استغلال المرح في الدعوة يجذب المتلقين ويريح النفسيات
أوضح الشيخ صالح الحمودي الداعية الإسلامي أن حصول الهداية للإنسان سرور وليس حزنا، وأضاف أن مكمن الحزن يكون على ما فات من الذنوب والمعاصي؛ أما الهداية فإنها نور وضعه الله في قلب المهتدي فلا بد أن يشع هذا النور. وأكد أن من حق الشباب أن يستفيد من رخص الدين والمباحات, فمثلا بعض الشباب يريد أن يضحك.. والله تعالى أضحك وأبكى، لما علم أعرابي أن الله يضحك قال: لن نعدم خيراً من ربٍ يضحك.. فالناس يحتاجون إلى دعابة، وذلك بما يقربهم إلى الله وبما لا يخالف الشرع، نريد أن نقرب الناس إلى الله؛ لكن لا يزيد ذلك على حده.
ومضى يقول بعض الناس رغباتهم الداخلية تميل إلى الفرح، فنحن نأتي للناس من خلال معرفة النفسيات، فإذا كانت نفسياتهم فيها روح الدعابة، خاصة الإنسان المبتدئ ومن عنده ذنوب ومعاص، فهو يريد أن تنفس عليه وتفرحه وتسعده، لا أن تكتم عليه، هو يريد دينا يضحك فيه لا أن ينغلق على نفسه.
فإذا كان ذلك يقرب إلى الله، نستعين بالله ونقربهم إلى الله لأن الإنسان إذا قرب من الله قرب من السرور والخير والنور.
وقال الحمودي إنني أنصح من يريد أن يروح عن الشباب أو يجلس جلسات يريد أن يدخل السرور على من حوله أن يستخدم هذا الأسلوب، وأنا أنصح جميع الشباب الذين أعطاهم الله روح الطرفة والدعابة أن يتقربوا إلى الله بما أعطاهم من السرور, لأن بعض الناس الآن يبعد الناس عن الله بسبب ضحكاته ونكته. فأنا أنادي كل من أعطاه الله المرح في روحه أن يستغلها فيما يقربه إلى الله لا يستغلها في معصية الله، مثل من أعطاه الله صوتاً جميلاً فبدلاً من أن يغني يقرأ قرآنا, وبدلاً من أن يصدر شريط غناء، يصدر شريط قرآن.
وواصل حديثه بقوله مثلاً، الشاب إذا أعطاه الله صورة جميلة، لا يذهب إلى الأسواق ليغازل، عليه إذا وقف أمام المرآة أن يقول: الحمد الله الذي أعطاني هذا الوجه الجميل، وإلا فإن الله قادر أن يجعل وجهه مشوها لا أحد ينظر إليه, فيقول الحمد لله الذي جملني، ولا يعصي الله بهذا الوجه.
وكشف الحمودي عن توجهه هو والشيخ الجبيلان إلى توجيه الأطفال وأنهم يحتاجون إلى الكثير لأنهم مستقبل الأمة المسلمة, وأضاف أن أبناءنا ننتظر نجاحهم ويجب أن يهتم الأبوان بهم وبتعليمهم كتاب الله الكريم بالشكل الذي يسهم في بناء شخصيتهم. يقول صلى الله عليه وسلم "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" خيركم من نجح في دينه وبر والديه، فيا أبناؤنا أنتم لستم طلاب ابتدائي ولا طلاب متوسط ولا طلاب ثانوي، أنتم طلاب جنة, وطلاب الجنة لا بد أن يكونوا مجتهدين, وأن تؤسس حياتهم وتبنى على ما يرضي الله, وفي طاعته, وأن يعلموا الصلاة وبر الوالدين، أسأل الله أن يقر أعين الآباء والأمهات بهم ولا يخيب فيهم .