"الاقتصادية" والصلح خير

لا شك أن المتابع لقضية اللاعبين حسين عبد الغني ومرزوق العتيبي وما تخللها من معطيات طوال العامين الماضيين كان في حالة سعادة وهو يقرأ ويتابع ما حصل أخيرا من تراجع مرزوق واعتذاره لأخيه حسين عما بدر منه، وهو وإن كان اعتذارا متأخرا، إلا أنه جاء في الوقت المناسب ليؤكد أن الاعتذار والعفو بين إخوة الدين والتراجع عن الخطأ هو ما يجب أن يسود. وكان موقف اللاعب حسين عبد الغني في المقابل موقف شهامة وهو يعلن من خلال وسائل الإعلام قبوله لاعتذار مرزوق العتيبي. وقد سبق وأن كتبت في "الاقتصادية" مقالا حول هذا الأمر، والحمد لله، أنه تكلل بخير.
ولا ننسى هنا أن نشيد ببادرة "الاقتصادية" التي بدأتها بمحاولة الصلح بين اللاعبين وتابعتها أيضا هي وبعض الملاحق الأخرى وتحديدا ملحق "عالم الرياضة" في جريدة الشرق الأوسط، وهي حقيقة بادرة يستحقون عليها الشكر والتقدير، لأن هذا هو دور الإعلام الحقيقي في رأب الصدع بين أبناء الدين الواحد، ونسأل الله أن يكتب لهم الأجر الجزيل، ويُشكر القائمون على الصفحات الرياضية في "الاقتصادية" و"عالم الرياضة" على هذا الجهد المبارك، والله سبحانه وتعالى أوضح الأجر الجزيل للحريصين على هذا الجانب الإنساني المهم، يقول سبحانه وتعالى "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما" سورة النساء آية (114)، فنسأل الله لهم القبول والحصول على الأجر العظيم.
كما أن العافين عن الناس هم من المحسنين الذين حثهم الله سبحانه وتعالى على المبادرة الطيبة بالعفو يقول سبحانه وتعالى "الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" سورة آل عمران آية (134)، فالآية واضحة وصريحة توضح الأجر العظيم للعافين عن الناس والتي كانت مشمولة مع المنفقين في السراء والضراء والكاظمين الغيظ، فهذه بشارة طيبة لكل من عفا عن أخيه، وهناك آيات أخرى وأحاديث، ولكن لا يتسع المقال لذكرها كلها، إنما أحببت أن أوضح بعض الثواب لمن عفا عن أخيه ولمن سعى للإصلاح بين المتخاصمين، ونتمنى ألا نجد في المستقبل مشكلات بين الرياضيين في الملاعب ولا حتى بين غيرهم من إخواننا المسلمين.
كما أن الأمل المنشود هو أن نرى مثل هذه المبادرات الإعلامية بشكل مستمر من أجل أن تكون الرياضة تنافسا شريفا بعيدا عن هذه الخلافات التي لا يقرها الدين. ولا أنسى أن ندعو للزميل خلف ملفي مدير تحرير "عالم الرياضة" والزميل عيد الثقيل رئيس القسم الرياضي في "الاقتصادية" على حرصهما على هذه المبادرات الطيبة، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهما.
أسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

كاتب رياضي

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي