صناعة السيارات الألمانية بين النمو والصعوبات الاقتصادية الخانقة
تشهد شركات السيارات الألمانية تفاوتاً كبيراً في مبيعاتها ونتائجها السنوية في العامين الأخيرين، فبينما حافظت بعض الشركات على الربحية والنمو مثل "بي إم دبليو" و"بورش" نجد أن البعض الآخر عانى مجموعة من المشاكل أسهمت في خلق صعوبات اقتصادية أثرت بشكل أو بآخر في وضع الشركة العام, إضافة إلى ضغوط شديدة دفعت بها إلى معارك جانبية من مثل المشاكل مع نقابات العمال وغيرها.
وفي هذا التقرير نستعرض مجموعات السيارات الألمانية وشركاتها وما حققته من مستويات إنتاج وأرباح أو خسائر وكذلك مجموعة طرازاتها وخططها المستقبلية.
مجموعة فولكس فاجن
- أودي: تعتبر أودي الحصان الرابح عند مجموعة فولكس فاجن، حيث تحقق هذه الشركة التي تختص بإنتاج السيارات الفاخرة نتائج إيجابية على صعيد المبيعات، وعززت ذلك من خلال مجموعة من الطرازات الجديدة مثل أودي إيه 6 الجديدة وإيه 4, إضافة إلى نيتها تعزيز حجم المبيعات عام 2006 من خلال طرح طرازها الذي ينتمي إلى فئة إس يو في الذي يحمل تسمية كيو 7 وكذلك مجموعتها من السيارات الرياضية التي تحمل التسمية إس. ومن الجديد أيضاً لدى "أودي" الجيل الثاني من طراز تي تي الذي تأمل الشركة من خلاله بيع ما يزيد على 65 ألف وحدة خلال السنة الأولى فقط.
وارتفعت مبيعات "أودي" بشكل كبير في منطقتنا وبالأخص في المملكة العربية السعودية حيث زادت على 60 في المائة مقارنة بعام 2004 ويتوقع أن ترتفع المبيعات إلى نسب أكبر مع طراز كيو7 الذي يستفيد من الإقبال الواسع الذي تشهده سيارات الدفع الرباعي في المنطقة.
- فولكس فاجن: بدأت فولكس فاجن عام 2006 بداية يمكن القول إنها موفقة ولو من الناحية المعنوية مع العودة إلى مستويات المبيعات المعهودة في السوق الصينية, التي تعتبر من أكبر الأسواق لهذه العلامة، ولكن المشاكل ما زالت متفاقمة في الولايات المتحدة حيث تواجه الشركة صعوبات كبيرة نتيجة متطلبات الزبون الأمريكي الخاصة بما يتعلق بالتجهيزات المتوافرة في سيارته, التي على الرغم من كثرتها في سيارات فولكس فاجن نجد أنها غير كافية مقارنة بأسعار السيارة هناك ووجود بدائل بتجهيزات أكثر وأسعار أقل. كذلك لم ينجح طراز فايتون المترف في تحقيق النتائج المرجوة منه على الرغم من التسهيلات الكبيرة التي تقدمها الشركة لمورديه والحملات الإعلانية المكثفة.
ومن هذا المنطلق قررت الشركة سحبه من الأسواق الأمريكية خلال الصيف المقبل حيث تراجعت مبيعاته بما يزيد على 52 في المائة مقارنة بمبيعات عام 2004 التي لم تتجاوز أصلاً ستة آلاف سيارة, مع العلم أن الشركة كانت تتوقع أن تزيد المبيعات على 20 ألف وحدة سنوياً.
وتتوقع الشركة ارتفاع حجم المبيعات عام 2006 حيث سيتم طرح مجموعة من السيارات الجديدة وأبرزها طراز باسات الجديد الذي تعول عليه الشركة كثيراً كونه من السيارات الأكثر مبيعاً في فئته, إضافة إلى طراز أيوس الجديد الذي تدخل معه الشركة فئة سيارات الرودستر.
يذكر أن مبيعات مجموعة فولكس فاجن عام 2005 بلغت 5.24 مليون سيارة بزيادة بلغت 3.2 في المائة مقارنة بعام 2004 وهي تصنف في المرتبة الخامسة على مستوى العالم في حجم الإنتاج بعد أن تجاوزتها مجموعة رينو/نيسان إلى المركز الرابع.
<img border="0" src="http://www.aleqt.com/picarchive/7.jpg" width="312" height="198"><br>
بي إم دبليو
لا تزال الأقوى, وهي تزداد قوة يوماً بعد يوم على الرغم من كل الانتقادات التي توجه إليها مع كل طراز جديد تطرحه على صعيد الشكل العام، ولكن الغرابة تكمن في أن طراز الفئة السابعة الذي كان موضع الانتقاد الرئيسي يحقق مبيعات متقدمة حتى إنه تفوق وللمرة الأولى منذ عقود على طراز الفئة إس من مرسيدس على صعيد المبيعات.
وتشير آخر الأرقام الواردة من الصانع البافاري إلى أن المبيعات ارتفعت 14 في المائة خلال الأشهر الأولى من عام 2006 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث باعت الشركة حتى بداية آذار (مارس) الماضي ما مجموعه 188580 وحدة مقارنة بـ 165.118 وحدة خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
يذكر أن مبيعات بي إم دبليو بلغت خلال عام 2005 أكثر من 1.3 مليون سيارة بزيادة إجمالية بلغت 9.9 في المائة.
وتشمل هذه الزيادة في المبيعات الطرازات الجديدة التي تم طرحها وهي طرازات زي 4 كوبيه وزي 4 إم الرياضية، ومن المتوقع أن يتم طرح مجموعة من الطرازات الجديدة مثل الفئة الثالثة كوبيه التي من المتوقع أن ترفع المبيعات بشكل نسبي.
كذلك تنوي الشركة قربياً طرح الجيل الجديد بالكامل من طراز إكس5 ذي الدفع الرباعي, إضافة إلى إجراء تعديلات على الفئة الخامسة.
وفي المملكة العربية السعودية ارتفعت مبيعات بي إم دبليو بنسبة 14 في المائة مقارنة بالعام الماضي، وحققت طرازات الفئة السابعة أعلى المبيعات.
من ناحية أخرى تشهد رولز رويس وميني التابعتين للصانع البافاري تذبذباً في مبيعاتهما، حيث انخفضت مبيعات رولز رويس بمعدل 16.7 في المائة خلال أول شهرين من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في حين تراجع إنتاج ميني مع بداية العام لأسباب تتعلق بتحديث خطوط الإنتاج في مصانع الشركة.
<img border="0" src="http://www.aleqt.com/picarchive/6.jpg" width="312" height="198"><br>
بورش
بورش ودعت العام الماضي بمبيعات مرتفعة وهي تواصل التقدم في هذا العام مع طرح سيارتها 911 تيربو وجي تي3, الأمر الذي سيعزز مبيعات الشركة ككل، كذلك سيتم إخضاع طراز كايان ذي الدفع الرباعي إلى مجموعة من التعديلات على صعيد التصميم الخارجي والداخلي، فيما تم تفعيل أدائه من خلال الفئة كايان تيربو إس التي تعتبر أقوى سيارات الدفع الرباعي على الإطلاق.
وتلاقي سيارات بورش إقبالاً كبيراً في أسواق الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي وشهدت مبيعات بورش في السعودية ارتفاعاً كبيراً حيث بلغ عدد السيارات التي تم بيعها العام الماضي 486 سيارة أي بزيادة بلغت 23 في المائة مقارنة بمبيعات العام الماضي.
مالياً، تعتبر بورش من أفضل الشركات الألمانية صحةً إذا صح التعبير، وخير دليل على ذلك ما قامت به الشركة في أواخر عام 2005 عندما استحوذت على 20 في المائة من أسهم مجموعة فولكس فاجن في صفقة بلغت قيمتها 3.5 مليار دولار.
أما على صعيد الخطط المستقبلية فالبارز هو التحضير لإنتاج سيارة مزودة بأربعة أبواب تحمل تسمية باناميرا ومن المتوقع أن تبصر النور في بدايات عام 2009.
دايملر – كرايسلر
يعتبر عام 2005 من الأعوام السيئة التي تمر بها الشركة الألمانية/الأمريكية ولو للجانب الألماني فقط حيث عانت "مرسيدس بنز" من مشاكل كثيرة على عدة مستويات منها التقني والاستراتيجي والإداري، وفاقم الأمر مشاكل فرع سمارت الذي ينتج سيارات صغيرة الذي يمنى بخسائر كبيرة في أسواق الولايات المتحدة دفعت الشركة إلى اتخاذ قرار بوقف المبيعات هناك العام المقبل وإجراء دراسة لمستقبلها بشكل عام.
وكما كانت "مرسيدس" المنقذ لـ "كرايسلر" في السنوات الماضية ردت الأخيرة الجميل وحققت مبيعات متقدمة جداً وأرباحا عالية خففت من أثر الخسائر التي منيت بها "مرسيدس" للمرة الأولى في تاريخها.
وتم اعتماد خطة استراتيجية جديدة تعيد الأمور إلى نصابها من خلال إعادة الهيكلة وتسريح ما يقارب ثمانية آلاف عامل وموظف من مصانع الشركة في ألمانيا, إضافة إلى تطبيق إجراءات صارمة مع الشركات الموردة للتجهيزات الإلكترونية.
كذلك من المتوقع أن تعيد الفئة إس الجديدة التي طرحت في أواخر العام الماضي سيارات مرسيدس إلى قمة المبيعات في هذه الفئة، ومن المقرر أيضاً إجراء تعديلات على الفئة إي المتوسطة وكذلك طرح سيارة الدفع الرباعي الجديدة جي إل التي من المتوقع أن تعزز مبيعات الشركة في الولايات المتحدة.
كما عززت الشركة مجموعتها من السيارات الرياضية المنتجة عبر فرع إيه إم جي بطرازات جديدة مثل سي إل كيه 65 وسي إل إس65.
يذكر أن مبيعات "دايملر كرايسلر" سجلت ارتفاعاً في الشرق الأوسط بنسبة بلغت 12 في المائة مقارنة بعام 2004 الذي تم فيه بيع 28107 مركبات في حين مبيعات 2005 بلغت 31744 مركبة.
في الختام، يمكن القول إن التفاوت في النتائج بشكل واضح كان السمة البارزة في محصلة عام 2005 بالنسبة إلى شركات السيارات الألمانية، ففي حين حقق الكثير من الشركات نتائج قياسية في مبيعاتها نجد أن شركات أخرى جاهدت من أجل الحد من خسائرها وسعت إلى إعادة تنظيم أنفسها في مواجهة المنافسة المتأتية من الآخرين وبالخصوص من الشرق مع اليابانيين والكوريين وحتى الصينيين.