قبرص تسعى لتعزيز الاستثمار عبر التمويل الإسلامي

قبرص تسعى لتعزيز الاستثمار عبر التمويل الإسلامي

قال رئيس هيئة تشجيع الاستثمار في قبرص سوتيريس سوتيريو إن بلاده ستكثف مساعيها لجذب الاستثمار الأجنبي في العام المقبل، مضيفا أنها تدرس إنشاء إطار تنظيمي لاجتذاب التمويل الإسلامي.
وأوضح أن الاستثمار الأجنبي المباشر سيسجل تراجعا بنحو 10 في المائة في 2009 من 1.48 مليار يورو العام الماضي. وقال إن ذلك التراجع الذي نتج عن الأزمة المالية العالمية هذا العام سيستمر في 2010 قبل أن يبدأ في التعافي في 2011.
وفي قبرص التي تمثل 0.2 في المائة من اقتصاد منطقة اليورو أدنى معدلات للضرائب في أوروبا. وعقدت شبكة من الاتفاقيات الضريبية مع دول أخرى سمحت لآلاف الشركات على مدى السنين بإنشاء عمليات لها في الجزيرة. وتركز السلطات اهتمامها على استخدام التمويل الإسلامي، وهو أحد أسرع القطاعات المالية نموا في العالم.  وأشار سوتيريو إلى أن ''النشاط المصرفي والتمويل هما أولويتنا الأولى، هناك قطاعات فرعية مثل التمويل الإسلامي ومثل الصناديق الاستثمارية ونحن نعكف على وضع استراتيجية حول هذا المفهوم''. وإذا كلل مسعاها بالنجاح فإن قبرص ستنضم إلى عدة دول من بريطانيا إلى أستراليا في التركيز على قطاع يسجل معدلات نمو تراوح بين 15 و20 في المائة سنويا. وقال سوتيريو إن موقع قبرص في أقصى شرق الاتحاد الأوروبي على مقربة من الشرق الأوسط وعلاقاتها الودية مع العالم العربي يجعلان الجزيرة في وضع جيد لاجتذاب التمويل الإسلامي من المنطقة. ووفقا لبيانات رسمية انخفضت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قبرص إلى 1.48 مليار يورو في 2008 من 1.6 مليار في 2007. وأوضح سوتيريو أنه من المرجح أن يشهد عام 2009 تراجعا بنسبة 10 في المائة. وتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في 2010 لكن بدرجة أقل.
إلى ذلك، قال مسؤول مصرفي إن التمويل الإسلامي يمكنه توسيع نطاق جاذبيته إلى ما هو أبعد من قاعدته التقليدية في أعقاب الأزمة المالية العالمية كما تمكنه المساعدة في إعادة الانضباط إلى النظام المالي.
وأوضح توبي بيرش مدير صندوق بيرش أسيتس لإدارة الأصول في جنيف أهمية التمويل الإسلامي قائلا “ستساعد مبادئ الشريعة مديري الأصول على الانصراف عن الهندسة المالية والتحول إلى المشاركة في المخاطر والأرباح وهو نظام أفضل بكثير”.
كما أشار إلى أن كثيرا من المستثمرين ينجذبون إلى الاستثمارات المطابقة للشريعة الإسلامية لأنها تتجنب المنتجات التي يستعصي فهمها على الكثيرين وتركز على منتجات ملموسة موضحا أن “تدمير الأصول الحقيقية أصعب من تدمير المنتجات المالية المعقدة”.
وقال إنه من الناحية المصرفية لا يمكن للبنوك الإسلامية أن تقرض سوى ما لديها من ودائع وهو ما يتفادى تخليق الائتمان بكل آثاره التي شاهدناها خلال الأزمة المالية. وكانت مخاوف بيرش من أن الإفراط في الإقراض يشكل تهديدا رئيسا للنظام المالي العالمي قد دفعته إلى نشر كتابه “الانهيار الأخير” مطلع عام 2007 الذي ناقش خلاله تداعيات أزمة الائتمان التي كانت وقتها تلوح في الأفق. وأضاف “عندما نظرت إلى مبادئ التمويل الإسلامي وجدت كل الإجابات فيها”.

الأكثر قراءة