لماذا لا يجب أن تشتري هدايا في الأعياد؟
يدعو مؤلف الكتاب القارئ إلى التفكير في آخر هدايا تلقاها في موسم العطلات ويؤكد أن معظم الناس يتلقون هدايا ما كانوا ليشتروها أبدا لأنفسهم لأنها لا تناسبهم على الإطلاق. ومن وجهة النظر الاقتصادية لا تنجح عملية شراء الهدايا المناسبة وإهدائها للشخص المناسب إلا نادرا.
إذا قمنا بتطبيق النظرية على تقديم الهدايا فسيكون الحكم الواضح هو أنه من الأفضل تقديمها في صورة أموال نقدية على الرغم من اعتراض خبراء الاقتصاد السلوكي والذين ستتلخص أسباب اعتراضهم في النقاط التالية:
ـ لا يتخذ الناس دائما أفضل القرارات عندما يشترون شيئا لأنفسهم وربما يقوم شخص آخر بالقيام بهذه المهمة بشكل أفضل.
ـ ربما لا يكون لدى الشخص جميع المعلومات اللازمة أو لا يكون متاحا له القدرة على اتخاذ أفضل خيار، فإذا ما كنت تعرف شخصا عن قرب فسيمكنك تحديد أفضل الهدايا المناسبة له.
ـ ربما يريد المرء شيئا فاخرا، لكن ظروفه المادية لا تسمح له بشرائه باعتباره إسرافا، لذلك سيستمتع جدا به حال تلقيه لهذا الشيء كهدية.
في عام 2007، كان متوسط الإنفاق الشهري في الولايات المتحدة على الهدايا يقدر بنحو 370 إلى 380 مليون دولار. أما في كانون الأول (ديسمبر) وهو موسم الأعياد والهدايا في الغرب يزيد الإنفاق ليصل 430 مليون دولار. هذا الارتفاع كان بسبب الهدايا. وتشهد معظم الدول الأوروبية كذلك زيادة في الإنفاق في موسم الهدايا.
تقديم الهدايا النقدية قد يكون بديلا مناسبا يسمح لكل شخص باختيار ما يناسبه من هدايا لكنها لا تصلح في جميع الظروف فقد يكون هذا مقبولا في بعض المجتمعات عندما يتم من أحد الأقارب الأكبر سنا إلى الأصغر سنا لكن العكس قد لا يكون مقبولا.
كذلك تسمح الهدايا النقدية للمتلقي بمراعاة أولوياته فقد يحتاج أحد أقربائك إلى جهاز كمبيوتر جديد مثلا وينقصه جزء من ثمنه لذلك تسمح له الهدية النقدية بإكمال ثمن الجهاز، بينما هدية أخرى قد لا يكون في حاجة إليها كما أنه سيكون مجبرا على ردها فتكون خسارة له في مطلق الأحوال.
يمكن أن تستبدل الهدية النقدية بهدية تقدم بناء على تفكير متأن حيث يتم التأكد من أنها مناسبة للمتلقي. ففي المثال السابق نفسه يمكن شراء أحد مكونات الكمبيوتر التي تعرف أنها بالمواصفات التي يحتاج إليها قريبك هذا وهكذا تكون الهدية نافعة ومفيدة.