سهم ''الاتصالات'' بنحو 0.94 في المائة إلى 10.45 درهم، وسجل سهم ''أسماك'' انخفاضاً بالحد الأقصى 10 في المائة إلى 12.15 درهم، و''بنك أبو ظبي التجاري'' 1.1 في المائة إلى 1.66 درهم.
أكبر الارتدادات تحققت في سوق البحرين بدعم من أسهم البنوك والاستثمار مع تحسن في التداولات فوق النصف مليون دينار من تداول 1.9 مليون سهم منها 1.7 مليون لأربعة أسهم هي ''الإثمار''، و''بتلكو''، و''الأهلي''، و''البركة''.
كما قلصت بورصة قطر كثيراً من مكاسبها، وفشلت في البقاء فوق مستوى 6700 نقطة وسط تداولات متوسطة القيمة بنحو 330 مليون ريال من تداول 10.2 مليون سهم.
وقرب الإغلاق تحولت بورصة الكويت من الهبوط إلى الارتفاع مع تحول عدد من أسهم البنوك والاستثمار وتراجعت أحجام وقيم التداولات مجدداً إلى 34.5 مليون دينار من تداول 147.5 مليون سهم.
وبقيت سوق مسقط مع سوق أبو ظبي في مسارها الهابط بضغط من جميع أسهمها النشطة والثقيلة، خصوصاً في قطاعات البنوك والاستثمار والصناعة وسط تعاملات نشطة بقيمة 7 ملايين ريال من تداول 20.3 مليون سهم.