هل تفاجئ دبي الأسواق اليوم بسداد صكوك «نخيل»؟
تترقب أسواق الأسهم الإماراتية ومعها بقية بورصات الخليج اليوم صدور أي بيانات تتعلق بسداد شركة نخيل التابعة لمجموعة دبي العالمية استحقاقات صكوك بقيمة 3.5 مليار دولار يحل موعد سدادها اليوم، وهو الموعد الذي طلبت حكومة دبي قبل عطلة عيد الأضحى من البنوك الدائنة تأجيله إلى أيار (مايو) المقبل ضمن خطتها لإعادة جدولة ديون مستحقة على الشركة الأم.
وعلى مدار أسبوعين كاملين ترنحت البورصات الدولية والخليجية تحت مخاوف متزايدة من عدم مقدرة إمارة دبي على سداد ديونها وكذلك ديون شركاتها التي تصل إلى 80 مليار دولار، وقالت «دبي العالمية» إنه ستعيد هيكلة ديون بقيمة 26 مليون دولار من إجمالي ديون مقدرة بنحو 59 مليار دولار، وعقد أول اجتماع الأسبوع الماضي بين الشركات وعدد من البنوك الدائنة لم يكشف عن تفاصيله.
غير أن هناك توقعات ضئيلة بأن تفاجئ دبي الأسواق اليوم بسداد القسط المستحق على «نخيل» في موعده دون تأجيل، وهو ما سيشكل في حال حدوثه كما يقول المتفائلون ضربة قوية للحملة الإعلامية التي تقول دبي إنها تستهدف نموذجها الاقتصادي وتقف وراءه مصالح اقتصادية إقليمية وغربية.
من جهة ثانية، حافظت أسواق الأسهم الخليجية في مستهل تعاملاتها الأسبوعية أمس على ارتدادها القوي الذي أنهت به تعاملات الأسبوع الماضي وهو الأسبوع الدامي الذي منيت به الأسواق بخسائر فادحة من جراء تداعيات أزمة ديون مجموعة دبي العالمية، ورغم الارتداد القوي للجلسة الثانية لا تزال المخاوف تسيطر على المتعاملين الذين يخشون من أن تكون الارتفاعات وقتية أو بفعل المضاربات.
وقادت أسواق الإمارات الموجة الارتدادية بارتفاع بلغت نسبته 3.8 في المائة، من واقع ارتفاع قوي في سوق العاصمة أبو ظبي بنحو 4.4 في المائة وفي دبي 3.3 في المائة، وأستردت الأسواق 14.4 مليار درهم من جملة خسائر الأسبوع الماضي التي بلغت 70 مليار درهم.
وعلى المنوال نفسه من القوة جاءت ارتفاعات سوق مسقط بنحو 2.5 في المائة، تلتها بورصة الكويت 1.3 في المائة وقرابة 1 في المائة لمؤشر البورصة القطرية، وعكست سوق البحرين مسارها من الانخفاض إلى الارتفاع بنحو 0.73 في المائة.
يبدو أن استقرار أسواق الإمارات بعد هدوء تداعيات أزمة ديون دبي العالمية وفر أجواء مواتية في بقية الأسواق الخليجية التي تفاعلت إيجابا مع صعود الأسهم الإماراتية، ولوحظ عودة المستثمرين الأجانب للشراء بعدما وفرت الأسعار المتراجعة فرصا جيدة لمعاودة الدخول من جديد.
وقال لـ «الاقتصادية» وسطاء إن الأسواق بدأت إلى حد ما تلتقط أنفاسها بعد التراجعات غير المبررة التي شهدتها على مدار جلسات الأسبوع الماضي التي بددت كامل مكاسب سوق دبي خلال العام الجاري بأكمله بسبب تراجعها بأكثر من 25 في المائة قبل ارتدادها في نهاية الأسبوع عقب إعلان شركة إعمار عن فشل صفقة اندماجها مع دبي القابضة.
وأجمعوا على أن تحسن نفسيات المتعاملين مع حلحلة الوضع بالنسبة لديون شركات دبي أسهم في استقرار الأسواق التي شهدت عودة قوية للمستثمرين وإن كانت المخاوف لا تزال موجودة بشأن قدرة الأسوق على مواصلة الصعود.
وحافظت سوق دبي للجلسة الثانية على ارتدادها القوي بدعم من جميع أسهمها الثقيلة والنشطة خصوصا سهم إعمار الذي عاد من جديد فوق ثلاثة دراهم ولوحظ أن سهم بنك الإمارات دبي الوطني ثاني الأسهم الثقيلة لا يزال للجلسة الثانية يخالف مسار السوق منخفضا بالحد الاقصى 5 في المائة دون طلبات شراء، فيما يبدو على أن السهم متأثر بما يتردد عن تعرض كببر للبنك لديون دبي العالمية.
شهدت السوق تعاملات نشطة بلغت مليار درهم، وباستثناء تراجع أسعار ثلاث شركات فقط سجلت جميع الأسهم المتداولة 24 شركة ارتفاعات قياسية حيث صعد سهم إعمار بنحو 6.8 في المائة إلى 3.14 درهم ووصل إلى أعلى سعر 3.27 درهم وكما ارتفع سهم دبي الإسلامي ثالث الأسهم الثقيلة بأكثر من 11 في المائة إلى 2.19 درهم ودبي المالي 7.6 في المائة إلى 1.69 درهم.
وجاء الارتداد قويا في سوق العاصمة بدعم من أسهم البنوك والعقارات التي سجلت ارتفاعات قريبة من الحد الأعلى 10 في المائة، وإن بقيت التداولات على حالتها المتوسطة عكس النشاط المحموم لسوق دبي وبلغت تعاملات السوق الظبيانية 184.6 مليون درهم.
وسجل سهما بنك الخليج الأول وأبو ظبي الوطني ارتفاعا قريبا من الحد الأعلى 10 في المائة ليصل الأول إلى 14.50 درهم والثاني إلى 11.85 درهم، كما ارتفع صروح بأكثر من 9 في المائة إلى 2.53 درهم وسهم الدار العقارية بنحو 8.7 في المائة إلى 4.53 درهم ورأس الخيمة العقارية 7.5 في المائة إلى 58 فلسا ودانة غاز 7 في المائة إلى 93 فلسا.
وبالقوة نفسها من الصعود جاءت تعاملات سوق مسقط التي خسرت كثيرا في تعاملات الأسبوع الماضي، وتلقت السوق دعما قويا من أسهم الاستثمار بالتحديد وسط تداولات اقتربت من سبعة ملايين ريال من تداول 21 مليون سهم منها 1.8 مليون ريال تعاملات ثلاثة أسهم هي الأنوار القابضة والدولية للاستثمارات وبنك مسقط وارتفعت جميعها بنسب 7.8 في المائة للأول إلى 0.248 ريال و5.4 في المائة للثاني إلى 0.117 ريال و4.8 في المائة للثالث إلى 0.781 ريال.
ولم تشهد السوق سوى انخفاض أربعة أسهم فقط في حين ارتفعت أسعار 37 سهما من بينها جميع أسهم البنوك بقيادة سهم البنك الوطني 4.4 في المائة إلى 0.282 ريال وبنك صحار 3.3 في المائة إلى 0.218 ريال كما ارتفعت أسهم عمان للاستثمارات 8.4 في المائة إلى 0.334 ريال وعمان والإمارات 8.5 في المائة إلى 0.225 ريال وريسوت 2.3 في المائة إلى 1.475 ريال.
كما دعمت أسهم الاستثمار أيضا ارتفاعات قوية في بورصة الكويت التي شهدت تحسنا ملموسا في تعاملاتها التي اقتربت من 70 مليون دينار من تداول أكثر من 500 مليون سهم، ويبدو أن السوق تفاعلت إيجابا وبقوة مع نجاح شركة جلوبل في التوصل إلى اتفاق مع دائنيها بشأن إعادة جدولة ديونها، وقفز السهم بأكثر من 5 في المائة إلى 100 فلس.
وارتفعت غالبية أسهم البنوك بقيادة سهم بنك الكويت الوطني 3.7 في المائة إلى 1.100 دينار وبيت التمويل الكويتي «بيتك» 1.8 في المائة إلى 1.100 دينار وبوبيان 1 في المائة إلى 0.485 دينار في حين استقر سهم بنك بوبيان دون تغير عند 0.350 دينار، كما ارتفع سهم زين بنحو 3 في المائة إلى 1.020 دينار واستقر سهم أجيليتي عند 0.830 دينار.
وجاءت ارتفاعات بورصة قطر قريبة من 1 في المائة وسط تعاملات ضعيقة بقيمة 252 مليون ريال من تداول 9.5 مليون سهم منها 4.1 مليون لثلاثة أسهم هي الريان والمتحدة للتنمية والسلام وارتفع الأول بنحو 0.75 في المائة إلى 13.50 ريال والثاني 7.5 في المائة إلى 37.50 ريال في حين انخفض الثالث 0.85 في المائة إلى 11.60 ريال.
ووفرت ارتفاعات غالبية أسهم البنوك الدعم للمؤشر الذي أصبح على بعد ست نقاط من العودة إلى مستوى سبعة آلاف نقطة وهو مستوى المقاومة الذي فشلت السوق أكثر من مرة في البقاء فوقه وارتفعت أسعار أسهم البنك التجاري 1.5 في المائة إلى 59.80 ريال وبنك قطر الوطني 1.2 في المائة إلى 153 ريالا والمصرف الخليجي 0.70 في المائة إلى 14.40 ريال.
وحولت السوق البحرينية مسارها من الانخفاض إلى الارتفاع بدعم من أسهم الاستثمار والخدمات وسط تعاملات نشطة نسبيا بقيمة 474 ألف دينار من تداول 2.2 مليون سهم منها 1.9 مليون لخمسة أسهم هي السيف، السلام، الإثمار، البركة، والبحرين الوطني
وقاد سهم الإثمار موجة الارتفاع بنحو 8.5 في المائة إلى 0.190 دولار والبركة 5.1 في المائة إلى 1.630 دينار وبنك البحرين الوطني بنحو 2.4 في المائة إلى 0.590 دينار وبيت التمويل الخليجي 3.7 في المائة إلى 0.280 دولار وبتلكو 1.7 في المائة إلى 0.590 دينار والسيف 1.3 في المائة إلى 0.147 دينار.