الأسهم الأمريكية: انخفاض عدد الوظائف الجديدة سيُسهم في ارتفاع الأسهم

الأسهم الأمريكية: انخفاض عدد الوظائف الجديدة سيُسهم في ارتفاع الأسهم

<a href="mailto:[email protected]">mashhour@maktoob.com</a>

حبس المُستثمرون أنفاسهم منذ بدء الأسبوع الماضي حتى جاء يوم الثلاثاء الذي أطل فيه مُحافظ البنك الاتحادي الفيدرالي، لينقل لهم السياسة النقدية للبنك المركزي، وما سيحل بالفائدة هل هي إلى ارتفاع مستمر أم حان وقت وقف ارتفاعها الذي شكل عبئاً على الشركات المُساهمة، هذا الانتظار أعقبته انتفاضة المُستثمرين التي رفعت الأسهم ومؤشرات السوق الرئيسية لترتفع مُحطمة أحد أهم مستويات المقاومة وخرجت من كماشة التردد والانتظار التي أطبقت على مؤشرات السوق وخصوصاً مؤشر "ناسداك" الذي عانى من حالة التردد والترقب هذه، هنا يظهر سبب تفوق "ناسداك" على بقية المؤشرات الرئيسية بتسجيله أرباحا هذا الأسبوع وصلت نسبتها إلى 1.2 في المائة، بينما فشل "داو جونز" و"S&P 500" في السير على خطاه فحققوا خسائر وصلت نسبتها حتى 1.5 و0.6 في المائة هبوطاً على التوالي.

سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي لم تتغير عن سابقتها وعكست كالعادة التخوف من تنامي الاقتصاد مع تعاظم أسعار النفط وأسعار السلع الأساسية مما سيؤدي بشكل طبيعي إلى زيادة تضخم الأسعار، كما أن تعاظم قوة سوق العمل التي ستؤدي إلى زيادة في إنتاجية الشركات ومعها الزيادة في القدرة الاستيعابية للمصانع ستؤدي أيضاً إلى الزيادة في الأسعار، كل هذه المخاوف تجعل ساسة البنك المركزي يتمسكون بسياسة رفع الفائدة لكبح جماح الاقتصاد وتحجيم تضخم الأسعار إن لم نقل إلى تخفيفها، لذا رأينا رفع الفائدة يوم الثلاثاء الماضي حتى وصلت إلى معدل 4.75 بعد أن كانت 4.5 في المائة، وثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن رفعا آخر للفائدة سيُعلن في الاجتماع القادم وذلك في شهر أيار (مايو) المقبل، وتحديداً في اليوم العشر منه.

بالرغم مما سبق ذكره من أخبار تبدو في ظاهرها سيئة إلا أن الأسهم ارتفعت فما الذي قاد إلى هذا السلوك؟ إنه وصول المُستثمر إلى حالة استقرار نفسي فأصبح يعرف إلى أين تسير سياسة الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية، لقد أتاحت رغبة المحافظ الجديد "بن برنانكي" في صياغة كلماته بوضوح أكبر من سابقه السيد آلن جرينسبان، كما وعد هو بنفسه، إلى نشر روح الاستقرار في نفوس المُستثمرين، ولا أدل من ذلك سوى قوله بوضوح تام إنه سيتم رفع الفائدة مرة واحدة على الأقل، هذا السلوك أراح معظم المُستثمرين ومُديري الصناديق الاستثمارية ورأيناه ينعكس على أداء السوق.

لم تُسهم البيانات الاقتصادية كثيراً في توجيه السوق ما عدا تقرير عن مُعدل الناتج المحلي للربع الرابع بعد مراجعته وتنقيحه الذي ارتفع حتى 1.7 بعد أن كان في السابق 1.6، أما بالنسبة للتقارير الأخرى مثل ثقة المُستهلك ورقم البطالة فقد كانت نتائجها قوية ولكن الاهتمام بأمر الفائدة طغى على هذه التقارير الاقتصادية، نتائج أرباح الشركات لم تحظ أيضاً بالاهتمام نفسه من قبل المُستثمرين حيث أعلنت شركات مهمة مثل Tiffany عن أرباح جيدة، لكن يُعد بدء موسم إعلانات أرباح الشركات قريبا من أي وقت مضى، أما أسعار النفط فقد أغلقت نهاية الأسبوع الماضي عند 66.63 دولار مرتفعة من سعر 64 دولارا في الأسبوع الذي سبقه.

بنهاية الأسبوع الماضي انتهت تعاملات شهر آذار (مارس)، والذي كان جيداً بالنسبة لسوق الأسهم كما ساعد في أن ينتهي الربع الأول من العام الحالي على ارتفاع جيد حيث استطاع مؤشر داو جونز أن يحصد في الربع الأول ارتفاعاً بمقدار 3.7 في المائة، ومثله مؤشر "إس آند بي 500"، بينما تفوق عليه مؤشر "ناسداك" الذي ربح ما يعادل 6.1 في المائة منذ بداية العام وحتى نهاية الربع الأول، وجدير بالذكر أن هذا هو الربع الأول الذي يرتفع فيه مؤشر S&P 500 منذ عام 2000.

الأسبوع الحالي

يُتوقع أن يشهد السوق استمرار صعوده هذا الأسبوع ولكن تبقى المخاوف من أن تأتي المؤشرات والبيانات الاقتصادية التي ستُعلن هذا الأسبوع قوية، مما سيمنع البنك المركزي من وقف رفع الفائدة لمكافحة التضخم، أهم بيان اقتصادي سيُنشر هذا الأسبوع هو المُتعلق بعدد الوظائف الجديدة ونسبة البطالة لشهر آذار (مارس)، وذلك يوم الجمعة المقبل، ويُتوقع أن يصل عدد الوظائف الجديدة إلى 198 ألف وظيفة بعد أن كانت 243 وظيفة في شباط (فبراير)، وهذا إن حصل سيُعد أمرا إيجابيا بالنسبة للمُستثمرين حتى يُعطي فرصة كما قلنا البنك المركزي في التفكير بوقف مسلسل رفع الفائدة، أما تقرير نسبة البطالة فيُتوقع أن يبقى على حاله وهو وصوله إلى 4.8 في المائة.

أما بالنسبة لبقية البيانات الاقتصادية فسيصدر يوم الأربعاء مؤشر ISM للخدمات لشهر آذار (مارس) ويُتوقع أن ينخفض حتى 59 بعد أن كان 60.1 في شباط (فبراير)، كما سيعلن يوم الجمعة أيضاً عن عدد من التقارير التي لها علاقة بشهر شباط (فبراير) مثل مخزونات الجملة ويُتوقع أن ترتفع حتى 0.5 في المائة بعد أن كانت 0.1 في المائة ثم تقرير عن الاستهلاك الائتماني، الذي قد ينخفض إلى ثلاثة مليارات دولار بعد أن كان 3.9 مليار في كانون الثاني (يناير).

نتائج أرباح الشركات ستجد بعض الاهتمام ولكن لم يبدأ موسم الإعلانات بشكل كامل ولكن دخلت السوق في مرحلة تُسمى مرحلة ما قبل موسم إعلانات الأرباح، والذي يتسم غالباً بكثرة التصريحات والتلميحات سواء من قبل مُديري الشركات أو من قبل المُحللين والوسطاء الذين يُطلقون تقييمهم الخاص حول الشركات.

هذا الأسبوع ستُعلن شركات من أهمها Bed Bath & Beyond (BBBY)، حيث يُتوقع أن تُحقق الشركة 65 سنتا كعائد على السهم بعد نهاية هذا الربع بعد أن كان 59 سنتا في السنة الماضية، شركة Monsanto (MON) أيضاً ستُعلن ويتوقع أن تُوزع أرباحاً تصل إلى 1.52 على السهم، بعد أن وزعت في الفترة نفسها من العام الماضي أرباحا مقدارها 1.52 دولار لكل سهم، شركة Research In Motion (RIMM) ستُعلن يوم الخميس ويُتوقع أن تُوزع أرباحا مقدارها 67 سنتا وهو أقل من العائد الذي وزعته في العام الماضي للفترة نفسها والذي كان مقداره 71 سنتا.

التحليل الفني

أخير تمكن "ناسداك" من أن يتسلل خارج منطقة التماسك Consolidation التي أطبقت على أنفاسه منذ التاسع عشر من كانون الثاني (يناير) وحتى الأربعاء الماضي، لقد نجح "ناسداك" في أن يُغلق لأكثر من يومين متتالين فوق مستوى المقاومة 2316 نقطة وهو أعلى مستوى له منذ أيار (مايو) 2001، هذا الخروج سيدعم توقعاتنا بوصول "ناسداك" إلى مستوى 2700 نقطة، والذي ذكرناه منذ بداية عام 2005 وأكدنا عليه عند بداية العام الحالي.

لا يوجد أمام "ناسداك" مستويات مقاومة سوى تلك التي ستظهر له بعد أن يتجاوز مستوى 2800 نقطة، لذا فإن الحديث عن مستويات المقاومة يُعد أمرا مُبكراً ونرى التأكيد هنا على ماهية مستويات الدعم التي هي قريبة من "ناسداك"، أولها عند مستوى 2316 نقطة والذي جاء من وجود متوسط حركة عشرة أيام يليه مستوى 2299 بسبب وجود متوسط حركة عشرة أيام، يليهما متوسط حركة 50 يوما عند مستوى 2287 نقطة، وأعتقد أن الوصول إلى مستوى 2400 نقطة أمر قريب أكثر من أي وقت مضى، ولكن ليس بالضرورة حدوثه قبل أن يختبر "ناسداك" مستوى الدعم الذي كان مقاومة وتحول إلى دعم وهو مستوى 2315 نقطة.

التحليل الفني لمؤشر ناسداك حتى إغلاق يوم الجمعة 31 آذار (مارس)

تحت الضوء

تحدثنا في الأسبوع الماضي عن سهم شركة Applied Materials Inc. (AMAT) التي افتتح سعرها يوم نشر التقرير الماضي عند 17.84 دولار ثم انخفضت بعدها بأيام بنسبة 2.7 في المائة ولم تتمكن من تحقيق أرباح، كما توقعت، ولكن السهم عاد بسعر أعلى من سعر الافتتاح الجمعة الماضي عند 17.86 دولار ليُعطي فرصة لمن يريد الخروج من السهم، بذلك يكون السهم قد انتهى محفزه الفني ونرى التخلص منه لعدم وضوح الرؤية، جدير بالذكر أن معظم الأسهم التي ذُكرت في فقرة تحت "الضوء" تمكنت من تحقيق أرباح تصل إلى 10 في المائة ولا تقل عن 2.5 في المائة خلال أسبوع، ويُمكن الرجوع للتقارير السابقة من خلال موقع "الاقتصادية" على شبكة الإنترنت.

هذا الأسبوع نُسلط الضوء على سهم شركة Graphic Packaging Corp. (GPK)، والتي تعمل في مجال التغليف والطباعة، السهم عانى كثيرا من الهبوط المتتابع ولكنه في الأسبوع الماضي شهد ارتفاع حجم التداول بشكل لافت كما أن مؤشر RSI وMACD مًُشجعان، ويبقى أن أمام السهم عدد من مستويات المقاومة أولها عند مستوى 2.25 دولار، ونرى أن السهم سيُكمل صعوده بشرط أن يتمكن يوم الإثنين من الإغلاق فوق مستوى 2.06 نقطة عندها سيُكمل صعوده حتى مستوى 2.5 مما يعني ارتفاعاً متوقعاً بمقدار 11 في المائة. جدير بالذكر أن الشركة ستعلن عن أرباحها في الرابع من أيار (مايو) المقبل.

الأكثر قراءة