مختصون يدعون للمحافظة على خصوصية المسجد في جميع أنحاء العالم
أكد عدد من المختصين أن هناك بعض الأخطاء التي تقع عند تنفيذ بعض المساجد وتتسبب في عدم إنهاء المساجد بالشكل الذي يسهم في بقائها لسنوات طويلة، وانتقدوا بعض التصاميم التي تتم لمساجد في بعض الدول في الخارج حيث لا تتفق وشكل المسجد المتعارف عليه، وقد تناقلت وسائل الإعلام عدد من هذه الأشكال الجديدة منها ما كان في فرنسا وطالبوا بالمحافظة على الشكل المعروف للمسجد لأنه أمر يميز المساجد عن غيرها لدى المسلمين وتطرقوا إلى أمور أخرى مهمة تتعلق بالمساجد.
بداية قال المهندس أيمن آل عابد ''إن من الأخطاء الفادحة التي لا أعلم كيف استقبلها المسؤولون والمتخصصون قبل المسلمين العوام استخدام التصاميم التي لا تحقق أي وظيفة من وظائف المسجد، فنفاجأ برؤية مسجد منفذ على شكل مسدس أو دائري لا يتفق تماما مع الوظيفة الأساسية له، التي يجب أن تراعي وضعية الصف الأول والذي يجب أن يكون أفضل من غيره فتجده في مثل هذه الأشكال (المسدس والدائري على سبيل المثال لا الحصر) أقصر من الصف الذي يليه، بل إن الساجد في أحد طرفي الصف يجد صعوبة في السجود، حيث إن البعد بين قدم المصلي وموقع السجود لا يكفي للسجود، وذلك لوجود الانحراف في الجدار لتحقيق الشكل الدائري أو المسدس''، ويمضي آل عابد ''كذلك نجد إن تطبيق بعض العناصر أو استخدام نوعية معينة من المواد في التنفيذ يحقق الشكل ويقضي على الوظيفة فنجد الأعمدة التي لا حصر لها لتحمل سقفا خرسانيا أو قبة تحول بين اتصال الصفوف ولا أعتقد أن ذلك يحقق الكفاءة التي تميز به الفكر في العمارة الإسلامية''.
#2#
ويتفق الشريف هاشم النعمي إمام مسجد السلطان سابقا مع المهندس آل عابد من ناحية تصميم المساجد على أشكال لا تفيدها، بل أحيانا تضيق الخناق على المصلين، فقال: ''نحن لا تهمنا هذه الأشكال بقدر ما تهمنا قدرة المسجد على استيعاب أعداد المصلين، وحقيقة نستغرب عندما نسمع عن وضع أشكال لمساجد دون منارة أو محراب، خاصة أن المسلمين تعودوا على شكل معين للمسجد، وبدأت تغزونا في بلادنا بعض الأشكال للمساجد ونتمنى عدم التوسع فيها والحرص على أن يكون تصميمها بالشكل الذي اعتدنا عليه، والأمر المطلوب من المتبرعين ببناء المساجد أن تكون مساحتها مناسبة وفيها كل الخدمات إذا كان بالإمكان ذلك، أما المبالغة في الشكل فهذا لا يهمنا كثيرا''.
#3#
من جانبه يرى الشيخ أحمد السيف إمام جامع السليم في الرياض أن ظهور مساجد ذات تصميم جديد وبأشكال مختلفة أمر لم نتعود عليه ومساجدنا دائما تحرص على المحافظة على الشكل العام للمسجد خصوصا وجود المحراب والمنارة وهي من أسس بناء المسجد، والمسلمون تعودوا عليها في كل أنحاء العالم، وأما ما نسمع عن بناء مساجد بلا منارة ولا محراب في بعض دول العالم فهذا أمر يخصها وربما هناك ظروف تحكم عليهم لبنائها بهذا الشكل، وإذا لم يكن هناك ما يمنع من ظهور المنارة والمحراب فإن وجودهما مهم في أي مسجد يبنى، وإن كان المسلم يعتبر الأرض مسجد وطهورا لقوله - صلى الله عليه وسلم -(وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا) نسأل الله التوفيق لكل المسلمين.