"دبي المالية" سوق موجهة للشركات التي تبحث عن مستثمرين إقليميين ودوليين
تسعى سوق دبي الدولية للأوراق المالية التي تؤكد إدارتها أنها باتت تعمل بشكل كامل بعد أشهر على إطلاقها، إلى أن تصبح منصة تداول دولية حقيقية تحكمها الشفافية والمعايير العالمية.
وقال هنري عزام رئيس "دبي إنترناشيونال فاينانشيال إكستشينج" على هامش مؤتمر
اقتصادي عقد في دبي، إن المؤسسة التي يرأسها التي انطلقت في أيلول (سبتمبر)
الماضي تعمل بشكل كامل وستنجح بالتأكيد.
وقال إن الشركات كانت بحاجة إلى مثال يبرهن أن سوقنا تعمل تماما وقد شاهدوا
هذا المثال، في إشارة إلى الاكتتاب الناجح لشركة المملكة للاستثمارات الفندقية
التي طرحت أول اكتتاب في سوق دبي الدولية الجديدة مطلع آذار (مارس).
وطرحت هذه الشركة 25 في المائة من أسهمها في البورصة الجديدة بهدف توسيع رأسمالها والإفساح في المجال أمام الكثيرين للاستثمار إلى جانب أحد أكثر الرجال نجاحا في العالم، في إشارة إلى الأمير الوليد بن طلال الذي يملك معظم أسهم الشركة.
وتملك الشركة حصصا في 26 منشأة سياحية في 13 دولة وتدير الفنادق التي
تشغلها الشبكات الفندقية العالمية "فيرمونت"، "موفنبيك"، و"فورسيزنز".
وأوضح عزام أن "دي إي إف إكس" (السوق الجديدة التي يرأسها) "مثل الطفل الذي
يحبو على ركبتيه ولا يمكننا أن نطلب منه أن ينهض ويركض فورا".
وتقع السوق الدولية الجديدة في قلب مركز دبي المالي الدولي الذي يتصدره مبنى
البوابة وهو قوس ضخم من الزجاج، الجرانيت، والفولاذ، ينتصب خلف أبراج
شارع الشيخ زايد، عصب الأعمال في الإمارة.
وذكر عزام أن المركز الذي افتتح في أيلول (سبتمبر) 2005 هو منطقة مالية حرة
تحتكم إلى معايير دولية، تمتد على مساحة نصف مليون متر مربع، وهو مصمم لكي يحوي آلاف الأشخاص العاملين في أنواع الخدمات المالية كافة.
وحول الحاجة وراء وجود هذه البورصة، يقول عزام إن هناك حاجة في المنطقة إلى سوق أوراق مالية دولية حقيقية لأن معظم أسواق المنطقة محلية يستخدمها مستثمرون،
مصدرون، ووسطاء محليون.
ويؤكد في هذا السياق أن السوق الجديدة ستجتذب مصارف إقليمية ودولية
ومستثمرين إقليميين ودوليين، مشيرا إلى أن المعايير العالية للمؤسسة التي تحظى
بإدارة مستقلة، تناسب عددا كبيرا من الشركات المتوسطة والكبرى.
وعن إمكانية تأثير عمل هذه السوق في الأسواق المحلية القائمة، أكد عزام أن
"دي إي إف إكس" لن تتسبب في خروج الشركات من أسواق المال الإقليمية بل هي تلعب دورا مكملا لها وهي باختصار سوق دولية موجهة إلى الشركات الكبيرة التي تدير أعمالا على المستوى الإقليمي وتبحث عن مستثمرين إقليميين ودوليين.
وشدد على أن مؤسسته تتيح للشركات خدمات تتناسب مع عصر التمويل الإسلامي الذي بلغ حجمه 260 مليار دولار على مستوى العالم ويسجل نموا بين5 و10 في المائة سنويا.
ويرى عزام أن الأساس في نجاح السوق الجديدة هو المعايير الدولية التي من
شأنها أن تعزز الثقة بالسوق وكونها أيضا ضمن مركز دبي المالي الدولي الذي يخضع لقواعد مستقلة والذي سيتحول إلى المركز الاقتصادي للمنطقة.
وفي هذا السياق، أشار عزام إلى أن هذه السوق التي ستعتمد الدولار كعملة، ستتيح
لمصدري الأسهم المحليين الاحتكاك بالمستثمرين الدوليين وكذلك بالمستثمرين
الإقليميين الأغنياء.
وأكد أن نظام السوق لا يفرض أي قيود على الاستثمارات الأجنبية وأن الشركات
لن تكون مضطرة إلى طرح أكثر من 25 في المائة من أسهمها، ولن تكون هناك حاجة لأن يمتلك مواطنون معظم حصص الشركة".
إلا أنه أشار إلى وجود قواعد صارمة تعزز الشفافية فالشركة التي تريد الاكتتاب
في هذه البورصة، عليها أن تقدم على سبيل المثال لا الحصر، قائمة كاملة عن حساباتها في آخر ثلاث سنوات، وفي حال وجود جهة واحدة تملك معظم أسهم الشركة، يجب التأكد من أن المصدرين سيتمكنون من إدارة الأسهم بشكل مستقل.
وأكد عزام وجود هيئة خاصة بالمعايير لها صلاحية منح الرخص للعمل داخل مركز دبي المالي الدولي، وهي إدارة دبي للخدمات المالية التي منحت منذ افتتاح المركز
الإذن لـ 90 شركة بافتتاح مقار لها في المركز.
وأشار إلى أن الاكتتاب الأول في السوق تم مطلع آذار(مارس) وكان للمملكة
للاستثمارات الفندقية. وأكد أن هذا الاكتتاب جمع 39 مليون دولار وهو يعادل 14 ضعفا من قيمة الأسهم المطروحة للاكتتاب. وأكد أيضا أن عددا من الشركات طرح أسهم إيداع في السوق الجديدة منها "إنفستكوم اللبنانية".
وعن اكتتاب المملكة للاستثمارات الفندقية، يقول عزام "لقد برهنا أننا منصة
دولية من الدرجة الأولى، وبحسب المفاوضات الجارية حاليا مع عدة شركات نتوقع أن
تكتتب عشر شركات خلال 2006 في سوقنا".
وتابع أن المؤشر الخاص بالسوق سينطلق في غضون شهر ولم تحدد تسميته بعد.
وعن المشاريع المستقبلية، أوضح عزام أنه في مرحلة أخرى، سنعمل على إنشاء مؤشر آخر للشركات الناشئة التي تبحث عن رأسمال دولي، وأعطى مثالا على ذلك مؤشر الناسداك الأمريكي الذي بنى نموه على اكتتاب مثل هذه الشركات.
وبيّن أن إدارة المؤسسة ستعمل على توسيع نطاق التدريب في أكاديمية
" دي إي إف إكس" للإسهام في تعميق المقاربة للسوق وفهمها أكثر وتدريب
الوسطاء".