الكفاح من أجل تنظيم عالمي للضرائب

الكفاح من أجل تنظيم عالمي للضرائب

هناك معركة عالمية تدور حول الضرائب وفيها المليارات من الدولارات على المحك. هناك دول يسميها البعض ملاذا من الضرائب ويطلق عليها البعض الآخر العواصم المالية العالمية. وهي تلك الدول الصغيرة في البحر الكاريبي وغيره من الأماكن التي تلعب دورا كبيرا في الجدال العالمي حول الضرائب.

مع بداية التسعينيات، أدركت الدول الصناعية الكبرى والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن عائداتها من الضرائب بدأت تقل بمعدلات تنذر بالخطر, حيث فر المستثمرون إلى دول صغيرة تتمتع بقوانين ضريبية أفضل.
فقد شهدت الولايات المتحدة وحدها تراجعا بلغ 70 مليار دولار في عائدات الضرائب نتيجة لنقل الاستثمارات إلى الخارج, وفقدت الدول الكبرى مئات المليارات من الدولارات التي اتجهت إلى العواصم المالية العالمية. وقامت الدول المتقدمة بمبادرة عدوانية في الفترة من 1998 حتى 2004 لحث الدول الجاذبة لرؤوس الأموال على أن تجعل نفسها أقل جاذبية مالية.
وفي مفارقة نادرة تمكنت هذه الدول الصغيرة من صد الدول الكبرى, إلا أن الدول المتقدمة, وعلى رأسها منظمة التعاون والتنمية, صورت الملاذات الضريبية على أنها أوكار للأنشطة المشبوهة. ردت عليها دول الملاذ الضريبي قائلة إن الدول المتقدمة تستهدفها ظلما وتحاول التحجيم من حقها السيادي في اتخاذ القرارات الاقتصادية.
في هذه الحرب ضد الضرائب، تصير العلاقات العامة السلاح الأول لمنظمة التعاون والتنمية. وكانت البداية في عام 2000، عندما أصدرت المنظمة قائمة سوداء تضم 35 دولة تدعى الملاذات الضريبية وتتضمن بربادوس وجزر فيرجن البريطانية وليبيريا وموناكو. معظم هذه الدول كانت مستعمرات فقيرة في السابق للدول الإمبريالية.
اعترضت هذه الدول على تسمية ''الملاذ الضريبي'' مفضلة مصطلح ''مركز مالي عالمي'', ما دفع الدول المتقدمة إلى تغيير استراتيجياتها في التعامل عن طريق تسليط الأضواء على الملاذات الضريبية بما يؤدي إلى زعزعة ثقة المستثمرين بها ولحثها على تغيير أنظمتها الضريبية.
على الرغم من أن البحر الكاريبي يزخر بالملاذات الضريبية إلا أن لأوروبا نصيبا منها أيضا. فأندورا وموناكو في أوروربا لا تفرضان ضرائب على الدخل الشخصي أو دخل الشركات. وسويسرا تشتهر بقوانينها الخاصة بالسرية المصرفية.
تدفع تكتيكات الهروب من الضرائب الأثرياء إلى الإقامة في الملاذات الضريبية التي توفر لهم مجموعة مذهلة من الخدمات مثل الصناديق التي تتيح لهم حماية أموالهم من الدائنين والخصوم القانونيين حيث يكون المستفيد الوحيد منها هو صاحب الحساب الذي تتيح له هذه الميزة التمتع بفوائد الثروة بينما يبدو فقيرا من الناحية القانونية.

TITLE: HAVENS IN A STORM: THE STRUGGLE FOR GLOBAL TAX REGULATION
AUTHOR: J. C. SHARMAN
PUBLISHER: CORNELL UNIVERSITY PRESS
ISBN-10: 0801445043
NOVEMBER 2006
211 PAGES

الأكثر قراءة