منظمة التجارة: مجموعة العشرين تحتوي ضغوط «الحمائية التجارية»
أكدت منظمة التجارة العالمية أمس أن مجموعة العشرين لكبرى الدول الغنية وذات الاقتصادات الصاعدة قد أحرزت نجاحا عاما في احتواء ضغوط الحماية التجارية على مدى الأشهر الأخيرة لكن ينبغي أن تبقى يقظة. وقالت المنظمة في تقرير حصلت «رويترز» على نسخة منه: يواصل معظم أعضاء مجموعة العشرين إدارتهم الناجحة للعملية السياسية الخاصة بإبقاء ضغوط الحماية التجارية الداخلية تحت السيطرة رغم الأجواء الصعبة التي يعيشها البعض منها في ظل انكماش مستويات التوظيف وفرص العمل الجديدة. وتعقد مجموعة العشرين قمتها الرابعة في سيؤل (كوريا الجنوبية) في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.وقالت منظمة التجارة العالمية في التقرير الذي أعدته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية إن التجارة العالمية عاودت النمو فيما يبدو مع تحقق تعاف قوي في منطقة آسيا والمحيط الهادي في الأشهر القليلة الماضية بعد تراجع أحجام التجارة العالمية نحو 12 في المائة في 2009 لتعود إلى مستويات 2006. والمعلوم أن الحمائية التجارية ظهرت بقوة في أعقاب اندلاع الأزمة المالية العالمية منتصف عام 2008.
ووفقاً للبنك الدولي، فإن 17 بلداً من بلدان مجموعة العشرين استحدث تدابير حمائية، على الرغم من بيان مجموعة العشرين المناهض للحمائية. الأمر الذي يدعو إلى المفارقة، هو أنه خلال أوقات الاضطراب الاقتصادي زادت العوائق أمام تحرير التجارة، حيث تكون الحكومات مقيدة بالضغوط المحلية.
وفي الوقت ذاته تقول البارونة آشتون، مفوضة الاتحاد الأوروبي للتجارة: «إن الأمر في غاية الصعوبة عندما تتعامل مع دوائرك الانتخابية، ومع مواطنيك الذين تكون وظائفهم على المحك. ومن الصعب للغاية أن توضح سبب عدم رغبتك في منع ما ينظرون إليه عندما تكون الوظائف والأعمال مقبلة، لتأخذ منهم وظائفهم. ويكون ذلك في غاية الصعوبة تحديداً عندما لا تكون لديك بدائل تقدمها».
من جانبه يقول بهاغواتي من جامعة كولومبيا: تدابير الحمائية يمكن أن تنتهك بشكل مباشر قوانين منظمة التجارة العالمية، أو تستغل الفجوات، وإن الحكومات تستغل الفجوات القائمة حالياً في منظمة التجارة العالمية من خلال تقديم المساعدات إلى الصناعات وفرض تدابير موازية. وانتقد بهاجواتي أيضاً قيام الحكومة الأمريكية بإنقاذ شركات صناعة السيارات الأمريكية، واصفاً إياها بأنها «متحيزة» لأن التمويل لم يقدم إلى شركات صناعة السيارات الأجنبية التي لديها مصانع إنتاج في الولايات المتحدة.
وأشار بهاغواتي إلى أن الرئيس أوباما لم يقل شيئاً بشأن مثل ذلك التحيز التجاري. ويقول: «لا يوجد سياسي أو رجل دولة يواجه الأمر حقيقة ويقول إن هذا يقوض النظام». ويحذر بهاجواتي كذلك من «التعصبية الجديدة» التي «تسيطر على الوضع بسبب الضغوط والقلق»، حيث يريد الناس طرد العمال الأجانب أولاً، وتعيينهم في الأخير.