رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


المسجد وحب المسلم

واجهت من خلال صفحة المسجد عديدا من القراء الأعزاء الذين يقدمون الفكرة تلو الأخرى من أجل تحقيق التكامل للمسجد، كمؤسسة تربوية مهمة تنمي روح الدين في قلب كل مسلم، ولا أبالغ حين أقول إن أكثر الرسائل التي تصلنا عبر إيميل صفحة المسجد تطالب بالتركيز على أمور النظافة، ومعالجة حال دورات المياه في بعض المساجد، وكيف أنها تمثل ظاهرة غير صحية تؤثر في المظهر العام للمسجد. ومع الأسف الشديد أن هذه الظاهرة المتمثلة في هذه الآراء الجريئة التي تطلب أن يكون من رسالة المسجد معالجة الخلل أيا كان، وجاء من ضمن الخلل في المساجد ضعف المتابعة والرقابة من الإمام والمؤذن، وهو خلل كبير يحدث في بيوت الله، وطالما أن الجميع يحب المسجد ويهمه أن يكون في أحسن حال فلا بد من التنبه لظاهرة إهمال دورات المياه لأنها تعد مهمة وإهمالها أمر لا بد من إيجاد الحل له بعد أن تشعبت الأمور حيالها، والبوادر توحي بأن هذه الظاهرة لم تجد الحل الجذري له لعدم الإحساس بالمسؤولية, أو لعدم وجود العمال الأكفاء الذين يقومون بتنظيف بيوت الله. وهذا ما يؤكده كثير من رواد المساجد ممن ألتقيهم ويتحدثون معي عن إهمال نظافة دورات المياه، وليس الأمر مرتبطا بأمر واحد بل إنه يرتبط بمساجد عديدة، فينبغي أن تهتم المساجد بهذه الظاهرة، ويمكن أن يسهم في هذه النظافة أيضا أهل الحي على غرار شباب جدة الذين نظموا حملات قبل حدوث أحداث كارثة جدة، ولقيت ترحيبا من الذين اطلعوا على الحملة التي ما زالت تتواصل كي تصبح مطبقة على مستوى الأحياء في بعض مساجد المملكة التي هي في حاجة ماسة إلى مثل هذه المبادرة الجميلة التي تؤكد مدى حب المسلم مسجده ونظافته ونظافة دورات مياهه بشكل منتظم، والمؤمل منا جميعا. والحقيقة أنه يسعدنا أن يكون المسلم بهذه الشخصية الشغوفة بحب مسجده ودينه والارتفاع بقدراته، والعمل على تحبيب الناس في العمل من أجل رفعته، وتحسين خدماته، وتحفيز العاملين فيه, وهم من المسلمين, على عظم هذا العمل إذا ما احتسبوه عند الله حتى لو كانوا يقومون بذلك بمقابل مادي, وهذا هو الدور الذي ينبغي أن يقوم به المسلم الحق، ومن شأن ذلك أن يرفع مقامه ودرجته عند ربه، ويجعله في المكانة اللائقة به كمسلم نموذجي يهمه أن تكون مكانة المسجد في أعلى الاهتمامات, وهذا ما نسعى إليه جميعا. نسأل الله أن يجعل هذا الفعل الجميل في ميزان حسناتهم وأن يوفقهم لكل خير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي