إنقاذ الرأسمالية من نفسها

إنقاذ الرأسمالية من نفسها

تتمتع الأسواق المالية بتأييد كثيرين. فقد نشرت الأسواق الحرة الرخاء في أنحاء العالم المتقدم, إلا أنها أيضا تميل إلى الشطط, ففي فترات الازدهار نجد أن رغبة الأسواق في الربح بأي ثمن تشوه علاقات العمل. كان لهذا الاعتقاد الخاطئ بأن الأسواق تقدم نموذجا للمجتمع أثره السلبي في السياسات الاجتماعية.

في فترات الازدهار، يتقبل الناس فكرة أن الأسواق تقلل من المخاطر وتدعم الاستقرار. كما أنهم يعتقدون أنه على المجتمع أن يمجد الأسواق بينما يكون كل ما على الحكومات أن تفعله هو أن تبتعد عن الطريق. يعدد الكتاب ستة أوجه للقصور في خصائص الأسواق وهي ما تسبب المشكلات:
1 ـ القواعد التقليدية إلزامية: الطبيعة البشرية تبرمج كل شخص على أن يفكر مثل الآخرين. يهوى المناقضون كسر القواعد بكون أي محلل أو مدير تنفيذ سيكون محظوظا إذا ما تمكن من مخالفة هذه القواعد التقليدية واستمر في الاحتفاظ بوظيفته بعدها.
2 ـ المزايا الاجتماعية أمر ثانوي: الأسواق المالية بموجب تعريفها هي «ألعاب صفرية» أي أن مكسب أحدهم هو خسارة آخر. يمكن هنا مقارنة الطبيعة التوزيعية للأسواق المالية مع النشاط الابتكاري في مجالات اقتصادية أخرى, فالعمال الذين يعيشون على الكفاف ويعملون في الزراعة أو صيد الأسماك يصنعون أشياء ذات قيمة كل يوم للمجتمع في حين أن صناديق التحوط الأكثر ربحية في البنوك الاستثمارية لا تؤدي إلى أي قيمة مضافة في المجتمع.
3 ـ المصرفيون يكسبون كثيرا من المال: العاملون في القطاع المالي يحققون مكاسب أكثر بكثير من أصحاب الإنجازات في مجالات الطب والقانون والمحاسبة وغيرها من المهن. بمعنى آخر لا تتناسب رواتب المصرفيين مع مساهمتهم في المجتمع.
4 ـ القطاع المالي يستنزف كثيرا من الموارد المالية: الرواتب الكبيرة للعاملين في البوصات توضح أن الأسواق تستخدم موارد هائلة من الجهود والمواهب في لعبة صفرية. فالأسواق المالية مثل رهانات حلبات السباق وكازينوهات القمار: مكسب أحدهم هو خسارة آخر. إلا أنه في الأسواق المالية تكون أرباح الرابح هائلة بما يجذب كثيرا من اللاعبين على الرغم من معرفتهم بأن خسارتهم مرجحة مثلها مثل الربح.
5 ـ الغش هو إحدى حقائق الحياة: نظرا لأن المنتج النهائي في الأسواق المادية ليس ملموسا ولتعقيد الأدوات المالية، تزيد من احتمالية التزوير والاحتيال.
6 ـ الأسواق المالية تشوه باقي المجالات الاقتصادية: عندما يرى المديرون والقادة في الشركات الأخرى ما يتلقاه نظراؤهم في الشركات المالية من مرتبات مهولة يطمعون في معاملة مماثلة.
يتجاهل مؤيدو السوق الحرة كثيرا من سلبيات الرأسمالية المحررة ومنها أن الأسواق الحرة تميل حقا إلى أن تكون غير قادرة وعلى المنافسة والسماح للاعبين بالهيمنة على الاحتكارات. تتجاهل نظرية السوق الحرة حقيقة أن التدخل الحكومي هو فقط ما يضمن التنفيذ الفاعل لأعمال الخدمات مثل خطوط السكك الحديدية ومرافق المياه.

TITLE: THE TROUBLE WITH MARKETS: SAVING CAPITALISM FROM ITSELF
AUTHOR: ROGER BOOTLE
PUBLISHER: NICHOLAS BREALEY PUBLISHING
ISBN-10: 1857885376
NOVEMBER 2009
282 PAGES

الأكثر قراءة