تقرير: مستثمرو المنطقة في انتظار وترقب بعد ارتفاع مؤشرات الأسواق الخليجية
شهد تقرير مالي أن أسواق دول مجلس التعاون الخليجي شهدت خلال شباط (فبراير) مكاسب، وارتفع المؤشر الوزني في السوق الكويتية بنسبة 14 في المائة على حساب التداول في الأسهم الممتازة مثل زين ومجموعة الصناعات الوطنية. وأضاف التقرير الصادر عن شركة المركز المالية الكويتية أن القصة تطورت على خلفية بيع أصول زين في إفريقيا لمصلحة شركة بهارتي إيرتيل الهندية بقيمة تسعة مليارات دولار التي دفعت التداول للارتفاع على سهم المجموعة، إضافة إلى أسهم ممتازة أخرى مثل بنك الكويت الوطني، وبيت التمويل الكويتي، والصناعات الوطنية.
أما في الإمارات فاستمرت عملية إعادة هيكلة مجموعة دبي العالمية في الهيمنة على عناوين الصحف رغم تقلص ردود فعل المستثمرين نوعاً ما فيما يخص الأخبار المتعلقة بخطة الديون. أما العائد الإجمالي على مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال لأسواق التعاون MSCI GCC فسجل مكاسب شهرية بنسبة 4.77 في المائة في شباط (فبراير)، لتصبح المكاسب منذ بداية العام وحتى شباط (فبراير) 6 في المائة.
على صعيد آخر، يقول تقرير «المركز» إن حجم الأسهم المتداولة في دول التعاون انخفض بنسبة 19 في المائة في شباط (فبراير)، في حين انكمشت قيمة الأسهم المتداولة بمعدل 12 في المائة إلى 23.6 مليار دولار. أما قيمة الأسهم المتداولة في السوق الكويتية فارتفعت بنسبة 37 في المائة إلى 5.75 مليار دولار. أما معدل التقلب بشكل عام في الأسواق الخليجية فكان ثابتاً بحسب مؤشر المركز للتقلب، وانخفضت تقلبات الأسواق الإماراتية، السعودية، والقطرية بنسبة 25 في المائة إلى 40 في المائة في شباط (فبراير).
مراجعة الأسواق العالمية
شهدت الأسواق العالمية عوائد ضعيفة بعد أن اتخذت مخاوف الديون السيادية في اليونان محور اهتمام رئيسيا. وارتفع مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال لأسواق العالم MSCI World بنسبة 1 في المائة في شباط (فبراير) بعد أن سجل خسارة في كانون الثاني (يناير) بنسبة 4 في المائة، لتصبح نسبة الخسائر منذ بداية العام وحتى شباط (فبراير) 3 في المائة.
وعلى أساس القيمة السوقية المرجحة، بلغت خسارة مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال للسوق البريطانية MSCI UK 0.5 في المائة، في حين بلغت خسائر مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال للسوق الفرنسية MSCI France، ومؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال للسوق الألمانية MSCI Germany، ومؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال للسوق الإسبانية MSCI Spain 0.4 في المائة لكل منها.
من ناحيتهم، حوّل المستثمرون في العالم أنظارهم نحو اليونان، خاصة مع محاولة الاتحاد الأوروبي النظر في إمكانية تقديم أول مساعدة حكومية في تاريخه. وكانت المخاوف المتعلقة بقدرة اليونان على تمويل عجزها المالي الكبير قد ظهرت في أواخر كانون الثاني (يناير)، مما نتج عن ارتفاع الهامش اليوناني الألماني ( الذي يقيس العلاوة التي يطلبها المستثمرون عند شراء الدين اليوناني على السندات الألمانية) بمعدل 396 نقطة أساس، وهو المستوى الأعلى منذ إطلاق اليورو.
وكان أعضاء الاتحاد الأوروبي قد طلبوا من اليونان ممارسة تقشف مالي مقابل تقديم مساعدة بقيمة 34 مليار دولار. ونتيجة لذلك، أمضت الحكومة اليونانية الشهرين الماضيين في تخفيض عجز ميزانيتها المالي بأكثر من 6.6 مليار دولار عبر رفع ضرائب المبيعات وتخفيض الأجور والمكافآت. وتزامنت هذه المعايير مع بيانات أكيدة للدعم من قبل أعضاء الاتحاد الأوروبي، التي هدأت من مخاوف المستثمرين نوعاً ما، رغم الكلمات التي أخذ يتلفظ بها رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندرو مثل « كارثة»، أو أن الميزانية محفوفة بالمخاطر و»الألغام».
في نطاق آخر، يبدو أن الانتعاش الاقتصادي الأمريكي في طريقه نحو التحسن بشكل تسلسلي، بعد إجماع المحللين على أن الركود انتهى في حزيران (يونيو) من العام الماضي. أما معدل التضخم في أمريكا فبلغ 2.6 في المائة، وهو أدنى من متوسط هذه المرحلة من الانتعاش. ويتفق الجميع على أن الولايات المتحدة في طريقها نحو انتعاش على شكل W، وهو ما يجب أن يبقي المخاوف التضخمية بعيدة. كذلك نما الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي الأمريكي عند معدل نمو سنوي بنسبة 5.9 في المائة في الربع الأخير من 2009 مدفوعاً بتسييل منخفض للموجودات ومع ذلك أشار الخبراء الاقتصاديون إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي المدعوم بالموجودات ظاهرة ذات تقلبات اقتصادية، وتلي بشكل طبيعي الركود الاقتصادي وبالتالي سيكون غير قابل للاستمرار ما يؤدي إلى انخفاض معدلات النمو المتوقعة في الربع المقبل.