دوامة التراجع مستمرة في الإمارات و53.6 مليار درهم خسائر يومين
واصلت الأسهم الإماراتية دوامة خسائرها المتواصلة أمس, واقتربت غالبية الأسهم المتداولة، التي سجلت جميعها هبوطا حادا، من الحد الأعلى المسموح به انخفاضا ( 15 في المائة في سوق دبي و10 في المائة في سوق أبو ظبي) وفقدت الأسهم 34.6 مليار درهم من قيمتها السوقية التي تراجعت 363.5 مليار درهم لترتفع الخسائر في يومين إلى 53.6 مليار درهم
وكسر المؤشر العام لسوق دبي نقطة دعم جديدة "أقل من 500 نقطة" وأغلق عند 490 نقطة، بعدما وصلت أسعار الأسهم القيادية إلى مستويات كانت ضربا من الخيال في السابق، فقد اقترب سهم "إعمار" لأول مرة في تاريخه من الحد الأعلى هبوطا عندما انحدر إلى 11.50 درهم وأغلق منخفضا بنسبة 8.7 في المائة, كما سجلت الأسهم المتداولة في سوق دبي وعددها 19 سهما تراجعا بدون أية ارتفاعات مقتربة معظمها من نسبة الانخفاض الأعلى. وأغلقت السوق منخفضة بنسبة 5 في المائة متراجعة بذلك 10 في المائة على مدى اليومين الماضيين.
وشهدت قاعة تداول سوق دبي حالة من الذعر أصابت المتعاملين, ودفعت مكاتب الوساطة، خصوصا حديثة العمل في السوق التي تسمح لمتعاملين بالتداول المكشوف إلى تسييل محافظهم، الأمر الذي دفع السوق إلى الهبوط بسرعة، خصوصا بعد أن هبط سهم "إعمار" سريعا من 12.85 درهم عند الافتتاح إلى أقل من 12 درهما، ما أثر في بقية الأسهم المتداولة، حيث تصدر سهم "العربية الفنية للإنشاءات" قائمة الأسهم التي لامست الحد الأعلى هبوطا بانخفاضه إلى 3.73 درهم من 4.10 درهم.
وأرجع ماليون السبب إلى تصاعد ضغوط البنوك على المحافظ المقترضة لتغطية مراكزها المالية بعد أن وصلت الأسعار إلى مستويات مخيفة يمكن أن تتكبد معها المصارف المقرضة خسائر باهظة ما لم تدفع المحافظ إلى التسييل وسداد ما عليها من التزامات.
وتسعى اللجنة التي شكلها مديرو المحافظ الاستثمارية نهاية الأسبوع الماضي إلى دفع الحكومة للتدخل بعد أن وصلت السوق إلى مستويات يرونها مخيفة وكبدتهم خسائر حادة.
واستبعد شهاب قرقاش المدير التنفيذي لـ "ضمان للاستثمار" التي تمتلك مجموعة من المحافظ الاستثمارية في السوق، تدخل الحكومة في الوقت الحالي من منطلق أنها تتبع سياسية السوق الحرة التي لا تجيز لها التدخل قائلا "الحكومة لن تتدخل رغم أنها أكبر مساهم في الشركات المدرجة وتتكبد استثماراتها ومساهماتها في العديد من الشركات خسائر باهظة من جراء تراجع السوق, ويمكن أن تتدخل فقط في حال رأت أن هناك خطرا يهدد أمن الاقتصاد القومي وساعتها ستكون مرغمة التدخل".
وأوضح قرقاش أن هناك من المحافظ الاستثمارية وكبار المستثمرين من يرون أن المجال لا يزال متاحا لهبوط أكبر وأن من الممكن أن تكون هناك فرصة أفضل للشراء بأسعار أفضل من الأسعار الحالية رغم أنها مستويات سعرية مغرية ومشجعة، مضيفا أن غالبية عمليات البيع التي جرت خلال اليومين الماضيين لم تأت من كبار المستثمرين والمحافظ الاستثمارية بل من صغار المستثمرين الذين نفد صبرهم من استمرار تراجع السوق بدون توقف.
وبيّن هاني حسين مدير أول المحافظ الاستثمارية في بنك المشرق أن السوق تجاوزت مرحلة التصحيح الحاد بالفعل, حيث فقدت 65 في المائة في مؤشرها العام, وهذا لا يعتبر سوى انهيار, لقد فاقت الخسائر تلك التي بلغتها بورصة ناسداك.
وأوضح أن السوق تمر الآن بمرحلة فقدان تام للثقة, والجميع يبيع بخسارة خوفا من خسارة أكبر غدا، إضافة إلى أن السوق تعاني من عدم وجود مستثمرين كبار يستطيعون التدخل لدعمها بالشراء المؤثر بسبب نقص السيولة وانعدامها بعد الخسائر التي لحقت بالمحافظ والصناديق التي كان من الممكن أن تؤثر في هذه اللحظة.
وأضاف أن المحافظ التي اجتمعت أخيرا في محاولة من جانبها لوقف الخسائر لم تعد مؤثرة في السوق لاعتبارات عديدة منها أن قدرتها مجتمعة لم تعد بالقوة ذاتها للتأثير بعد خسائرها هي الأخرى كما أن مديري وأصحاب المحافظ لديهم مصالح متناقضة متضاربة يصعب معها الاتفاق.