ساركوزي: لن ندع اليونان تسقط .. وألمانيا تخشى أزمة مماثلة

أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس ضرورة دعم اليونان في خطتها الرامية إلى الخروج من أزمتها المالية، مشددا على أنه لا يمكن ''أن ندع دولة في منطقة اليورو تسقط، وإلا فلا معنى لليورو''. وقال ساركوزي أثناء طاولة مستديرة في باريس مع مزارعين فرنسيين في إطار معرض الزراعة ''لا يمكننا أن ندع دولة في منطقة اليورو تسقط. إذا لم نقدم الدعم لليونان لأنها تبذل جهودا، فما كان هناك من داع لاعتماد اليورو''. وتبنت اليونان الجمعة خطة صارمة لمكافحة الأزمة الاقتصادية والمالية الخطيرة التي تواجهها. وفي إطار سعيه لحشد الدعم الدولي لبلاده يلتقي رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو الرئيس الفرنسي بعد محادثات مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الجمعة وقبل زيارة إلى واشنطن.
في حين عبر رئيس وزراء ولاية سكسونيا الألمانية عن خوفه من أن تؤدي الديون المتراكمة على ألمانيا إلى أزمة اقتصادية شديدة شبيهة بالأزمة التي أصابت اليونان. ورأى فولفجانج بومر في مقابلة مع صحيفة ''تاجز شبيجل'' الألمانية الصادرة أمس أنه من غير الممكن اعتماد تخفيضات ضريبية في ضوء الوضع الحالي إلا إذا بلغت الإيرادات الضريبية مستوى مشابها لما كانت عليه عام 2008. يأتي ذلك في ظل مخاوف من استدانة ألمانيا بواقع 80 مليار يورو لسد العجز في موازنة عام 2010 لتحقق الديون بذلك رقما قياسيا. وبذلك عارض بومر خطط الحزب الديمقراطي الحر، الشريك الأصغر في الائتلاف الحكومي الذي تقوده المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي يعتزم الحزب من خلالها تخفيف الأعباء الضريبية على الطبقة المتوسطة. وأكد بومر أنه إذا تراجعت الواردات الضريبية بشكل متسارع من خلال سن قوانين جديدة فإن ذلك سيؤدي إلى تقليص الإنفاق على الخدمات الاجتماعية. مضيفا ''أما ما يعنيه ذلك فيمكن معرفته من خلال مشاهدة ما يحدث حاليا في أثينا.. أحوال يونانية لا يمكن أن يكون الحزب الديمقراطي الحر مؤيدا لمثل هذه الأحوال''.
وكان بعض السياسيين الألمان قد اقترح على اليونان أن تبيع جزرها غير المأهولة لتسديد ديونها، ما أثار استياء واقتراحات مضادة غير مألوفة من قبل شخصيات يونانية في ألمانيا.
ووصف رئيس الجالية اليونانية في ألمانيا أشيليس ليكوس اقتراح بيع الجزر غير المأهولة بأنه ''هراء'' ورد على هذا الاقتراح في حديث مع صحيفة ''بيلد''على موقعها الإلكتروني الجمعة: ''إن ألمانيا أيضا مدينة بالمليارات أي أنها يمكن أن تبيع بافاريا للتشيك لتسديد ديونها''.