وزير الخزانة: بريطانيا ستواجه أقسى تخفيضات في الإنفاق منذ 20 عاما
حذر ألستر دارلنج وزير الخزانة البريطاني من أن بلاده ستواجه أقسى تخفيضات في الإنفاق منذ 20 عاماً إذا استمر حزب العمل في الحكم.
وفي إشارة منه إلى وجود تحول كبير في سياسة حزبه الانتخابية، شدد وزير الخزانة على أن القيود الصارمة على الإنفاق» ليست قابلة للتفاوض» إذا كان يترتب عليه أن يخفض العجز الموجود في الميزانية الذي يبلغ 178 مليار جنيه استرليني.
وكشفت صحيفة «التايمز» اللندنية أمس الأول، عن أن هذه الملاحظات تدل على أن دارلنج ولورد ماندلسون حققا نصرا كبيراً بعد محاولة الإطاحة برئيس الوزراء. ومن الواضح أن اثنين من أقوى زملاء جوردون براون في مجلس الوزراء تمكنا من ثنيه عن تبني حملة انتخابية بسيطة تحت شعار»الاستثمار مقابل خفض الإنفاق» الذي ينادي به مستشاره المقرب إد بولز.
وعقب يومين من المحاولة الانقلابية الخرقاء، تستطيع صحيفة التايمز أن تكشف أيضاً أن براون سيطلب من الناخبين منحه «ولاية ثانية كاملة» في صناديق الاقترع. وجاء هذا البيان الذي لا لبس فيه على لسان مسؤول في حزب العمل لتجب المضاربة غير المرغوب فيها في الأشهر المقبلة.
وكان دارلنج ولورد ماندلسون متفائلين أمس الأول، بعد أن حثا رئيس الوزراء على أن يثبت للبلد ولأسواق المال أن حزب العمال جاد أكثر من حزب المحافظين بشأن خفض الدين العام وتعزيز مصداقيته لدى الطبقات المتوسطة.
وأضاف وزير الخزانة:» إن أولويتي هي خفض الاقتراض. وبعد أن يترسخ التعافي يجب علينا أن نتصرف.
ستكون المراجعة التالية للإنفاق هي الأصعب هي التي نقوم بها منذ 20 عاماً وبالنسبة لي، فإن خفض الإنفاق لم يكن قابلاً للتفاوض أبداً. إن جوردون يقبل ذلك ويعرفه».
وأوضح لورد ماندلسون:» ينبغي علينا أن نعاود كسب الناس إلى جانبنا. إننا حزب وطني، حزب يمثل الشعب في كل جزء من المملكة المتحدة، وسنقدم سياسات تعود بالنفع على الناس في كل جزء من المملكة المتحدة».
وتعزز الملاحظات التي صدرت عنهما الانطباع بأن وزراء استغلوا الضعف المؤقت لبراون بعد ظهر الأربعاء الماضي بأن عليه أن يكون أكثر أخذاً برأيهم كزملاء لكي يحتفظ بدعمهم له وأن يضمن خوض الحزب للانتخابات» كحزب عمل جديد».
ويعترف دارلنج بأنه عندما اجتمع مع براون في وقت متأخر من بعد ظهر الأربعاء الماضي، تناول الحديث بينهما موضوع الميزانية. وتدل المقابلة التي أجرتها الصحيفة معه على أنه كان سعيداً بالنتيجة التي تمخض عنها الاجتماع – فقد عقد الحزب أمس أول اجتماع له بعد «المحاولة الانقلابية الخرقاء» ولم يذكر أي وزير هذا الأمر.
إن اللغة التي تحدث بها وزير الخزانة عن التخفيضات في المقابلة التي أجريت معه لم تكن واردة قبل بضعة أسابيع. إذ يقول إن حزب العمل سيكون أكثر واقعية من حزب المحافظين الذي ما زال يترتب على أعضائه بيان الكيفية التي سيسددون بها النقص الناجم عن الامتيازات الضريبية التي يعتزمون منحها للمتزوجين وفي ضريبة الميراث.
وقال دارلنج:» إننا نقول للناس إن هناك بعض الأمور المهمة التي ينبغي أن نحميها. غير أن المراجعة التالية للإنفاق ستكون قاسية. ستكون هناك برامج ينبغي أن يطولها التخفيض. وستكون هذه المراجعة هي الأصعب منذ 20 عاماً».
وأوضح المسؤولون بجلاء أن المراجعة الشاملة للإنفاق التي أشار إليها دارلنج ستجري عقب الانتخابات رغم أنه أشار إلى أنه سيتم الكشف عن مزيد من التفاصيل في ذلك الوقت.
إن ثقته بأنه ستكون هناك ميزانية، وهو أمر لا يمكن أن يحدث بموجب القانون قبل آذار (مارس)، تعتبر تأكيداً آخر على أن الانتخابات من المرجح أن تعقد في السادس من أيار (مايو) المقبل.
وقال دارلنج إن حزب العمل «لن يفكر مطلقاً « في استراتيجية حرب الطبقات في الانتخابات. فيما أوضح بيتر الشيء نفسه في هذا الأسبوع، في إشارة إلى لورد ماندلسون. «إن التوجهات الضيقة لجماعة بعينها أو لجماعة أخرى، ببساطة لا تنجح. لقد شارك جوردون في بدء العملية الجديدة لحزب العمال. وأحد الأسباب التي جعلت توني بلير يصبح زعيماً هو أن جوردون اتخذ قرارات لا تحظى بالشعبية للتخلص من بعض الأشياء العمالية القديمة التي راكمناها. ومن الواضح تماماً أنك لا تستطيع الفوز في الانتخابات إذا لم تستقطب الطبقات المتوسطة».