رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


سوق الأسهم بين الانفجار والاستمرار

منذ أن بدأت سوق الأسهم السعودية تستحوذ على اهتمام الجميع وأصبح السواد الأعظم من السعوديين زبائن دائمين لشاشات الكمبيوتر وصالات البنوك, كان السؤال الدائم والهاجس النائم عن الانهيار وعن انفجار البالونة يسيطر على الكثير من الحوارات والمنتديات وأصبح الجميع يجتهد "يصرح" بالمواعيد والإشارات الدالة على الانهيار. فعندما كسر المؤشر حاجز سبعة آلاف نقطة تعالت الأصوات بضرورة الحذر والهرب من السوق قبل أن تحل بنا أزمة سوق مناخ السعودية واستمر الحديث نفسه عند كل ألفية يخطوها المؤشر العام وإلى يومنا هذا الأصوات نفسها مازالت موجودة ولم تتعب من الحديث ولم تقتنع بالفشل.
ما أود قوله هنا, أن سوق الأسهم السعودية هي سوق مالية يحكمها ما يحكم الأسواق الأخرى من ظروف الاقتصاد الكلي بأنواعه السياسة والاقتصادية والاستثمارية وحتى الاجتماعية. ويؤثر فيها ما يؤثر في الأسواق الأخرى من الاقتصاديات الجزئية من تضخم وسعر فائدة وأسعار صرف وغيره. فلذلك نجد القرار ليس مبنيا على أحاسيس لحظية وتحليلات آنية واجتهادات فردية, بل يحتاج مؤشرات علمية وتحليلات مستقبلية وإنتاجات جماعية تعطي توقعاتها على أسس يكملها الزمن بالإثبات أو النفي أو التأخير. فعلى سبيل المثال عند انهيار مؤشر "ناسداك" الأمريكي كان مكرر الأرباح وصل إلى 120. بمعنى أن مكرر الربحية وحده ليس دلالة انهيار وهو ما يحاول البعض الإشارة له عند الحديث عن فقاعة الأسهم خصوصا إذا ما علمنا أن مكرر السوق السعودية الحالي ??.
إن انهيار السوق بالمعنى الكبير هو أمر مستبعد جدا في ظل الظروف الراهنة والتي يتوقع لها الاستمرار بإذن الله, فجميع المؤشرات السياسية والاقتصادية إيجابية بشكل لم يحدث من قبل ونحن نعيش فترة انتقال نوعية للاقتصاد بصفة عامة وسوق الأوراق المالية بصفة خاصة. والسوق على وجه التحديد مازالت في مرحلة البناء من الناحية التشريعية ومازالت في مرحلة مطمئنة من ناحية القيمة السوقية ومازال هناك الكثير والكثير ليجعل من توازن السوق مرحلة أولى لبدء رحلة التضخم والبناء للانهيار. فعلى سبيل المثال إدخال شركات جديدة للسوق إجراء مازال مقننا بشكل كبير والمختصون يعلمون أن أرخص طرق تمويل رأس المال هو الطرح العام ومع ذلك لم نر بعد تلك الثورة في هذا المجال. وفي الوقت نفسه فإن طرح الشركات إلى مساهمة عامة هو استراتيجية خروج ناجحة من الاستثمار بالنسبة لمؤسسي الشركات الأصليين، واستراتيجية الخروج هذه هي استراتيجية مغربة جدا في السوق السعودية خصوصا بعد أن شاهدنا الأرقام الكبيرة التي تصلها أسعار شركات الطرح الجديد سواء كان طرحا أوليا أو ثانويا. ولنا في الاكتتابات الأخيرة خير شاهد على ذلك الإغراء. ما أود قوله هو أن الإغراء يكون للشركات بشكل أكبر حيث إنه يجعل الطرح العام خيارا استثماريا ناجحا.
عند الوصول إلى تلك المرحلة من الطروحات الأولية أو حتى الثانوية العشوائية فستكون تلك الفترة هي فترة التقييم من جديد لوضع السوق بصفة عامة ودراسة احتمالات الوصول إلى مرحلة التضخم التي تقود إلى انفجار فقاعة الأسهم، أما حاليا فقد يكون التغيير في استراتيجيات التعامل مع السوق من قبل المتداولين سواء كان قصيرا أم طويلا الأجل وذلك بتقليل عدد المضاربين اليوميين في السوق ويقود إلى التحول التدريجي إلى ثقافة استثمارية أكبر في ظل ما نشهده من تطور ملحوظ في هذا الجانب وهو مما قد يقلل إلى حد ما الارتفاع السريع والمبالغ فيه للأسعار في الفترة المقبلة مع الاحتفاظ بالمكاسب الكبيرة التي يحققها الجميع من الاكتتابات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي