البرد في الغرب العالمي يعزز أسعار النفط
ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط مقتربة من 82 دولارا للبرميل في التعاملات الآسيوية أمس الثلاثاء في بداية تاسع جلسة على التوالي من المكاسب مدعومة بطلب قوي على وقود التدفئة وسط موجة باردة مفاجئة في مناطق رئيسية مستهلكة في الولايات المتحدة وأوروبا.
وتنتظر الأسواق بيانات أمريكية منها طلبات المصانع تشرين الثاني (نوفمبر)، إضافة إلى أرقام البطالة والوظائف في وقت لاحق من هذا الأسبوع للاسترشاد بها على قوة الاقتصاد وتوقعات الطلب في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وتراقب الأسواق أيضا نزاعا على تسعير النفط بين روسيا وجارتها روسيا البيضاء أوقف لفترة قصيرة الإمدادات الى الدولة الواقعة في شرق أوروبا.
وقالت روسيا أمس الأول إنها استأنفت الإمدادات إلى مصافي التكرير في روسيا البيضاء لكن التوتر ما زال قائما بين البلدين.
ويتوقع محللون أن تلقى أسعار الخام دعما معتدلا من أحدث بيانات أسبوعية للمخزونات النفطية الأمريكية، التي صدرت البارحة عن معهد البترول الأمريكي وعن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية اليوم.
ومن المتوقع أن تظهر بيانات معهد البترول هبوطا قدره 1.9 مليون برميل في مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل زيت التدفئة ووقود الديزل،الأسبوع الماضي،بينما من المتوقع ان تستقر مخزونات النفط الخام وأن تسجل إمدادات البنزين ارتفاعا.
وصعد الخام الأمريكي الخفيف للعقود تسليم شباط (فبراير) 33 سنتا إلى 81.84 دولار للبرميل،بعد ان أنهى جلسة التعاملات في بورصة نيويورك التجارية « نايمكس» يوم الإثنين على مكاسب بلغت 2.15 دولار عند 81.51 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى إغلاق للعقود الآجلة في نايمكس منذ التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) 2008،وارتفع خام القياس الأوروبي مزيج برنت 41 سنتا إلي 80.53 دولار للبرميل.
من جهته، قال طارق الصقير محلل اقتصاديات الطاقة في «تريس داتا إنترناشيونال»، إن ارتفاع أسعار النفط في تداولات هذا الأسبوع يأني متزامنا مع دخول طلب موسمي متوقع في فصل الشتاء على زيت التدفئة والمقطرات، الذي كان متوقعا لدى عديد من المراقبين لكن حدة انخفاض درجات الحرارة دفعت أسعار النفط إلى الارتفاع تخوفا من ظهور ارتفاع مفاجئ للطلب على المقطرات في وقت تشهد فيه معدلات تشغيل مصافي النفط هبوطا إلى 80.3 في المائة وهي معدلات قريبة من أدنى معدل سجلته تلك المصافي منذ عام 1992.
وأضاف الصقير أن المهم معرفة أن انخفاض معدلات تشغيل المصافي تدل على ارتفاع حجم مخزون المقطرات،وبالتالي سيشكل هذا ضغطا سلبيا على الأسعار عند انتهاء موسم الشتاء، لا سيما أن حجم مخزون المقطرات الأمريكي مازال مرتفعا بنحو 20 مليون برميل عن مستوياته المعهودة.