كيف يمكنك التغلب عليها وإطلاق الطاقات الكامنة في نفسك وفي الآخرين
لماذا يكون التغيير عملية صعبة للغاية؟ وكيف يمكنك أن تساعد على تغيير مؤسستك؟ الإجابة عن هذه الأسئلة لها أهمية خاصة في الوقت الحاضر، حيث تظهر التكنولوجيات الجديدة باستمرار مسببة موجات من التغيير في الاقتصاد.
تعتمد تصورات الناس عن العالم فيما حولهم على العلاقة بين الفاعل والمفعول. لا يمكن للأطفال الصغار إدراك الفارق بين الاثنين لذلك فهم يدركون الحقائق على نحو خاطئ. وبينما هم يكبرون تصير عمليات التفكير لديهم أكثر تعقيدا. هذا التعقيد العقلي يستمر في الزيادة مع التقدم في العمر، على الرغم من احتمال وجود تفاوت كبير بين الأفراد في العمر نفسه. بصفة عامة يتطور التعقيد العقلي على ثلاث مراحل:
1. «العقل الاجتماعي»: في هذه المرحلة تتشكل عقول الصغار بما يخبرهم به الكبار. حيث يأخذ المرء اتجاه الآخرين نفسه ويتعاون معهم كأحد أفراد الفريق.. في هذا المستوى يكون التفكير الجماعي شائعا ويهتم المرء بمصدر معلوماته.
2. «العقل الذي يملي الأفعال»: يتعلم المرء بعد المرحلة السابقة كيفية التفرقة بين أفكاره وأفكار الآخرين. حيث تكون له وجهة نظر تجاه المعلومات التي يتلقاها. يمكنه في هذه المرحلة حل مشكلاته وتطوير ومتابعة جدول أعماله والالتزام بقيمه الأخلاقية. ويستوعب المرء المفاهيم من خلال تصفية عقلية للأولويات ويبدأ في التحكم في حياته.
3. «العقل المغير للذات»: في أعلى مراحل التعقيد العقلي. لا يكتفي المرء بمجرد تصفية المعلومات التي يتلقاها وإنما يمكنه فحص هذه المصفاة. يمكنه أن يرى كيف أن الظروف تأتي بالتصورات والافتراضات. في الواقع يعرف المرء أنه قد يضطر إلى تغيير موقفه عدة مرات للوصول إلى هدفه. وهنا يفهم المرء حدوده بما فيها حدود قدرته على الفهم.
يتناول الكتاب بعد ذلك التحديات التي يفرضها علينا التغير. حيث يواجه الناس عادة نوعين من التحديات:
1. التحديات التقنية: تحتاج مواجهة هذه التحديات إلى تقنيات محددة. أصحاب المهن مثل الأطباء أو الجراحين أو الطيارين يعرفون الكثير من هذه المهارات والإجراءات ويمكنهم تعلم استجابات جديدة دون إعادة النظر في تعريفاتهم الذاتية.
2. التكيف: يعد التحول الذاتي أمرا حاسما لتذليل هذه العقبات. كما أن استخدام الوسائل التقنية لحل تحديات التكيف هو من الأخطاء الشائعة.