البيت الأبيض يدافع عن ميزانية أوباما: تركة بوش معضلة.. والوظائف أهم من العجز

البيت الأبيض يدافع عن ميزانية أوباما: تركة بوش معضلة.. والوظائف أهم من العجز

ألقت التوقعات القاتمة بشأن الميزانية بظلالها على الرئيس الأمريكي باراك أوباما لدى إعلانه خطته الاقتصادية في مسعى لطمأنة الشعب بأن لديه خطة للتصدي لارتفاع البطالة ومستويات الدين. واقترح أوباما استخدام 30 مليار دولار من أموال برنامج إنقاذ الأصول المتعثرة لإنشاء صندوق لإقراض الشركات الصغيرة لتحفيز نمو الوظائف في قطاع مهم من الاقتصاد الأمريكي. وقال أوباما ''أعتقد أننا ينبغي أن نسهل على الشركات الصغيرة فتح أبوابها وتوسيع عملياتها وتعيين المزيد من العاملين''.
وأرسل أوباما أمس الأول الى الكونجرس مسودة لميزانية حجمها 3.8 تريليون
دولار للسنة المالية 2011 التي تبدأ في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. ورسمت المسودة صورة قاتمة للأوضاع المالية مما دفع الجمهوريين إلى اتهام أوباما بالسعي وراء سياسات تنطوي على زيادة كبيرة في الإنفاق وتهور مالي. ويرد البيت الابيض على ذلك قائلا إن أوباما ورث عجزا ضخما وركودا عميقا من إدارة سلفه جورج بوش، ولذلك كان عليه عندما تولى الرئاسة في كانون الثاني (يناير) 2009 أن يحاول إنعاش الاقتصاد من خلال حزمة تحفيز كبيرة.
وتتوقع مسودة الميزانية عجزا قياسيا يبلغ 1.6 تريليون دولار للسنة المالية 2010. ومن المتوقع أن ينخفض العجز إلى 1.3 تريليون دولار في 2011. وفي ظل بطالة قرب أعلى معدلاتها في 26 عاما وتبلغ 10 في المائة جعل أوباما خلق الوظائف على قمة أولوياته في المدى القريب. ويسعى أوباما لتخصيص 100 مليار دولار في السنة المالية الحالية من أجل حزمة تخفيضات ضريبية للأعمال وخطوات أخرى تهدف لخلق وظائف وإعطاء دفعة للأسر من الطبقة الوسطى.
وفي الوقت ذاته، أكد البيت الأبيض أمس أن مكافحة البطالة وتعزيز الاقتصاد لهما أهمية أكبر حاليا بالنسبة للرئيس أوباما مقارنة بمعالجة عجز الميزانية الاتحادية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبز للصحافيين لدى سؤاله عما إذا كانت الأولوية في جدول أعمال أوباما للوظائف والاقتصاد أم للسيطرة على العجز ''يجب أن نجعل اقتصادنا يتحرك مرة أخرى''. وكان جيبز يتحدث بعدما كشف أوباما عن خطة ميزانيته الجديدة التي تسعى إلى تحقيق توازن بين استحداث وظائف والانضباط المالي.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما لدى كشفه عن خطة ميزانيته الجديدة أمس الأول قال ''إن الحكومة ينبغي أن تكون مسؤولة ماليا لكن في الوقت نفسه عليها أن تفعل ما يستلزمه الأمر لحفز استحداث وظائف جديدة''. وقال أوباما للصحافيين عن العجز المتزايد في الميزانية: لن نكون قادرين على خفض هذا العجز بين عشية وضحاها. وأضاف: سنواصل عمل ما يستلزمه الأمر لاستحداث وظائف. وتحدث أوباما بعدما توقعت إدارته ارتفاع عجز الميزانية الأمريكية إلى مستوى قياسي جديد في 2010. وتوقعت ميزانيته للعام المالي حتى 30 أيلول (سبتمبر) 2011 عجزا يبلغ 1.56 تريليون دولار في 2010.
وتوقع الرئيس الأمريكي أن يقفز العجز في ميزانية بلاده إلى مستوى قياسي جديد في عام 2010 ما يمثل تحديا جديدا لحملته من أجل الانضباط المالي فيما يحاول التغلب على معدل بطالة يبلغ 10 في المائة. ويتعرض أوباما إلى ضغوط لإقناع المستثمرين وكبار الدائنين مثل الصين بالثقة في خطة أمريكية للحد من العجز والديون مع مرور الوقت. وبينما يواصل الرئيس الأمريكي هذا العام سياسات تهدف إلى حماية الانتعاش الاقتصادي الذي لايزال هشا بالاشتراك مع دول صناعية كبرى أخرى سيوفر أوباما أموالا من خلال كبح الإنفاق على 120 مشروعا اتحاديا من بينها رحلة رمزية للعودة إلى القمر مع استثمار مزيد من الأموال في قطاعي التعليم والأبحاث.

الأكثر قراءة