محللون: «إسقاط» الأزمة الأوروبية على سوق الأسهم «لعبة مضاربين»
اتهم محللون اقتصاديون وماليون، مضاربين في سوق الأسهم السعودية بالتلاعب في أداء المؤشر من حيث «إسقاط الأزمات العالمية على السوق بشكل مبالغ فيه» وبالتحديد أزمة اليونان الاقتصادية، مستبعدين في الوقت ذاته أن يكون لتلك الأزمة تأثير مباشر في الأسهم في الوقت الحالي.
ورأى المختصون أن المتلاعبين يحاولون الضغط على المؤشر بغرض الاستفادة من النزول الحاد، وتحقيق الأرباح بعد ذلك، من خلال الاستفادة من بعض الأحداث العالمية ومحاولة التأثير النفسي السلبي في المتعاملين الذين يستجيبون لتلك الضغوط من حيث البيع والشراء.
وأنهى المؤشر جلسة أمس بعد أن قلص خسائره إلى 152 نقطة، والتي تجاوزت في منتصف التداولات 170 نقطة، وبسيولة لم تتخط 3.9 مليار ريال، وهو ما يعد التراجع الحاد الثاني خلال أسبوعين.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
اتهم محللون اقتصاديون وماليون مضاربين في سوق الأسهم السعودية بالتلاعب في أداء المؤشر من حيث ''إسقاط الأزمات العالمية على السوق بشكل مبلغ فيه'' وبالتحديد أزمة اليونان الاقتصادية، مستبعدين في الوقت ذاته أن يكون لتلك الأزمة تأثير مباشر على الأسهم في الوقت الحالي.
ورأى المختصون أن المتلاعبين يحاولون الضغط على المؤشر بغرض الاستفادة من النزول الحاد، وتحقيق الأرباح بعد ذلك، من خلال الاستفادة من بعض الأحداث العالمية ومحاولة التأثير النفسي السلبي على المتعاملين الذين يستجيبون إلى تلك الضغوط من حيث البيع والشراء.
وأنهى المؤشر جلسة الأمس بعد أن قلص خسائره إلى 152 نقطة، التي تجاوزت في منتصف التداولات الـ 170 نقطة، وبسيولة لم تتخط 3.9 مليار ريال، وهو ما يعد التراجع الحاد الثاني خلال أسبوعين.
وأوضح الاقتصاديون أن العوامل المهمة والمؤثرة في سوق الأسهم هي أسعار النفط، والبتروكيماويات، لافتين إلى أن تأثرهم سلباً في الفترة الأخيرة قد ينذر بحدوث تذبذبات مقبلة في مؤشر السوق.
لكن المختصين توقعوا عدم وجود انخفاضات حادة مستقبلاً، وأن تنتعش السوق بشكل أكبر بنهاية الربع الثاني، خصوصاً مع خروج القوائم المالية للشركات، واتضاح الرؤية بالنسبة للمتغيرات الاقتصادية العالمية.
#2#
وهنا قال الدكتور حمد التويجري أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك سعود إن التأثيرات التي تعيشها سوق الأسهم السعودية كان السبب فيها كبار المضاربين، وأنه لا علاقة للأزمة اليونانية بتلك الانخفاضات، واصفاً ما يجري بأنه ''استغلال من قبل المتلاعبين في السوق لبعض المؤشرات السلبية العالمية، ومحاولة إسقاطه على السوق المحلية''.
وأوضح التويجري أن المتلاعبين يحاولون ربط السوق بالانخفاض في البورصات العالمية بشكل قوي، مبدياً استغرابه من عدم تجاوب السوق والمضاربين بالتحديد مع الارتدادات الإيجابية التي تحدث في البورصات العالمية.
ولفت التويجري إلى أن تأثير الأزمة اليونانية سيكون في المقام الأول على أوروبا التي لا تمثل سوى 10 في المائة من صادرات المملكة، إلى جانب أن أمريكا جاء الضرر عليها بشكل محدود، وبالتالي فإن المملكة من الطبيعي ألا تنخفض سوق الأسهم فيها بأكثر من الأسواق الأمريكية.
ورأى أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك سعود أنه قبل تشرين الأول (أكتوبر) 2008 لم يكن هناك أي ارتباط لسوق الأسهم المحلية بالأسواق العالمية، لكنه أوضح أن بعد هذا التاريخ، وما حدث من أزمة مالية عالمية، ارتبطت السوق السعودية بشكل أقوى بالأسواق الأمريكية، وحدث بعض الهبوط، وتوقفت بعد أن جاءت الأخبار الإيجابية في أمريكا وبدأت السوق ينفصل.
وأضاف: ''المضاربون المتلاعبون بالسوق يحاولون دائماً ربط السوق السعودية بالأحداث العالمية فيما يتعلق بالانخفاض بشكل كبير بغرض تحقيق فوائد من هذا التراجع، وفي المقابل لا يربطون السوق بالارتدادات الإيجابية القوية''.
واعتبر التويجري أن الوعي الاستثماري لدى كثير من المتعاملين لا يزال دون المستوى، ودائماً لا يتصرفون بشخصية الرجل المستثمر، ويعتمدون على الشائعات من حيث البيع عند الانخفاض، والشراء في حال الارتفاع، مبيناً أن الفائدة ترجع في النهاية إلى أصحاب المحافظ الكبيرة التي تحقق الأرباح الطائلة من جيوب صغار المستثمرين.. على حد قوله.
وأشار أستاذ الاقتصاد إلى أن ما يحدث في سوق الأسهم السعودية يتطلب جهداً كبيراً لإصلاحه، مبيناً أن هيئة السوق تؤدي دوراً إيجابياً كبيراً في هذا الاتجاه وأن ذلك يتطلب سنوات طويلة. وتابع: ''يجب أن ننتظر إلى نهاية الربع المقبل لنرى محفزات جديدة ستحدث لسوق الأسهم''.
#4#
من جانبه، اتفق الدكتور حمد آل الشيخ مع التويجري من حيث استبعاد تأثير أزمة اليونان على سوق الأسهم السعودية، حيث أوضح أن العلاقة المباشرة تكمن في تغير أسعار النفط، والبتروكيماويات العالمية، مبيناً أن انخفاض سعر النفط إلى 71 دولارا للبرميل انعكس على السوق، مشدداً في الوقت نفسه على أن المضاربين استغلوا الفرصة ليحدثوا الهلع في أوساط المتعاملين وتنخفض السوق.
ولفت آل الشيخ إلى أن هناك جانبا نفسيا يؤثر بشكل كبير على المتعاملين، إلا أنه أوضح أن هناك نقطة دعم قوية للسوق عند مستوى 6370 نقطة ليس من السهل كسرها، مطالباً بضرورة وعي المستثمرين من حيث عدم الربط المباشر لأي حدث عالمي، وعدم الاستجابة أيضاً للعوامل النفسية السلبية التي يحدثها المضاربون مستقبلاً.
وأضاف: ''المتلاعبون يحاولون استغلال روح القطيع بشكل مندفع، والضغط على السوق وتكون هناك فرصة للتجميع وربح أكبر بعد أن تعود السوق إلى دورتها التصحيحية''.
وتابع: ''أعتقد أن السوق في الفترة المقبلة ستكون متذبذبة، ولكن بشكل أقل، ولا أرى أن هناك انخفاضات حادة ستحدث لاحقاً، كما أن السوق لديها نقاط دعم قوية لن تنخفض عنها، ما لم تحدث هناك أي متغيرات دولية مقبلة، إلى جانب أن نتائج الربع الثاني الجيدة ستدعم الارتفاعات الكبيرة''.
#3#
محمد العنقري المحلل في الأسواق المالية، أشار هو أيضاً إلى أن عامل التلاعب كان اللاعب الرئيسي المستغل للأوضاع العالمية ومحاولة عكسه على السوق المحلية، في الوقت الذي أوضح فيه أيضاً أنه عادة ما يشهد شهر آيار (مايو) تداولات ومضاربات قوية لعدد من المستثمرين، وبالتالي حدث الانخفاض على حد قوله.
وقال العنقري: ''المؤشر بعد أن اقترب من حاجز الـ 7000 نقطة، كانت القوى ضعيفة ولم تكن هناك أخبار دعم، واعتمد المستثمرون على جانب المضاربات، والمتغيرات الدولية''.
وأضاف: ''قد تتضح الرؤية بعد أسبوعين من الآن، ونلحظ حالياً وجود حذر وتحوط من قبل المستثمرين، بسبب انخفاض منطقة اليورو، وحالة التقشف الأوروبية، وتأثير ذلك على أسعار البتروكيماويات والاقتصاديات العالمية، إلى جانب تحركات المضاربين التي تستغل تلك الأوضاع بشكل مبالغ فيه''.
لكن العنقري أوضح أن سوق الأسهم السعودية لا تزال تحمل عوامل إيجابية مهمة، مطالباً بضرورة تعاطي المستثمرين معها بشكل سليم خلال الفترة المقبلة.