الابتكار في الأوقات الصعبة

الابتكار في الأوقات الصعبة

التغير هو الموضوع المهيمن على الساحة في هذه الفترة، لذلك من الصعب علينا أفرادا ودولا اتخاذ الخطوات اللازمة حيال هذه التغيرات التي تجتاح عالمنا. إلا أن الظروف الصعبة يمكن أن توجد فرصا مثالية للابتكار وبدء مشاريع تجارية جديدة. الكثير من الشركات الكبرى في القرن الـ 20 تأسست في فترة الكساد الكبير. يحدث هذا لأن الناس في الأوقات الصعبة يكون عليهم إيجاد سبل لتحقيق أكثر نتائج ممكنة بأقل مدخلات ممكنة. حيث يكون على رجال الأعمال أن يكونوا أكثر فعالية ويكون على الشركات التي تعمل بالحد الأدنى من رأس المال أن تولي اهتماما أكبر لمتطلبات السوق وأن تتغير بسرعة وتعجل من معدل الابتكار. فالواقع أن العوائق تولد الابتكار ولا تعوقه.
وكذلك نجد أن الشركات التي يتوافر لها كثير من مقومات البقاء والنجاح وكثير من المال يمكن أن تركن إلى الراحة وتستمر في اتباع ''الاستراتيجيات القاتلة'' التي تؤدي إلى انهيارها على المدى الطويل. بينما لا تكون هذه الرفاهية متاحة في أوقات الشدة.
الابتكارات الناجحة ليست مجرد نسخ مطورة من المنتجات الحالية, وإنما تغير هي هذه الابتكارات من الطريقة التي يراها بها العالم. تضاعف الأدوات التكنولوجية الجديدة مثل التعاون على الإنترنت من تأثير موجة التغيير هذه وتجعل الابتكار أسرع وأسهل.
عندما يقل المال، تقلل الشركات من نفقاتها. إذا كان عليك تخفيض ميزانيتك، فتحلى بالذكاء. لتقييم المشاريع التي يجب التقليل من نفقاتها، تلجأ كثير من الشركات إلى ''إيرادات السنة الأولى'' أو ''صافي القيمة الحالية''، إلا أن كلا المقياسين لا يخلو من العيوب.
يستغرق الابتكار عدة سنوات ليؤتي ثماره, ويحقق القليل من الأرباح في السنوات القليلة الأولى ثم تنمو الأرباح باطراد بعد ذلك, لذلك فإن قياس أرباح السنة الأولى لا يفي بالغرض وعلى النقيض من هذا يمكن تحقيق إيرادات أقوى في السنة الأولى للمنتجات المألوفة. أما بالنسبة لاستخدام أسلوب التقييم المعتمد على صافي القيمة الحالية, فإنه يميل إلى وضع الافتراضات بناء على نماذج الأعمال الحالية, ويحذف تكلفة الفرص الضائعة نتيجة عدم دخول إحدى الأسواق. والواقع أن استخدام أي معيار على حدة لتقييم مشروعات متعددة يبلغ في تبسيط التحدي القائم. وللحصول على صورة أكثر شمولا يجب طرح خمسة أسئلة، هي:
1. ما الفوائد أو الأرباح المتوقعة من كل ابتكار؟
2. ما المخاطر المتضمنة؟
3. ما الذي عليك القيام به أو تعلمه فيما يتعلق بالابتكارات المحتملة؟
4. هل الفكرة تناسب نمطا تعلمته من دراسة الجهود الناجحة الأخرى؟
5. كيف يتناسب هذا المفهوم مع الحاجة إلى تنويع الابتكارات من حيث المخاطر والأسواق والجداول الزمنية، وبقية العوامل الأخرى؟

الأكثر قراءة