مستقبل المدفوعات الاستهلاكية
المال على الأرجح قديم قدم الحضارة الإنسانية, ففي العصور القديمة كانت الحيوانات الداجنة والمواد الغذائية بمثابة العملة. وترجع العملات المعدنية إلى سنة 700 قبل الميلاد كما بدأ الصينيون في استخدام العملات الورقية عام 104 قبل الميلاد. وأصبحت العملات الورقية وسيلة شائعة للتبادل التجاري في عصر النهضة في أوروبا ولاحقا في المستعمرات الأمريكية.
إلا أن للعملات الورقية عيوبا, على سبيل المثال من السهل سرقتها وإذا لم تكن مرتبطة بشيء ذي قيمة فمن الممكن أن تكثر العملات الورقية إلى أن تفقد قيمتها. على مر العصور تسببت البنوك في إثارة حالات من الذعر المالي عن طريق إصدار عملات ورقية لا تملك لها احتياطيات كافية.
في عام 1913 أنشأت حكومة الولايات المتحدة مجلس الاحتياطي الاتحادي للقضاء على هذه المشكلة عن طريق التحكم في إصدار النقود. كما يقوم هذا البنك المركزي أيضا برصد تظهير الشيكات بين المؤسسات البنكية. ومن ثم أصبح شيك الدفع هو الأكثر انتشارا حتى منتصف القرن العشرين. بعد الحرب العالمية الثانية، بدأت النقود في التحول من الأوراق إلى البلاستيك في صورة بطاقات الائتمان. في عام 1950 أدخلت إحدى الشركات نظام بطاقات الائتمان لتدفع الناس عن طريقها ثمن وجبات المطاعم. انتشر هذا الابتكار في كثير من المجالات حتى عام 1958 عندما أنتجت شركات الائتمان بطاقات متعددة الأغراض، لتهيمن بطاقات الائتمان في النهاية على صناعة المدفوعات.
في عام 2007، استخدم المستهلكون الأمريكيون بطاقات الائتمان في تنفيذ مشتريات بلغت قيمتها أكثر من 1.7 تريليون دولار. إلى أن بدأت شبكة الإنترنت في تغيير نظام المدفوعات مرة أخرى. حيث يلجأ مزيد ومزيد من الناس إلى دفع فواتيرهم إلكترونيا باستخدام أجهزة الكمبيوتر المنزلي والأجهزة النقالة.
تعد صناعة المدفوعات من القوى الرئيسة المحركة لاقتصاد الولايات المتحدة حيث تحقق شركات المدفوعات عائدات تقدر بنحو 280 مليار دولار سنويا. الطريقة التي يدفع بها الناس ثمن ما يشترونه تؤثر في كمية المشتريات التي يشترونها, لذلك فإن صناعة المدفوعات تلعب دورا رئيسا في الاقتصاد.
تتسم صناعة المدفوعات في الولايات المتحدة بالتعقيد تماما مثل «سلسلة قيمة المدفوعات» حيث يتطلب تشغيل المدفوعات عديدا من الخطوات، عديد منها يتم بصورة آلية. ومع ذلك يتسم النظام بالاستقرار إلى حد كبير. إن هذه الصناعة تمر بترقيات عادية بسبب التقدم التكنولوجي المستمر. وهناك ثلاثة اتجاهات أساسية تسهم في تشكيل طرق الدفع:
1. تدهور المعاملات الورقية: تتراجع كتابة الشيكات في الولايات المتحدة بمعدل 5 في المائة سنويا.
2. شبكات الدفع المتطورة: الأدوات الجديدة المشابهة لبطاقات الائتمان تقيم صلات مباشرة بين الحسابات البنكية للمشترين ونقاط البيع.
3. الأدوات المالية الجديدة: حيث يمكن لبنوك والمؤسسات المالية الاستفادة من التطورات التكنولوجية القادمة بطرق مختلفة.
TITLE: MOVING MONEY: THE FUTURE OF CONSUMER PAYMENTS
EDITOR: ROBERT E. LITAN, MARTIN NEIL BAILY
PUBLISHER: BROOKINGS INSTITUTION PRESS
ISBN-10: 0815702779
MAY 2009
150 PAGES