لماذا أشعر بالضيق المالي؟

لماذا أشعر بالضيق المالي؟

التحدي الأكبر الذي تواجهه الولايات المتحدة الآن هو إيجاد طريقة لتنظيم الاقتصاد، حيث تتوافر السلع والخدمات التي يريدها المواطنون ويحتاجونها. ويعد هذا هدفا سياسيا أيضا، نظرا لأن الحكومات هي التي تحدد توزيع الثروة والحراك الاجتماعي وتغطية التأمين الصحي. يستخدم المحللون المبادئ الثلاثة التالية لتوضيح كيفية تخصيص الحكومات للطاقة والموارد:

1. تحدد قوى السوق مخططات الموارد بشكل عام على أساس الاستحقاق، إلا أن الشعور بالتعاون مع القوى السياسية يقوم بتشكيل هذه المخصصات.
2. غالبا ما تأخذ العلاقات الاقتصادية مسارات خاطئة وربما لا تكون منطقية.
3. غالبا ما يتطلب الاقتصاد اتخاذ قرارات بالمفاضلة بين الموارد النادرة. وكل متخذ قرار يكون له مصالحه الخاصة ونادرا ما تكون قراراتهم محايدة.
يتناول الكتاب تأثير التضخم في الأسرة حتى عندما يعمل الزوجان ويسهمان في الدخل. وعلى الرغم من ارتفاع الدخول عموما إلا أن التضخم يبتلع هذه الزيادات، وهذه الحقيقة غالبا ما يتجاهلها المحللون الاقتصاديون. ورغم أن معدلات التضخم كانت متوسطة ومعتدلة منذ بداية الألفية الجديدة إلا أن تكاليف الرعاية الصحية والإسكان ورعاية الأطفال زادت جميعها بمعدلات أسرع من نمو إجمالي الأسعار.
يدعو الكتاب إلى إعادة النظر في بعض المصطلحات الاقتصادية التي تحجب المعلومات أكثر مما تفسرها. من أمثلة هذه المصطلحات:
ـ الناتج المحلي الإجمالي: الذي يفترض فيه أن يقيس القيمة الدولارية للاقتصاد موضحا نموه أو تراجعه. إلا أن لهذا القياس حدوده: فهو يتجاهل مثلا التأثيرات البيئية للنفقات كما أنه يتضمن قيمة الأشياء التي يتم تدميرها. فمثلا بعد إعصار إيكاترينا الذي دمر ولاية نيوأورليانز في عام 2005، زاد إجمالي الناتج المحلي الأمريكي، حيث زادت معدلات الإنفاق الخاصة بالإغاثة لكن لم يخصم منها تكلفة دمار المدينة. كما أن الحروب تزيد من قيمة الناتج المحلي الإجمالي، حيث يزيد الإنفاق الحكومي على العمليات العسكرية.
ـ البطالة: ويوضح عدد الأفراد الذين لا يعملون ويبحثون عن وظائف جديدة. يؤثر هذا الرقم على مؤسسات مثل أسواق الأوراق النقدية والبنك المركزي. حيث تشير معدلات البطالة المنخفضة عادة إلى زيادة مستقبلية في الأجور ومعدلات التضخم، ويصاحب هذا انخفاض في أرباح الشركات. وهو ما يدفع البنك المركزي إلى رفع أسعار الفائدة لمنع الركود الاقتصادي.
ـ الإنتاجية: وتقيس إجمالي الناتج لكل ساعة عمل وهي عامل حاسم في تحديد مستويات المعيشة. تزيد التحسينات التقنية من الإنتاجية، بينما تقلل من تكاليف بعض السلع مثل أجهزة الكمبيوتر، مما يوفرها بأسعار معقولة للمستهلكين. تترجم الإنتاجية في الولايات المتحدة إلى زيادة استهلاك السلع والخدمات، إلا أن بعض البلدان الأخرى تفضل تحويل زيادة الإنتاجية إلى زيادة أوقات العطلات بدلا من مزيد من الاستهلاك.

TITLE: CRUNCH: WHY DO I FEEL SO SQUEEZED? (AND OTHER UNSOLVED ECONOMIC MYSTERIES)
AUTHOR: JARED BERNSTEIN
PUBLISHER: BERRETT-KOEHLER PUBLISHERS
ISBN-10: 1576754774
APRIL 2008
225 PAGES

الأكثر قراءة