بورشه أسطورة السيارات الرياضية تعيش عصرها الذهبي

بورشه أسطورة السيارات الرياضية تعيش عصرها الذهبي

تعود بدايات شركة بورش إلى النصف الأول من القرن الماضي، عندما قرر أحد الصناعيين الألمان ويدعى (فرديناند بورشه) صنع سيارة ذات مواصفات رياضية تتميز بحجمها الصغير، وبالفعل ومع الاستعانة بشركة فولكس فاجن تم إنتاج أول سيارة حمل هيكلها رقم (356-001)، وذلك في منتصف عام 1948، وقد زودت هذه السيارة بمحرك من إنتاج "فولكس فاجن" تبلغ سعته 1.1 لتر وتصل قوته إلى 40 حصاناً.
يذكر أن هذه السيارة فازت في أول سباق شاركت به أقيم في مدينة (إيننشبرك) الألمانية.
وفي العام الذي يليه بدأ إنتاج سيارات بورش في مصنع صغير في مدينة (شتوتجارت) وتم إطلاق اسم بورش 356 على أول سيارة من إنتاج الشركة. وقد استمر إنتاج هذا الطراز لغاية عام 1965 حيث أنتج منه ما يزيد على 78 ألف سيارة مع ما خضعت له من تعديلات على مستوى الشكل الخارجي والمحرك، حيث تم اعتماد محرك منبطح مكون من أربع أسطوانات يبرد بالهواء.
وفي عام 1954 تم إنتاج طراز سبييدستر المكشوف والمزود بمحرك سعة 1.6 لتر وبقوة 60 حصانا، ثم تم إضافة طراز إس من هذه السيارة وبلغت قوته 75 حصاناً.
في أوائل الستينيات من القرن الماضي تم تفعيل أداء طرز "بورش" كافة فوصلت قوة محركات سياراتها إلى حدود الـ 130 حصاناً، وتم تطوير أنظمتها التقنية بشكل كبير حيث حصلت سيارات الشركة على أسطوانات مكابح على العجلات الأربع وهو ما اعتبر إنجازاً في تلك الفترة، حيث كانت الكثير من السيارات تعتمد على الطبلات في نظام الكبح.
كما شهد عام 1963 دخول الشركة في عصر محركات الست أسطوانات المنبطحة مع طراز 911 الذي حل محل طراز 356، وكانت الشركة قد أطلقت في بداية الأمر الرمز 901 على سيارتها الجديدة, لكن شركة بيجو الفرنسية اعترضت على ذلك كون سياراتها تحمل الرمز صفر في وسط الرقم, الأمر الذي حدا بالشركة الألمانية إلى استبدال الرقم 1 بالرقم صفر.
وطراز 911 زود في بداية إنتاجه عام 1964 بمحرك منبطح سعة لترين تبلغ قوته 130 حصاناً ثم رفعت سعة هذا المحرك إلى 2.2 لتر ومن بعد ذلك إلى 2.4 لتر، حيث زادت قوة السيارة على 180 حصاناً.
فترة السبعينيات اعتبرت العصر الذهبي لشركة بورش فقد قدمت الشركة في أواخر عام 1973، وبالتحديد في معرض باريس الدولي طراز 911 تيربو، حيث استخدمت بورش شاحن الهواء لأول مرة في سياراتها، وتميزت هذه السيارة على صعيد الشكل الخارجي بعاكس الهواء الخلفي الضخم المثبت على غطاء المحرك، وقد زودت هذه السيارة بمحرك مكون من ست أسطوانات منبطحة تبلغ سعته ثلاثة لترات وهو بقوة 260 حصانا.
وفي عام 1976 ولأول مرة في تاريخها قدمت بورش سيارة مزودة بمحرك مبرد بالماء، وهذه السيارة التي حملت تسمية 924 تميزت بتثبيت محركها في المقدمة، وهذا المحرك المكون من أربع أسطوانات متتالية، والذي تم استعارته من شركة أودي تبلغ سعته لترين وتصل قوته إلى 120 حصاناً، وقد تم تطوير هذه السيارة خلال الفترات اللاحقة حيث زودت مع مرور الوقت بمحركات أكبر.
أما الطراز الثاني غير التقليدي إن صح التعبير فكان طراز 928 الذي قدم في عام 1977 وزود بمحرك مثبت في الأمام مكون من ثماني أسطوانات على شكل سبعة وتبلغ سعته خمسة لترات، وتصل قوة هذا المحرك إلى 240 حصانا، وقد تم تطوير شكل هذه السيارة طوال فترة خدمتها التي استمرت إلى بداية التسعينيات، وتم تفعيل قدراتها حيث زادت قوتها على 320 حصاناً.
ومن السيارات الخالدة في تاريخ الشركة والتي اعتبرت متقدمة على عصرها بفارق كبير طراز 959 الذي قدم في عام 1986، وهذه السيارة تميزت بشكلها الرياضي الصارخ وبقوتها الخارقة التي بلغت 450 حصاناً تأتي من محرك مكون من ست أسطوانات تبلغ سعته 2850 سم3، وقد تميزت هذه السيارة بأدائها الصاروخي حيث بلغت سرعتها القصوى 310 كم/الساعة، في حين أنها تنطلق من صفر إلى 100 كم/الساعة في 3.9 ثانية فقط. وقد تم إنتاج هذه السيارة بشكل محدود جداً، إذ لم يتم إنتاج سوى 200 سيارة فقط. ومن ميزات هذه السيارة اندفاعها بالعجلات الأربع ضمن نظام دفع متطور.
الجدير بالذكر أن خبرة بورش في إنتاج السيارات ذات الدفع الرباعي تعود إلى بدايات القرن الماضي حين قدم فرديناند بورش الأب سيارة مركبة رباعية الدفع في لندن عام 1900، وقد حملت هذه المركبة اسم (لوهنر بورش).
في المجال الرياضي كانت بورش منغمسة بشكل كامل في رياضة السيارات بأنواعها، حيث تميزت سيارتها بالقدرة الفائقة التي سمحت لها بالفوز في عدد من السباقات الدولية على مختلف أنواعها، فقد فازت هذه الشركة في سباقات التحمل في السبعينيات والثمانينيات. كما فازت في سباق لومان الفرنسي الشهير عدة مرات. إضافة إلى ذلك فازت بورش في سباق باريس داكار الشهير في فترة الثمانينيات.

مجموعة الإنتاج الحالية:

- بورش 911:
طراز 911 الجديد والذي يحمل الاسم الرمزي 997 تم تقديمه في عام 2004، ويتميز بعودته إلى الخطوط التقليدية التي ميزت سيارات بورش على مدى عقود بعد أن حاولت الشركة في أواخر التسعينيات إعطاء طابع مختلف على صعيد الشكل الخارجي ولو نسبياً، ومن هذا الطراز تندرج مجموعة من الطرز، فهناك 911 المكشوفة، وهناك الفئة المزودة بنظام دفع رباعي وهناك الفئة إس التي تتميز بقوتها.
والطراز القياسي من 911، وهو كاريرا مزود بمحرك مبرد بالماء مثبت في الخلف وهو مكون من ست أسطوانات منبطحة تبلغ سعته 3.6 لتر وهو يولد طاقة تبلغ 325 حصانا، في حين أن طراز "كاريرا إس" مزود بمحرك سعة 3.8 لتر وتصل قوته القصوى إلى 355 حصاناً. أما الطراز المندفع بعجلاته الأربع فيحمل تسمية كاريرا4 أو كاريرا 4 إس.

- بورش بوكستر:
تم إطلاق طراز بوكستر في عام 1997، وكان الهدف منه تقديم سيارة رياضية تحمل تسمية بورش بسعر مناسب في فترة كانت فيها صرعة السيارات المكشوفة منتشرة بشكل كبير، وطراز بوكستر تم تجديده بشكل كامل قبل أكثر من عامين، حيث تم تعديل شكل المقدمة والمؤخرة فيما تم اعتماد مقصورة ركاب مزودة بمجموعة متكاملة من تجهيزات الترف والفخامة مثل المقاعد الجلدية والنظام السمعي المتطور وشاشة خاصة بنظام دي في دي ونظام الملاحة. وتستفيد طرز بوكستر من سقف قماشي يتم التحكم به بطريقة كهربائية.
ويزود طراز بوكستر القياسي بمحرك مكون من ست أسطوانات منبطحة سعته 2.7 لتر وتبلغ قوته 240 حصانا، في حين أن طراز بوكستر إس مزود بمحرك ترتفع سعته إلى 3.2 لتر وترتفع قوته إلى 280 حصاناً.

- بورش كايمان:
سيارة جديدة بالكامل تم تقديمها في العام الماضي، وعند مشاهدتها لأول مرة يشعر المرء إنها الفئة المسقوفة من طراز بوكستر، ولكن عند التدقيق فيها يكتشف أنها سيارة جديدة بالكامل، حيث تتميز بسقفها الذي ينحني بطريقة كلاسيكية إلى الخلف والذي يذكر بسيارات السبعينيات، كما تمكن ملاحظة فتحات التهوية الجانبية المثبتة في الرفارف الخلفية للسيارة.
ميكانيكياً، زودت السيارة بمحرك مكون من ست أسطوانات منبطحة تبلغ سعته 3.4 لتر وهو يولد طاقة تبلغ 295 حصاناً، كما تم تزويد هذا الطراز بنظام تعليق إلكتروني متطور يمكن من خلاله التحكم بقساوة التعليق حسب ظروف القيادة.

- بورش كايان:
سيارة من فئة إس يو في تعتبر التجربة الأولى للشركة الألمانية في هذا المجال، وقد نجحت بالفعل! حيث تعتبر من أنجح السيارات في فئتها على الرغم من الطابع الرياضي لها، وقد نجحت هذه السيارة بمضاعفة مبيعات شركتها خلال الأعوام التي قضتها في الخدمة.
وطراز كايان يتوافر بعدة فئات، فبعد أن تم تقديمه بمحركات الثماني أسطوانات تم طرح فئة مزودة بمحرك مكون من ست أسطوانات على شكل سبعة تبلغ سعته 3.2 لتر ويولد طاقة تبلغ 230 حصانا.
أما محرك الثماني أسطوانات فقد تم اعتماده في ثلاث فئات من طراز كايان: الأول، بسحب عادي تبلغ سعته 4.5 لتر وتبلغ قوته 340 حصاناً, والثاني كايان تيربو بقوة 450 حصاناً، وأخيراً تم تقديم طراز كايان تيربو إس الذي خضع إلى تعديلات على مستوى نظام بخ الوقود وشواحن الهواء، أدى بالتالي إلى زيادة قوته التي أصبحت تبلغ 520 حصاناً. وهو ما جعل هذه السيارة الأقوى على الإطلاق في فئة سيارات الدفع الرباعي.

- بورش 911 تيربو:
السيارة الأشهر لدى "بورش" وقد تم تقديمها أخيرا وهي تتميز من الخارج برفارفها المنتفخة وبفتحات التهوية من الحجم الكبير, إضافة إلى ذلك زودت هذه السيارة بعاكس هواء خلفي يرتفع إلى الأعلى بشكل أوتوماتيكي عندما تزيد سرعة السيارة عن 120 كم/الساعة.
أما محرك السيارة فهو مكون من ست أسطوانات منبطحة تبلغ سعته 3.6 وهو يولد طاقة تبلغ 480 حصاناً وهذه الطاقة تعتبر الأعلى من حيث نسبة القوة لسعة المحرك حيث تبلغ 133 حصاناً لكل لتر.

- بورش جي تي3:
قدمت هي الأخرى قبل أشهر فقط، وهي تعتبر سيارة رياضية بامتياز وهي مخصصة بدرجة كبيرة للتسابق داخل الحلبات، فهي تندفع بعجلاتها الخلفية وتعتمد على علبة تروس يدوية تتكون من ست نسب أمامية، إضافة إلى ذلك محرك جبار سعة 3.6 لتر يولد طاقة تبلغ 415 حصاناً.
وتحقق هذه السيارة تسارعاً مذهلاً، إذ إنها تصل إلى 100 كم/الساعة في غضون 4.3 لتر، في حين أن سرعتها القصوى تبلغ 310 كم/الساعة.
وعلى الرغم من طابعها الرياضي إلا أن هذه السيارة مزودة بمجموعة متكاملة من تجهيزات الترف والفخامة, كما أنها مزودة بمجموعة خاصة من التجهيزات الرياضية المتطورة التي تسمح للسائق باتباع أفضل الطرق في القيادة الرياضية.

- كاريرا جي تي:
طراز رياضي بامتياز، وهو ينتمي إلى فئة السيارات السوبر رياضية التي يزيد ثمنها على نصف مليون دولار، وهذا الطراز الذي يتم إنتاجه بشكل محدود يتميز بخطوطه الرياضية الخالصة، وهو مزود بمقعدين وبسقف مفتوح، وقد تم تثبيت محرك السيارة في الوسط، وهذا المحرك مكون من عشر أسطوانات على شكل سبعة وتبلغ سعته 5.7 لتر، وتصل قوته إلى 612 حصاناً.
وتصل سرعة هذه السيارة إلى 330 كم/الساعة، وهو ينطلق من الثبات إلى سرعة 100 كم/الساعة في 3.7 ثانية.
يذكر أن هيكل السيارة وجسمها الخارجي مصنوعان من الألياف الكربونية الأمر الذي يعطي هذه السيارة متانة عالية جداً.

في الختام، تعيش شركة بورش هذه الأيام عصرها الذهبي الثاني بعد فترة السبعينيات، ويمكن القول إن هذه الفترة تعتبر الأفضل على الإطلاق في تاريخ الشركة الألمانية، حيث إن مبيعاتها حققت أرقاما عالية جداً في السنوات الماضية، كما أنها تتمتع بوضع مالي مريح جداً مكنها في الفترة الأخيرة من الاستحواذ على نسبة تبلغ 20 في المائة من أسهم مجموعة فولكس فاجن الألمانية، كما أن هذه الشركة تخطط لطرح مجموعة من الطرز الجديدة خلال الأعوام القادمة، أبرزها طراز مزود بأربعة أبواب يحمل تسمية باناميرا يتوقع أن يدخل الإنتاج التجاري خلال عامين، ومن المؤكد أنه سيحقق مكاناً مناسباً في الفئة التي سينتمي إليها، وما مثال طراز كايان عنّا ببعيد.

الأكثر قراءة