المنجد: التشويش على المصلين ممنوع حتى ولو كان بقراءة القرآن

المنجد: التشويش على المصلين ممنوع حتى ولو كان بقراءة القرآن
المنجد: التشويش على المصلين ممنوع حتى ولو كان بقراءة القرآن

حث الشيخ محمد المنجد الداعية الإسلامي رواد المساجد بالاستفادة من وجودهم في المساجد في الاستزادة من القربات وذلك بقراءة القرآن أو كتب التفسير وغيرها من الكتب المفيدة التي تزخر بها المساجد, وأوضح فضيلته أن من الممارسة الخاطئة داخل المسجد رفع الصوت لوجود نهي شرعي لذلك ينبغي على المسلم أن يحذر من الإتيان بأيّ فعل فيه إيذاء لعمّار المساجد، ومن ذلك التشويش على قارئ القرآن أو المصلي أو الذاكر لله في المسجد، ومن السيئات التشويش على أهل المسجد بالكلام في أمور الدنيا لأن في ذلك إيذاء لهم وإشغالا للمسلمين عن أداء طاعتهم لله على الوجه الصحيح، والتشويش ممنوع ولو كان بالقرآن فكيف بغيره؟ أخرج أحمد بن شعيب النسائي في السنن الكبرى تحت عنوان: ذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن، وذلك بسنده إلى أبي حازم التمار عن البياضي «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: إن المصلي يناجي ربه فلينظر ماذا يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعض في القرآن». وعَنْ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ - رحمه الله -أَنَّهُ قَالَ: الْكَلامُ فِي الْمَسْجِدِ لَغْوٌ إلا لِمُصَلٍّ أَوْ ذَاكِرِ رَبِّهِ أَوْ سَائِلِ خَيْرٍ أَوْ مُعْطِيه. مصنف عبد الرزاق ج:8 باب كلام عكرمة، وأضاف على الذين يقرأون القرآن في المساجد عدم رفع أصواتهم والجهر بها لأن في ذلك تشويشا على بقية المصلين وذلك أخرج الحاكم في المستدرك بسنده إلى أنس بن مالك ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان يتحلقون في مساجدهم وليس همتهم إلا الدنيا، ليس لله فيهم حاجة فلا تجالسوهم»، هذا حديث صحيح ولم يخرجاه، قال: الذهبي في التلخيص: صحيح .
#2#
وأبان فضيلته أن هذا الحديث نص في كراهية هذا الفعل المذموم لأن المساجد لم يؤمر ببنائها لهذا، وإنما أمر برفعها لتعمر بذكره - سبحانه وتعالى - وتؤدي فيها الصلوات والطاعات والقُرُبات كالاعتكاف وأنواع الذّكر كحلق القرآن والعلم، وفي المقابل جاءت أحاديث تأمر بترديد الآذان بعد المؤذن استحبابا وندبا، مشيرة ومرشدة إلى ما يفعل عند سماع الآذان فيزهد قوم في ذلك ولا يعلمون كم فاتهم من الأجور وكم لزمهم من المؤاخذة على ذلك فأي قلوب يحملون؟! يسمعون ذكر الله ثم عنه يعرضون ولا يؤثر في قلوبهم فيخشعون فيحملهم على الإنصات؟ وأضاف أيضا من هذه الأحاديث ما رواه الإمام مسلم في صحيحه، بسنده إلى عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا عليّ، فإنّه من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له الشفاعة».
أما السلام والمصافحة فلا بأس بهما لأنهما من الطاعات ولا تعارض بينهما وبين إجابة المؤذن فيُمكن أن يردّ السلام ويُصافح ويجيب المؤذّن.

الأكثر قراءة