ملتقى الخطة الزراعي
تتعدد مظاهر تضاريس المملكة بأشكالها المختلفة من جبال وهضاب وسهول وأودية وكثبان رملية، وساعد ذلك على اختلاف مناطق المملكة من حيث المقومات الطبيعية (الموقع الجغرافي، وظروفها البيئية، معدلات الأمطار، التربة الصالحة للزراعة، ومظاهر السطح، وفرة المياه المناسبة للزراعة وغيرها) وهذه المقومات قد تعطي منطقة دون أخرى ما يسمى الميز النسبية في القطاع الزراعي مع مراعاة أن الأنظمة والتشريعات وسياسة التمويل والإعانات موحدة في جميع المناطق. والميز النسبية في هذا القطاع سواء في الموارد الطبيعية أو البشرية تُعد أحد العوامل المهمة التي تساعد على نجاح وتميز منطقة جغرافية دون أخرى، فالمورد الطبيعي المتميز نسبيا إذا أُحسن استغلاله يُساعد في خفض تكاليف الإنتاج والتسويق لتوفر الظروف البيئية المناسبة التي تعمل على خفض احتياجات المزروعات وتساهم في تحمل ظروف التسويق، مما يعني أهمية تسخير الميز النسبية لرسم الهوية لكل منتج. ومثل هذه الميز تجعل دولا وليس مناطق تتخصص في إنتاج سلعة دون سواها لتتميز في إنتاجها، وكذلك المورد البشري المتميز سواء بفكره أو رأس ماله أو كلاهما معا يساعد في وضع الخطط الإنتاجية والتسويقية والتعريف بالمنطقة ومنتجاتها الزراعية كما يساهم في دفع عجلة الاستثمار وإيجاد الأثر الفاعل في تحفيز عملية الاستثمار في الأنشطة الزراعية المختلفة باستخدام التقانات الحديثة.
والمتابع لأنشطة القطاع الزراعي خلال هذه الفترة يلحظ اللقاءات والمهرجانات وكان آخرها بالأمس المهرجان الزراعي في نجران واليوم ملتقى الخطة الزراعي الثاني في حائل، والتي جاءت متزامنة مع النقلة النوعية في القطاع الزراعي الذي تنتهجه وزارة الزراعة بفتح قنوات اتصال مع العاملين في القطاع الزراعي ومشاركتهم بالرأي فيما يخص أنشطة هذا القطاع مما كان له الأثر الإيجابي على تعدد الأنشطة في هذا القطاع، وفي اعتقادي كل تلك الأنشطة العامل الرئيسي المحرك لها هو العنصر البشري وما يميز هذه الأنشطة التي تمت في الفترة الأخيرة أنها جاءت بعد انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية ورغم أهميتها فإنه يبقى الأهم كيفية الاستفادة منها وتطبيقها على الواقع مما يعني أهمية أن تتماشى مثل هذه الأنشطة مع متطلبات الفترة الحالية، ومن أهم هذه الملتقيات ملتقى الخطة الثاني الذي تكرر انعقاده للمرة الثانية بين سهول وتلال ريف الخطة الحالمة في منطقة حائل الخير ويصاحبه معرض زراعي مما تولد لدى القائمين عليه المزيد من الخبرة من العام الماضي، وما يميزه هذا العام اختيار المحاضرين وغالبيتهم من العيار الثقيل إلا أنه من المتوقع أن تكون المحاضرات الغنية بمحاورها لها الطابع الرسمي، ورغم توافر مقومات النجاح للملتقى " بمشيئة الله" إلا أن هناك غيابا لمشاركة بعض المزارعين من أبناء المنطقة، وخارجها إلى جانب المحاضرين لإثراء الملتقى بتجاربهم، وفي الختام تتمنى هذه النافذة النجاح والتوفيق للزملاء القائمين على الملتقى وأن يتم تطبيق مخرجاته على أرض الواقع.
والله ولي التوفيق،