بكين في رسالة لواشنطن: لا نريد حروبا بسبب التجارة والعملات
قال رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو أمس الإثنين إن بلاده لا تريد «حروبا بسبب التجارة والعملات» وأكد أن بكين تساند التجارة الحرة، ولا تسعى لتحقيق فائض تجاري. ونقل التلفزيون الرسمي عن ون جيا قوله لمجموعة من رؤساء الشركات الأجنبية «على كل الدول والشركات التي تتحلى بالمسؤولية في العالم أن تعارض بشدة أي حرب بسبب التجارة أو العملات». وأوضح رئيس وزراء الصين أن الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة في شهر أيار (مايو) سيكون «مهما للغاية» لمعالجة المشكلات القائمة بين الدولتين. وأعرب ون عن اعتقاده بأن المشكلات الاقتصادية مع الولايات المتحدة يمكن أن تحل من خلال «التفاهم المشترك» وأن الصين ستزيد وارداتها من واشنطن.
والخلاف بين واشنطن وبكين ارتفع حد بشأن قيمة العملة «اليوان الصيني» ومستوى الفائض التجاري، حيث أكد وزير التجارة الصيني تشن ده مينغ أمس الأول أن بكين ستتخذ إجراءات انتقامية في حالة إعلان الولايات المتحدة الصين دولة تتلاعب في العملة وفرض عقوبات تجارية في أحدث هجوم في الخلاف بين البلدين على قيمة اليوان.
وترى واشنطن أن اليوان مقيم بأقل من قيمته، وبالتالي، فإن الصادرات الصينية تعمل بصورة غير تنافسية في الأسواق العالمية، وهي تضغط منذ أربعة أعوام لرفع اليوان، لكن بكين ترد دائما بأن واشنطن يمكن أن تعالج خللها التجاري بإجراءات داخلية، وليس بالضغط على دول العالم لرفع قيمة عملاتها. واتهم تشن في كلمة أمام منتدى التنمية الصيني الولايات المتحدة مرة أخرى بتسييس القضية قبل أن تتخذ وزارة الخزانة الأمريكية قرارا بشأن إعلان الصين دولة تتلاعب في العملة، وذلك في 15 نيسان (أبريل). وقال تتعلق قضية العملة بالسيادة ولا ينبغي مناقشتها بين دولتين.
وتابع: لا نعتقد أن الرنمينبي «اليوان» أقل من قيمته، ولكن إذا كانت إجابة وزارة الخزانة الأمريكية غير صادقة بما يخدم احتياجاتها، سننتظر، ونرى إذا أعقب مثل هذه الإجابة عقوبات. أعتقد أننا لن نقف مكتوفي الأيدي، سنرد أيضا إذا كان يعني ذلك التقاضي داخل إطار قانوني عالمي.
ويتزايد الضغط السياسي في واشنطن لإعلان الصين دولة تتلاعب في العملة، ويهدد بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بفرض رسوم على المنتجات الصينية إذا لم تسمح بكين بارتفاع قيمة اليوان. وأبقت الصين عملتها قرب 6.83 يوان مقابل الدولار منذ منتصف 2008 من أجل مساعدة المصدرين الصينيين على مواجهة الأزمة المالية العالمية.
واتهم تشن واشنطن بالمبالغة في تقدير الفائض في تجارة الصين مع الولايات المتحدة، ما يضع مزيدا من الضغط على العلاقات بين أكبر اقتصاد في العالم وثالث أكبر اقتصاد. وتتعارض تصريحاته مع البيان الذي أصدرته الوزارة يوم الجمعة واعتبر محاولة لتضييق هوة الخلاف.