«الدولار المترنح» ينذر بصراع حاد بين العملات في 2010
توقع اقتصاديون سعوديون أن يكون عام 2010 عاما للصراع بين عملات العالم القوية وعلى رأسها: اليوان الصيني، اليورو الأوروبي، والجنيه الاسترليني، للقيام بدور العملة العالمية «الدولار» في حال استمر مرضه على المدى القصير، وتنامى التذبذب الحاد بين العملات، مؤكدين أن هذا الصراع سيحظى باهتمام أكبر العام المقبل من قبل أسواق العملات وتجارها في العالم.
ولكن الاقتصاديين يتفقون أيضا على أن ذلك لا يعني انتهاء عصر الدولار، بل أكد بعضهم أن ذلك الصراع والتذبذب في أسواق العملات هما لصالح دولار أقوى في عامي 2011 و2012.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
توقع اقتصاديون سعوديون أن يكون عام 2010 عاما للصراع بين عملات العالم القوية وعلى رأسها اليوان الصيني واليورو الأوروبي، والجنية الاسترليني، للقيام بدور العملة العالمية «الدولار» في حال استمر مرضه على المدى القصير، وتنامى التذبذب الحاد بين العملات، مؤكدين أن هذا الصراع سيحظى باهتمام أكبر العام المقبل من قبل أسواق العملات وتجارها في العالم.
ولكن الاقتصاديين يتفقون أيضا على أن ذلك لا يعني انتهاء عصر الدولار، بل أكد بعضهم أن ذلك الصراع والتذبذب في أسواق العملات هو لصالح دولار أقوى في العام 2011 و2012، مشيرا إلى أن دولارا ضعيفا في العام المقبل هو بالتأكيد يسير في صالح الاقتصاد الأمريكي الطامح للعودة إلى الانتعاش عبر رفع مستوى التصدير والذي سيسهم في تحقيقه «دولار ضعيف».
رغم ذلك فإن تجاوز سعر صرف الجنيه الاسترليني دولارين لأول مرة في تاريخه عام 2008 , كان دليلا حاسما مفاده أن انخفاض قيمة الدولار الأمريكي أمام جميع العملات بات حقيقة, رغم أن الحدث لم يكن مفاجأة للمحللين والمراقبين، فقد بدأ الدولار في التدهور منذ ما يقارب السنتين، وهو أثر ونتيجة سوء أداء الاقتصاد الأمريكي وبطء حركته خلال العامين الأخيرين.
وكما يبدو من الأحاديث والاجتماعات الدائرة من أوروبا غربا إلى الصين شرقا فإن هناك ما يشبه الإجماع الدولي على أن أوضاع الدولار هي التي تقلق وضع العملات العالمية بما فيها اليوان والعملات الأوروبية وعلى رأسها اليورو، وهنا يقول المحللون إن الخطوة الصينية الأخيرة والتي سمحت من خلالها بإجراء بعض التعاملات الدولية باليوان يبدو ليست بريئة، بل يصفها البعض بأنها محاولة نحو إيجاد دور عالمي لليوان في التسويات التجارية الدولية.
ويضيف البعض «هذه الخطوة هي نقطة بداية لتحقيق الحلم الصيني بتحويل اليوان الصيني إلى عملة احتياط عالمية بدلا من الدولار».
وفي هذا الصدد يقول أحمد الحديد، مصرفي سعودي، إن الحديث عن صراع عملات ومزاحمة للدولار هو رؤية قصيرة المدى، فالصين على سبيل المثال ليست لديها رغبة حقيقية لجعل اليوان عملة عالمية.
وزاد « الكل يعلم أن الصين تنافس ألمانيا الأولى عالميا في مجال التصدير ومن هنا تسعى لإبقاء اليوان ضعيفا لكي يخدم المنتج الصيني في الأسواق العالمية، رغم أن الضغوط الأخيرة نجحت في إقناع الصين برفع عملتها قليلا..ستواجه الصين معضلة في المستقبل نتيجة لسياسات الحمائية التي ينتهجها عديد من دول العالم تجاه البضائع الصينية..وهذا بالتأكيد سيؤثر في اليوان».
في المقابل يعتقد سهيل الدراج، محلل في الأسواق العالمية، أن العام 2010 ومع إجماع الكثير من المراقبين، سيكون عام التعافي الاقتصادي، خصوصا أن ملامح النمو في الاقتصادات الكبرى باتت واضحة، ومن هنا فإنه يرى أن العام المقبل سيكون بالفعل عاما للصراع الحاد بين العملات بتغذية من الدولار الضعيف.
ويضيف الدراج «الميزة الوحيدة للعام المقبل بعد انتهاء الحديث عن الأزمة العالمية، ستكون لثلاث مواضيع رئيسية هي العملة والنفط والتضخم، ووفقا للمعطيات الراهنة فإن العملة ستحظى بالتركيز الأكبر إلى جانب التضخم ذي العلاقة».
يقول الدراج إن الصورة الكبرى ليست في مصلحة الدولار فأمريكا لديها عجز ضخم.. يكفي أن نعلم أن الكونجرس سمح بأن يوازي هذا العجز حجم الإنتاج الأمريكي عند 12.5 تريليون دولار ..وهذا بحد ذاته تحدٍ يمكن أن يطيح بالاقتصاد الأمريكي وعملته عن عرش العالمية.
ويشير الدراج إلى أن بوادر الصراع بين العملات بدأ من الآن..ويقول» الهند والصين شرعت في تنويع احتياطياتها عبر امتلاك الذهب بدلا من الدولار.. كما أن الصين أجرت بعض التسويات التجارية الدولية في محيطها بعملتها..».
وحول أقرب العملات المنافسة للعملة الأمريكية يقول المحلل المالي في الأسواق العالمية، اليوان الصيني سينمو على صعيده السعري فيما سينمو اليورو كعملة احتياط دولية وفي كلتا الحالتين الخاسر الأكبر هو الدولار.
ويستدرك» ولكني أؤكد أن الحديث عن انتهاء عصر الدولار بشكل كامل لا يمكن تحقيقه على المدى القصير لاعتبارات كثيرة أهمها أن أمريكا لا تزال القوة الاقتصادية الأكبر في العالم».
ويتناغم حديث الاقتصاديين السعوديين مع تقرير صدر عن مؤسسة ميريل لينش قبل أسابيع توقع خلاله أن يشهد الدولار الأميركي ضعفاً في الآجال القريبة، وأن يتبع ذلك مرحلة انتعاش ضمن الـ G3، وطوال عام 2010، وأضاف التقرير « قمنا في الأسبوع الماضي بمراجعة توقعاتنا الخاصة بالفوركس للأجل القريب، وقد تمثل جانب التحفيز في هذا التغير من خلال التقييم القائل إن الترابط في الأصول التي تنطوي على مجازفة، والتي كنا توقعناها خلال فصل الصيف، قد انتهى بالرغم من أن ذلك تم بصورة أقل شدة مما توقعنا.
وقال» نحن نتوقع حدوث انفراج مهم في الترابط المذكور خلال عام 2010، إضافة إلى بدء تحسن الدولار مقابل اليورو، حتى مع استمرار الظروف الاقتصادية بصورة متوسطة ومن دون تغيرات بارزة، ومن المحتمل أن يحدث ذلك نتيجة المبالغة في تقييم اليورو وانخفاض تأثير احتياطي البنك المركزي في الأسواق الناشئة بعد تباطؤ التراكم الاحتياطي بسبب ضعف التدفقات المالية وزيادة مرونة الفوركس في الأسواق الناشئة.
وأشار التقرير إلى أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت تحسناً جوهرياً للتوقعات الخاصة بالاقتصاد الأميركي ومعدلات الفائدة في الولايات المتحدة لدى بنك أوف أميركا، كما تمت مراجعة توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين نحو الأعلى من 8 في المائة إلى 7.8 في المائة.