علم التعقيد في الحياة اليومية
يدرس علم التعقيد هذه القواعد ويحلل أنماط وعمليات «التنظيم الذاتي». تسمح هذه القواعد للهياكل والعلاقات المعقدة بأن تنشأ عن الفوضى دون أي «مدير أو قائد مركزي» يوجه العملية. تتحول الفوضى إلى نظام بمعدلات مختلفة من السرعة تبعا للنظام. هناك نوعان من «الأنماط الديناميكية» في الأنظمة:
1. الدورات: وهي المتتاليات التي تتكرر مرارا وتكرارا ولا تصل إلى شيء، مثل المشاجرات العائلية.
2. النظم المتكيفة: وفيها تتكيف العناصر وفقا للتغيرات في الظروف، على سبيل المثال عندما يبدأ الجمهور في التصفيق والهتاف بإيقاع واحد.
يتحرك البشر في شوارع المدينة بشكل عشوائي حتى تصل الكثافة البشرية إلى حد معين فيبدأ «التنظيم الذاتي» وتنتظم حركتهم في صفوف من المارة حيث يسير كل منهم بالوتيرة نفسها ويبدأ التدفق. كذلك يقوم النحل حيث يحتشد النحل وفقا لثلاثة مبادئ هي:
1. التجنب: النحل لا يتصادم بعضه مع بعض.
2. التوافق: تتحرك كل نحلة بالطريقة نفسها التي تتحرك بها النحلة الأقرب إليها.
3. الجذب أو التلاحم: تتحرك النحلة في الوقت نفسه في اتجاه النحلة الأقرب إليها.
إلا أن سرب النحل يضيف تعقيدا آخر هو أن بإمكانه التحرك نحو الهدف. حيث تطير النحلة التي تعرف الطريق في طريق مستقيم وبسرعة أكبر نحو هذا الهدف ويتبعها باقي النحل. وأظهرت التجارب أن البشر يتحركون بذات الكيفية، إذ يمكنك أن تقود حشدا من الجماهير حتى لو كان هذا الحشد لا يعرف من قائده وما هدفه.
أجرى أحد خبراء علم النفس الاجتماعي تجربة يقف فيها أشخاص على الرصيف ويتطلعون إلى إحدى النوافذ. ووجد أنه إذا ما وقف شخص واحد محدقا إلى إحدى النوافذ فسينضم إليه 40 في المائة من المارة. وإذا وقف شخصان، ينضم إليهما 60 في المائة. أما إذا وقف خمسة أشخاص فسيتوقف 90 في المائة من المارة عن السير في طريقهم للانضمام إليهم في التحديق في هذه النافذة.
يظهر الناس بين الناس عن طريق الشبكات: وتمثلها مجموعات من نقاط الاتصال والخطوط التي تصل بينها. تمثل النقاط أو العُقَد الأفراد أو العناصر الموجودة في الشبكة أما الخطوط فهي الصلات فيما بينهم. تتبع الشبكات تنظيما متعمدا أو عشوائيا، وتجمع معظم الشبكات بين هذين النوعين من التنظيم.
يغرق كل منها في البيانات التي ترد إليه من كل الأطراف ويكون من الصعب تحديد ما هو مهم فعلا. وهنا يمكننا الاستعانة بمنهج المنقبين عن الذهب للتفرقة بين البريق الحقيقي للذهب وما يلمع لمعانا زائفا. هناك ثلاث خطوات:
1. التقاط المعلومات الثمينة البارزة على السطح.
2. التدقيق في البيانات حتى يظهر ما هو مهم منها.
3. إعادة النظر بحثا عن الأنماط الشاملة في البيانات التي لم يتم البحث فيها.