ألمانيا تبحث تعزيز تعاونها الاستثماري مع دول الخليج

تأتي جولة مايكل جلوس وزير الاقتصاد الألماني التي بدأها أمس، في منطقة الخليج وتشمل الكويت والإمارات في إطار تحرك ألماني يهدف إلى دعم العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا، التي تمتلك أكبر اقتصاد في أوروبا، مع الدول الخليجية في ظل الازدهار الاقتصادي الملموس في تلك المنطقة، خصوصا في مشاريع التشييد والبناء والبنية الأساسية.
ويقود الوزير الألماني وفدا اقتصاديا رفيع المستوى في بعثة أقرب إلى بعثات "اقتناص الفرص"، حيث تأمل الشركات الألمانية في الفوز بنصيب معتبر من مشاريع البنية الأساسية والتعمير الضخمة التي رصدت لها الحكومات الخليجية عشرات المليارات من الدولارات بفضل الوفرة النقدية التي تحققت لديها من عائدات النفط بعد الزيادة الكبيرة في أسعاره العالمية.
ويتركز الاهتمام الخليجي على قطاعي النقل والدفاع، حيث تريد دول الخليج تأمين حدودها والحصول على المعرفة التكنولوجية من الغرب مع تنامي الطلب في منطقة الخليج على الفرقاطات، قوارب خفر السواحل، أجهزة الرادار، وأنظمة مراقبة الحدود.
ويضم الوفد الألماني المرافق للوزير 80 عضوا يمثلون الصناعات العسكرية وصناعة النقل مثل هارتموت ميدورن رئيس شركة السكك الحديدية الألمانية وماتياس ميتشرليخ رئيس شركة مان فيروشتال لصناعة معدات النقل الثقيل. ويرأس ميتشرليخ أيضا مبادرة الصناعة الألمانية لدول شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية إن هدف الرحلة تكثيف العلاقات
الاقتصادية مع دول الخليج في كل المجالات، مشيرة إلى أن جلوس سيسعى أيضا إلى اجتذاب جزء من الفوائض المالية لدى دول الخليج لاستثمارها في ألمانيا بهدف إقامة المزيد من المشاريع فيها لتوفير فرص عمل جديدة.
يذكر أن الكويت هي صاحبة أكبر حصة من أسهم شركة السيارات
الألمانية - الأمريكية العملاقة ديملر كرايسلر. علاوة على ذلك يأمل قطاع الصناعة الألماني أن تساعده رحلة جلوس في فتح الطريق أمامه لهذه المنطقة التي تحظى فيها بريطانيا، فرنسا، والولايات المتحدة بنصيب الأسد.
كما يضم الوفد الألماني ممثلين لمجموعة الصناعات الجوية والعسكرية الأوروبية إيداس التي تنتج المروحية العسكرية يوروكوبتر والدبابة كروس مافي، إضافة إلى ممثلين لشركة راينيمتال للصناعات التكنولوجية العسكرية التي تنتج الدبابة أيه.بي.سي وعددا كبيرا من المنتجات العسكرية الأخرى.
ويشارك في رحلة الوزير الألماني أيضا رودي لامبريخت عضو مجلس إدارة شركة الصناعات الهندسية والإلكترونيات العملاقة سيمنس جروب.
وتتطلع مجموعة سيمنس إلى الفوز بمشروع إنشاء شبكة السكك الحديدية المقترح بين دول مجلس التعاون من خلال بيع قطارها فائق السرعة ترانس رابيد الذي طورته بالتعاون مع شركة الصلب الألمانية العملاقة تايسنكروب.
وتبدأ جولة وزير الاقتصاد الألماني في منطقة الخليج بالكويت التي أصبحت رابع أكبر مستورد للمنتجات الألمانية في العالم العربي
بعد الإمارات، السعودية، ومصر.
وزادت صادرات ألمانيا إلى الكويت خلال العام الماضي بنسبة
7.3 في المائة عن 2004.
ويتجه الوزير الألماني والوفد المرافق له اليوم إلى دبي ومنها إلى أبوظبي. وقفزت صادرات ألمانيا إلى الإمارات العام الماضي بنسبة21 في المائة.