الحقائق الصعبة بشأن القضاء على الفقر

الحقائق الصعبة بشأن القضاء على الفقر

يقع أولئك المحسنون في فخ الأعمال الخيرية عندما يفترضون أن التبرعات وحدها كفيلة بحل مشكلات الدول النامية الأكثر فقرا. فهم يتجاهلون حقيقة أن أموالهم وثراءهم هم أنفسهم جاء من الأنشطة التجارية ولم تأت من المعونات.
في كثير من الدول الفقيرة اليوم يكون أفضل الأوضاع للمواطن هو الحصول على تعيين في أحد المناصب الحكومية (التي تمولها المعونات الأجنبية)، أو الظفر بوظيفة في منظمة غير حكومية (تمولها جمعية خيرية). ويكون هذا أفضل بكثير من العمل مزارعا أو حرفيا. لكن في ظل هذا الوضع لن تحتاج الحكومة إلى تطوير قطاع الأعمال.
على مر التاريخ في جميع أنحاء العالم كان قطاع الأعمال دائما هو المحرك الرئيس للقضاء على الفقر. لكنه لا يتطور أبدا دون المرور بكثير من العقبات. فمواجهة التنافس مع القوى الاقتصادية والظروف التي تعوق الأنشطة التجارية تبطئ كلها من نمو هذا القطاع ولا تزال تفعل هذا في البلدان النامية.
ينظر كثير من الدول المستقلة حديثا في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية إلى روسيا باعتبارها قدوة في نموذج التنمية. واعتمدت على نظامها الاشتراكي ما تسبب في شل القطاعات التجارية المحلية في هذه الدول. ومن المفارقات أن هذه الدول نفسها قبلت مساعدات مالية من «الدول التجارية الليبرالية» في أوروبا، فضلا عن الولايات المتحدة واليايان.
كان من المفترض في تلك المساعدات المالية أن تشتري ولاء هذه الدول في الأمم المتحدة وأن تمنع بعضها من قصر تبادلها التجاري على دول الكتلة الشيوعية. في الوقت نفسه كانت فرنسا وبريطانيا وبعض الدول الديموقراطية الغربية تميل إلى الأخرى, تميل نحو الاشتراكية المعتدلة.
يتبع عديد من الدول الفقيرة النموذج السوفياتي القديم، وتضع خططا خمسية، وهذا الهيكل جعل تلقيها للمساعدات أقل تعقيدا. تقوم الدول الناشئة بوضع نظم اقتصادية تتعارض من اقتصاد الأعمال الحرة للأسباب التالية:
* القومية الاشتراكية: تفضل البلدان الفقيرة تأميم صناعاتها لمصلحة مواطنيها بدلا من أن تستفيد منها القوى الاستعمارية السابقة.
* التكنولوجيا: في منتصف القرن الماضي كانت الدول النامية تؤمن بأن الاتحاد السوفياتي أكثر تقدما من الولايات المتحدة الأمريكية. وكانت دول العالم الثالث تتبع النموذج الروسي في تصنيع وتطوير التكنولوجيا.
* النزعة القبلية: تهيمن الثقافات القبلية في إفريقيا ويربط الولاء بين أفراد القبيلة وهو ما ينشأ عنه الفساد الإداري في مؤسسات الدولة على العكس ما يحدث مع الاقتصاد الرأسمالي.
* الجغرافيا: تعتمد الأعمال التجارية في جزء منها على ثلاث ميزات جغرافية: الزراعة والمعادن والنقل البحري. وتعاني إفريقيا العجز في هذه الميزات الثلاث.
* الاستبداد: وهو أكبر عدو للأعمال التجارية. حيث يعتمد الطغاة على القوة للبقاء في السلطة ومن ثم يحبون بقاء كل الخيوط في أيديهم.

الأكثر قراءة