جويلي: عجز الموازين التجارية أبرز معوقات قيام السوق الإسلامية
طالب الدكتور أحمد جويلي أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية بضرورة الإسراع في إقامة السوق الإسلامية المشتركة نظرا للإيجابيات التي ستعود بالفائدة على الشعوب الإسلامية منها. وبيّن أن من هذه الإيجابيات توسيع حجم السوق أمام منتجات كل دولة، وبالتالي تحقيق وفورات اقتصادية خارجية وداخلية وقدرة تنافسية أكبر تؤدي إلى خفض التكلفة والحد من اعتماد الدول الإسلامية على العالم الخارجي. وأوضح في محاضرة له ضمن فعاليات مؤتمر مشكلات العالم الإسلامي وعلاجها في ظل العولمة الذي عقد أخيرا في القاهرة أن من إيجابيات قيام هذه السوق بناء قاعدة إسلامية مشتركة للعلوم والتكنولوجيا، تبادل الخبرات، الاستفادة القصوى من المزايا النسبية والتنافسية المتاحة في الإنتاج، رفع مستوى الاكتفاء الذاتي، وتعظيم الاستفادة من الموارد البشرية الوفيرة بتحويلها من الكم إلى الكيف. وأوضح أن من السلبيات والمعوقات التي تواجه إقامة السوق الإسلامية العجز المزمن في الموازين التجارية وموازين المدفوعات، ضعف أسعار صرف العملات الوطنية والاحتياطيات النقدية الخارجية لمعظم الدول الإسلامية، ارتفاع المديونيات الخارجية والداخلية، إضافة إلى أعباء خدمة الدين لمعظم الدول، وانتماء الدول الإسلامية إلى مناطق متباعدة جغرافيا ما يزيد من تكلفة النقل. وأكد أنه يمكن التطلع إلى مستقبل أفضل بإقامة سوق مشتركة بالاستفادة من تجربة اتفاقية الجماعة الاقتصادية الإفريقية، التي ترتكز إقامة مشروع التكامل الاقتصادي بين دول إفريقيا الـ 52 على مدى 35 عاما قابلة للامتداد إلى 45 سنة عند الضرورة. وأشار إلى أن ذلك أساس انضمام كل مجموعة إقليمية من الدول الإفريقية إلى مشروع إقليمي، ثم يتم الربط بين هذه المشاريع في إطار تكتل اقتصادي لكل إفريقيا، ثم يتحقق الالتقاء والاندماج بين هذه المجموعات تحت مظلة التكامل لقارة إفريقيا مجتمعة في النهاية. وأوضح أن نجاح منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى التي تضم نحو45 في المائة من الدول الإسلامية يمكن أن يكون بمثابة قوة دافعة كبرى لقيام سوق إسلامية.