تصميم التفكير يغير المؤسسات ويلهم الابتكار
الأفكار الخارقة، سواء أكانت تتعلق بدراجة جديدة أو حملة إعلانية أو خطة علاج لمرضى السكر أو برنامج يهدف إلى معالجة وباء السمنة – لا تنبثق بالمصادفة؛ وإنما تأتي من الدراسة واجتياز التحديات المباشرة التي تواجهنا كل يوم في مكاتبنا ومنازلنا وفي المستشفيات والفصول الدراسية والمختبرات العلمية وقاعات المؤتمرات.
يقدم الكتاب للقراء مفهوم تصميم التفكير، فالتصميم لا يتعلق فقط بتكوين أو إنشاء أشياء جميلة أو بتجميل العالم من حولنا. ويقوم أفضل المصممين بالتوفيق بين الضرورة والفائدة، وبين العائق والإمكانية، وبين الحاجة والطلب.
يعتمد مفكرو التصميم هؤلاء على ملاحظات صارمة حول كيفية استخدام المساحات والأجسام والخدمات التي تشغلها؛ ويكتشفون أنماطا، في حين لا يرى الآخرون إلا التعقيد والاضطراب. وهم يقومون بتوليف أفكار جديدة من شظايا تبدو متباينة ويحولون المشكلات إلى فرص، لذلك فإن تصميم التفكير في النهاية هو طريق لا تتطلب العبقرية في الأساس.
لتصميم التفكير أهمية كبيرة، ليس فقط فيما يسمى الصناعات الإبداعية أو لأشخاص يقومون بمهمة تصميم المنتجات، وإنما هو عادة يكون أقوى عندما يتم تطبيقه على مشكلات مجردة متعددة الأوجه مثل: تحسين التجربة التي يمر بها النزيل في أحد الفنادق، أو تشجيع عملاء أحد البنوك على مزيد من الادخار، أو تطوير سرد مقنع لإحدى حملات خدمة الجمهور.
استخدم كثير من المؤسسات هذه الطريقة في تصميم التفكير كما استخدمته وزارة الطاقة في الولايات المتحدة لتشجيع المواطنين على ترشيد الطاقة. كما يتم تطبيق تصميم التفكير حاليا على معالجة مجموعة واسعة النطاق من القضايا والاهتمامات؛ من توصيل مياه الشرب النقية في العالم النامي إلى تحسين فاعلية أمن المطارات والقروض الصغيرة.
يعد هذا الكتاب دليلا للقادة المبتكرين لغرس هذا المنهج في تصميم التفكير في مؤسساتهم من أجل إيجاد حلول مبتكرة للمشكلات في جميع جوانب مؤسساتهم وما يقدمونه من منتجات أو خدمات لاكتشاف بدائل جديدة لقطاع الأعمال وللمجتمع ككل.
تصميم التفكير هو عملية مبتكرة قابلة للتطبيق لحل المشكلات أو الأمور التي تتطلع إلى نتائج مستقبلية محسنة. وهو القدرة الأساسية على دمج الشعور والابتكار والواقع لتلبية احتياجات المستخدم وتحقيق نجاح الشركة. على خلاف التفكير التحليلي، نجد أن تصميم التفكير هو عملية ابتكارية قائمة على تراكم الأفكار.