البنك المركزي الأوروبي: لا نستبعد نجاح برنامج التقشف اليوناني
لم يستبعد البنك المركزي الأوروبي نجاح برنامج التقشف اليوناني في تحقيق أهدافه وتصحيح الأوضاع المالية والاقتصادية في اليونان.
وقال البنك في تقريره الشهري الصادر أمس إن إصرار اليونان وحزمها في تنفيذ البرنامج من شأنه تصحيح الأوضاع على المدى الطويل وإعادة الثقة في الماليات العامة للدولة.وطالب البنك السلطات اليونانية بالاستعداد في أي وقت لاتخاذ إجراءات تقشف أكثر حدة، إذا تطلب الأمر. وأكد البنك أن إجراءات الإصلاح الاقتصادي والمالي وخفض النفقات في الميزانية جاء مناسبا من أجل التوصل إلى استقرار الوضع المالي والاقتصادي للبلاد. وأرجع البنك تفاؤله إلى خبرات دول منطقة اليورو في القدرة على تقليص حجم الديون والعجز في الميزانية.
وأشار البنك إلى بلجيكا التي بلغ حجم ديونها في عام 1994 134.2 في المائة من إجمالي الناتج المحلي وتقليصها للديون بنسبة 84.2 في المائة عام 2007، كما أن أيرلندا تمكنت من خفض ديون بنسبة 94.1 في المائة من اجمالي الناتج المحلي في عام 1994 إلى نسبة 24.9 في المائة في عام 2006.
يشار إلى أن إجمالي ديون اليونان بلغ العام الماضي 115.1 في المائة من إجمالي الناتج المحلي ، علما بأن الحد الأقصى المسموح به لمعدلات الديون يصل إلى 60 في المائة من اجمالي الناتج المحلي.وكان بنك اليونان المركزي قد تسلم 5,5 مليارات يورو هي القسط الأول من المساعدة التي وعد بتقديمها صندوق النقد الدولي في اطار الخطة الدولية لانقاذ اليونان وتسديد ديونها. وقال مصدر في وزارة المالية اليونانية لفرانس برس ''تسلمت اليونان المبلغ المقرر بالتعاون الوثيق مع صندوق النقد الدولي ومسؤولي وزارة المالية وبنك اليونان''.وكانت اليونان طلبت الثلاثاء السداد الفوري لعشرين مليار يورو هي القسط الاول من خطة المساعدة التي اقرها الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي وتبلغ قيمتها 110 مليار دولار، ويفترض ان تتسلم اليونان 14,5 مليار دولار من الاتحاد الاوروبي مطلع الاسبوع المقبل. وينبغي ان تسدد اثينا في 19 أيار (مايو) ديونا بقيمة 9 مليارات يورو.
وشارك أكثر من الف شخص الاربعاء، بحسب الشرطة، في تظاهرة في اثينا بدعوة من النقابات التي اعلنت عن تنظيم اضراب عام جديد في العشرين من أيار (مايو) احتجاجا على خطة التقشف التي اعتمدتها الحكومة مقابل الحصول على المساعدات.من جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس إنه لا بد من الدفاع عن اليورو، ووصفت الأزمة الحالية التي تمر بها العملة الأوروبية الموحدة بأنها اختبار للاتحاد الأوروبي نفسه.
وقالت ميركل في حديث لتلفزيون دبليو د .آر ''ليست الأزمة المتعلقة بمستقبل اليورو مثل أي أزمة. إنها أشد اختبار تواجهه أوروبا منذ عام 1990 إلم يكن منذ 35 عاما مضت''. وأضافت ميركل ''هذا الاختبار يتعلق بالوجود. ويجب تجاوزه''، متحدثة في مناسبة منح رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك جائزة لجهوده في مجال دعم الوحدة الأوروبية.