الفضاء الخارجي للمساجد ضرورة لإقامة الأنشطة المختلفة

الفضاء الخارجي للمساجد ضرورة لإقامة الأنشطة المختلفة
الفضاء الخارجي للمساجد ضرورة لإقامة الأنشطة المختلفة

يتفق كثير من المهندسين المهتمين بعمارة المساجد وهندستها على أهمية الفضاء الخارجي للمساجد، ويطالب هؤلاء بضرورة تضمين المخططات السكنية مثل هذه المساحات للاستفادة منها فيما يفيد المصلين, ولأن تكون هذه المساحة «فرصة» للعودة بالمسجد إلى وظيفته الأساسية «القديمة» مكاناً لحل مشكلات الناس وللتعليم وغيره من النشاطات المهمة، كما يؤكد بعضهم أن مثل هذه المساحات من شأنها المساعدة على إعادة ترميم المسجد وإجراء أعمال الصيانة الأخرى في وقت الحاجة إليها.
وفي سياق بحثنا عن هذا الموضوع قال المهندس سعود ذعار الدلبحي عضو الجمعية الخيرية للخدمات الهندسية, إن هناك تقصيرا واضحا في مخططات الأحياء الجديدة كونها لم تراع في تخطيطها إحدى الوظائف المهمة للمساجد, وهي وجود علاقة بين المسجد والتكوينات الهندسية الأخرى مثل ارتباطه بالمراكز التجارية للحي وكذلك خلوه من الساحات والفضاءات المناسبة لإقامة الأنشطة الاجتماعية كالاحتفالات بالأعياد وغيرها من المناسبات، ودعا الدلبحي في سياق حديثه عن أهمية الفضاء الخارجي للمساجد إلى ضرورة ربط معظم أنشطة الأحياء السكنية بالمساجد, مشيراً في ذلك إلى كل أنواع الأنشطة المرتبطة بحياة الناس كالأنشطة التجارية والاجتماعية والتعليمية والرياضية، وقال في هذا الإطار «من الأفضل أن تخصص إلى جوار المساجد الممرات المخصصة للمشاة لممارسة رياضة المشي في الحي، كما أطالب بأن ترتبط معظم أنشطة الحي بالمساجد سواء التجارية منها أو الاجتماعية أو التعليمية أو الرياضية، فجوار المساجد بركة ولها آثار نفسية واضحة، فهو يعمل على تحسين مستوى التعامل والأداء، كما أن فيه تذكيرا بمخافة الله, إضافة إلى أنه يساعد على أداء الصلوات في جماعة وفي أوقاتها المحددة. وتابع قائلاً «بالإمكان كذلك الاستفادة من الساحات حول المساجد في حالة وقوع الكوارث - لا قدر الله - حيث يمكن إقامة مستشفيات ميدانية وأماكن لتمركز فرق الإنقاذ المختلفة من دفاع مدني وجهات أخرى، وهي جميعها جهات في حاجة إلى ساحات كبيرة وميادين واسعة لاستيعاب معداتها وفرقها الميدانية للإسعاف والعمل على إدارة الكوارث، وأضاف «كما أنه يمكن تجهيز المتطوعين في جماعة المسجد والاستفادة من معلوماتهم في الحي للمساعدة على ذلك». وطالب الدلبحي مصممي ومنفذي المساجد بضرورة الاهتمام بترك مساحات واسعة حول المساجد، وأرجع ذلك إلى تزايد أعداد المصلين بشكل مستمر على اعتبار أن ذلك يحدث مع مرور الوقت، وأضاف قائلاً «لقد جرت العادة أن يتوسط موقع المسجد الحي ليمثل المركز الرئيس له من الناحية الجغرافية والتجارية والاجتماعية حيث تفتح المحال التجارية بجواره وتقام الاحتفالات للأعياد وغيرها من المناسبات في الساحات المجاورة للمسجد, إضافة إلى الأسواق الموسمية, وتابع «هذا ما جرت عليه عادة الناس منذ قديم الزمان في اختيارهم موقع المسجد, حيث كانت تقام حولها الأسواق قي أيام محددة كأيام الجمع, وهي عادة ما زالت جارية إلى اليوم, حيث اعتاد الباعة الجائلون استغلال أيام الجمع لعرض بضائعهم في الساحات المجاورة للمساجد».
#2#
وحول مساحة هذه الساحات اقترح الدلبحي ألا تقل عن 250 مترا على أن تكون محيطة بالمسجد من جميع الجهات. وذكر في هذا السياق بعض النماذج الموجودة في عدد من الدول المجاورة قائلاً «يعطي عديد من الدول الخليجية, كالكويت والإمارات, مثل هذه الساحات أهمية كبيرة - فتفرد لها مكاناً في مخططاتها - ففي الكويت تقام جميع المناسبات في الساحات المحيطة بالمساجد حتى حفلات الزواج».

الأكثر قراءة