بنوك الخليج المركزية تبقي السوق في حيرة بشأن احتياطيها الأجنبي
أكد البنك المركزي الإماراتي أنه أرجأ قرار تحويل جزء من احتياطياته من العملات الأجنبية إلى اليورو، فيما أعلن البنك المركزي القطري أن اليورو ربما يمثل ما يصل إلى 40 في المائة من الاحتياطيات، في الوقت نفسه أشار "المركزي الكويتي" إلى أنه سيستثمر في إصدارات الخزانة الأمريكية.
من جانبه، كشف سلطان ناصر السويدي محافظ البنك المركزي الإماراتي أمس، أن البنك المركزي قرر إرجاء قرار ما إذا كان سيحول 10 في المائة من احتياطياته من العملات الأجنبية من الدولار إلى اليورو حتى الشهر المقبل.
وقال السويدي للصحافيين: إنهم قرروا تأجيل القرار حتى اجتماعهم
الشهر المقبل.
وكان متوقعا أن يتخذ البنك المركزي قرارا في هذا الصدد في اجتماعه
الأحد الماضي. واحتياطيات "المركزي الإماراتي" من العملات الأجنبية التي بلغت 23 مليار دولار في كانون الأول (ديسمبر) الماضي كلها تقريبا بالدولار.
وفي تموز (يوليو) الماضي أعلن البنك لأول مرة أنه يدرس تحويل جزء من هذا الاحتياطي إلى اليورو، وقال آنذاك إن النسبة التي سيجري تحويلها لن تزيد على 5 في المائة.
وفي الشهر الماضي أعلن السويدي أن البنك المركزي رفع النسبة المستهدفة إلى المثلين، وأسهم هذا الإعلان في تسجيل اليورو أعلى مستوياته في شهر مقابل الين وأعلى مستوياته في أسبوع مقابل الدولار في الـ 13 من آذار (مارس). ويسيطر البنك المركزي على جزء فقط من احتياطيات النقد الأجنبي للإمارات ومن بين الجهات الرئيسية الأخرى التي تحتفظ باحتياطيات مؤسسات الاستثمار التابعة لحكومات دولة الإمارات السبع.
وباتت الأسواق شديدة الحساسية إزاء أي تلميح لاحتمال قيام دول الخليج
بالتحول عن الأصول الدولارية بعد أن أرغمت عاصفة سياسية في
الولايات المتحدة شركة موانئ دبي العالمية على التخلي عن إدارة موانئ
أمريكية كبرى. لكن السويدي قال الشهر الماضي إن أي قرار بالتحول إلى اليورو سيستند إلى العائد النسبي للعملة الأوروبية الموحدة.
من ناحيته، بيّن عبد الله بن خالد العطية محافظ البنك المركزي القطري أمس، أن "المركزي القطري" قد يحتفظ بما يصل إلى 40 في المائة من احتياطياته من العملات الأجنبية باليورو.
وقال العطية للصحافيين في الإمارات إنهم قد يصلون بنسبة اليورو من
الاحتياطيات إلى 40 في المائة وإنهم قد يضيفون أيضا الين أو الجنيه الاسترليني إليه، مشيرا إلى أنهم ينظرون إلى الأمر من منظور استثماري.
ولم يقل ما هي نسبة اليورو من الاحتياطيات في الوقت الحالي.
على صعيد متصل، قال الشيخ سالم عبد العزيز الصباح محافظ البنك المركزي الكويتي أمس، إن البنك ما زال يستثمر في إصدارات الخزانة الأمريكية بينما يمثل اليورو نسبة كبيرة من احتياطيات البنك من العملات الأجنبية.
وأوضح للصحافيين في الإمارات أن "المركزي الكويتي" لديه حصة
جيدة من الاحتياطيات باليورو. وامتنع عن التعليق على أي خطط لتنويع
سلة الاحتياطيات. وردا على سؤال حول الاستثمارات في الخزانة الأمريكية قال الشيخ سالم "نعم.. نستثمر."
وفي الإطار ذاته، قال محافظا بنكي البحرين وعُمان المركزيين أمس، إنهما سيحتفظان على الأرجح بالجزء الأكبر من احتياطياتهما من العملات الأجنبية بالدولار.
وقال حمود بن سنجور الزدجالي الرئيس التنفيذي لبنك عمان المركزي إن العائد على الدولار أعلى منه على عملات أخرى، مشيرا إلى أن الاستثمار في الدولار يبدو منطقيا. ويحتفظ المركزي العُماني بنحو 70 في المائة من احتياطياته بالدولار والنسبة الباقية بعملات أخرى.
في حين قال رشيد المراج رئيس مؤسسة نقد البحرين "البنك المركزي"
إنهم يستثمرون بقوة في الدولار، موضحا أن هذه هي سياسة مؤسسة
نقد البحرين وأنها ستواصل اتباعها.