خطة لحل كارثة المناخ

يجمع الكتاب في مكان واحد كل الحلول الفاعلة المتاحة الآن والتي تعمل جميعها معا لحل هذه الأزمة. يهدف الكتاب إلى عدم تسييس هذه القضية بقدر الإمكان وإلى إلهام القراء باتخاذ إجراءات فاعلة ليس فقط على أساس فردي وإنما بوصفهم مشاركين في العمليات السياسية في كل بلد وفي العالم ككل. يستشهد الكتاب بمثل إفريقي يقول: "إذا أردت أن تذهب بسرعة، اذهب وحدك؛ وإذا أردت أن تذهب بعيدا فاصطحب معك أحدهم".
يمكننا حل أزمة المناخ. وبالتأكيد لن يكون هذا الأمر صعبا ولكن إذا ما كان الخيار متاحا أمامنا لحلها فلا بد من المحاولة. يركز الكتاب على قضايا الطاقة وانبعاثات الغازات المضرة بالبيئة ويناقش استراتيجيات كثيرة مثل الطاقة الحرارية الشمسية المركزة والتوليد المشترك للطاقة، كما يخصص فصلا كاملا للتربة وهي واحد من أهم الموارد الممتصة للكربون والتي هي للأسف معرضة للتآكل.
كما يذكر الكتاب أن هناك مجموعة من الاستراتيجيات الزراعية التي يمكنها استعادة كربون التربة بما فيها الفحم النباتي والفحم المسامي، إضافة إلى أنها من مصادر الطاقة منخفضة الكربون. يرى الكتاب أملا كبيرا في عملية احتجاز الكربون في التربة باستخدام أفضل ممارسات إدارة التربة، ويناقش باستفاضة إمكانات هذه العملية.
يؤكد الكتاب كثيرت من الحقائق البيئية المدعمة بالأرقام، ومنها أن كمية غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من حرائق وتدمير الغابات في العقود السابقة للثمانينيات من القرن الماضي كانت تبلغ من 20 في المائة إلى 23 في المائة من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وهو ما يتجاوز نسبة الانبعاثات من كل السيارات والمركبات في العالم.
كما يهتم الكتاب بعملية تثبيت عدد سكان العالم في هذا الصدد, ويلاحظ مؤلف الكتاب اتجاه حكومة أوباما لدعم كثير من البرامج العالمية لتنظيم النسل, على خلاف حكومة بوش التي كانت ترفض دعم مثل هذه البرامج على أساس علاقتها بتوفير سبل الوصول إلى عمليات الإجهاض القانونية وهو الأمر الذي يرفضه المحافظون في الولايات المتحدة.
هناك حاجة لاتخاذ مجموعة من القرارات السياسية الصعبة اللازمة لمكافحة أزمة المناخ. يزيد من صعوبة اتخاذ هذه القرارات حالة البلبلة الناتجة عن حملة سياسية ضخمة للخداع على المستوى الدولي تقوم بها مجموعة من الشركات الكبرى التي تثري وتزيد أرباحها على حساب تلويث البيئة والتي لا ترى في قوانين حماية البيئة إلا معوقات تقلل من أرباحها.