مقترح ببيع النفط بأسعار تفضيلية للمستهلكين الفقراء
أكد مصدر في منظمة "أوبك" أمس أن وزراء المنظمة سيجرون مشاورات غير رسمية الأسبوع المقبل على هامش منتدى الطاقة العالمي الذي يعقد في قطر. وقال المصدر "سيجرون مشاورات في 24 نيسان (أبريل) الحالي في الدوحة".
وكان عدد من وزراء "أوبك" قد قالوا إنه لم يعد في إمكان المنظمة أن تفعل شيئا لخفض أسعار النفط التي بلغت مستويات قياسية قرب 71 دولارا للبرميل بفعل المخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني والإمدادات من نيجيريا.
وفي الشأن ذاته، اقترح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس أن تقدم الدول المنتجة للنفط ولا سيما بلدان منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" النفط بـ "أسعار مخفضة" إلى الدول الفقيرة، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الطلابية.
وقال الرئيس الإيراني إن "الدول المنتجة للنفط ولا سيما الدول الأعضاء في أوبك يمكن أن تحدد حصة نفطية بأسعار تفضيلية للمستهلكين الفقراء".
وأضاف "نقترح لذلك إنشاء صندوق تضع فيه الدول المنتجة جزءا من فائض نفطها للتعويض عن الضغوط التي تتعرض لها الدول الفقيرة بسبب ارتفاع أسعار النفط".
وفي أسواق النفط، تراجعت أمس أسعار مزيج برنت خام القياس الأوروبي والخام الأمريكي عن مستوياتها القياسية وسط عمليات بيع لجني الأرباح بعد أن استأنفت شركة إكسون موبيل الإنتاج من حقل في نيجيريا.
وفي الساعة 8:00 بتوقيت جرينتش انخفض سعر برنت في عقود حزيران (يونيو) المقبل 21 سنتا إلى 72.30 دولار للبرميل، من السعر القياسي الذي بلغه أمس الأول عند 72.64 دولار.
وبلغ أدنى سعر له خلال جلسة أمس 72.27 دولار وأعلى سعر 72.52 دولار.
وهبط سعر الخام الأمريكي الخفيف 38 سنتا إلى 70.97 دولار بعد أن بلغ مستوى قياسيا عند 71.60 دولار أمس الأول.
واستأنفت شركة إكسون موبيل إنتاج 150 ألف برميل يوميا من حقل يوهو البحري في نيجيريا بعد أن واجهت مشكلات في التشغيل في مطلع الأسبوع. لكن الإنتاج النيجيري ما زال يشكل مصدر قلق في السوق إذ ظل إنتاج نحو 550 ألف برميل يوميا من إنتاج البلاد متوقفا منذ شهرين بسبب هجمات متشددين. وخام نيجيريا الخفيف الذي يحتوي على نسبة منخفضة من الكبريت من الأنواع المفضلة للمصافي الأمريكية لإنتاج البنزين لفصل الصيف الذي يشهد ذروة استهلاكه. ولم تورد رويال داتش شل التي تدير أغلب حقول الإنتاج المتوقفة إطارا زمنيا بعد لاستئناف الإنتاج.
من جانبه، قال كلود مانديل رئيس وكالة الطاقة الدولية أمس إن الوكالة ستتمكن من سد النقص في المعروض النفطي إذا أوقفت إيران صادراتها.
وأضاف مانديل متحدثا لإذاعة آر. أف. إي الفرنسية أن ارتفاع أسعار النفط يؤثر سلبا في النمو الاقتصادي العالمي.
وتابع مانديل "تصدر إيران نحو 2.7 مليون برميل يوميا. وإذا تصورنا سحب هذه الكمية من السوق فإن المخزونات الاستراتيجية لمنظمة الطاقة الدولية تبلغ نحو أربعة مليارات برميل. وذلك يعني أن هذه الكمية ستسمح لنا بالاستمرار لنحو أربع سنوات، وبذلك يمكننا تدبير الأمر".
وقال مانديل إن هناك عددا من العوامل التي تؤثر في أسعار النفط منها الشكوك السياسية في إيران والعراق وفنزويلا ونيجيريا وتشاد وهي التي يمكن أن تبقي الأسعار مرتفعة.
وأضاف "لسنا نفتقر إلى النفط.. ليس هناك نقص. لكن مجال المناورة محدود جدا. في إنتاج النفط وكذلك في تكريره". وتابع "ترى السوق أنه إذا وقع حادث سياسي أو فني من شأنه وقف كمية كبيرة من الإنتاج فلن يكون هناك مجال للمناورة فيما يتعلق برد الفعل. وهذا ما يدفع الأسعار للعلو".
وأكد أن ارتفاع أسعار النفط يضر بالاقتصاد العالمي وقال "من المؤكد أن الزيادة في أسعار النفط لها بعض العواقب على النمو الاقتصادي".