بناء العمل المؤسسي الخيري يعتمد على الاستراتيجية في تحقيق نجاحاته

بناء العمل المؤسسي الخيري يعتمد على الاستراتيجية في تحقيق نجاحاته
بناء العمل المؤسسي الخيري يعتمد على الاستراتيجية في تحقيق نجاحاته
بناء العمل المؤسسي الخيري يعتمد على الاستراتيجية في تحقيق نجاحاته
بناء العمل المؤسسي الخيري يعتمد على الاستراتيجية في تحقيق نجاحاته
بناء العمل المؤسسي الخيري يعتمد على الاستراتيجية في تحقيق نجاحاته

دعا عدد من المختصين في العمل الخيري إلى ضرورة وضع أسس صحيحة واستراتيجية لبناء العمل المؤسسي الخيري, موضحين المفهوم الصحيح للعمل المؤسسي، وأكدوا أن هناك ضوابط لا بد من القيام بها عند تأسيس المؤسسات الخيرية حتى تقوم على أساس قوي واستراتيجية واضحة لا تتأثر بأي عوامل أخرى أيا كانت، وتناولوا العوامل الرئيسة لنجاح العمل المؤسسي أو فشله, وأشاروا إلى أن العمل المؤسسي يعتمد على الاستراتيجية في تحقيق نجاحاته وتطوير مكانة المؤسسة أو المنظمة التي ينتمي إليها، وطالبوا بضرورة الاستفادة من تجارب المؤسسات الرائدة في العمل المؤسسي, خصوصا في السعودية، وأن هذا من شأنه أن يدفع بالعمل الخيري إلى النجاح, ووصفوا تجربة بناء المساجد على أساس مؤسسي بإشراف الجهات المختصة من العوامل التي تسهم في قيام المؤسسة بدورها كمؤسسة متكاملة جامعة لعدة منافع تنصب في مصلحة المجتمع كإنشاء إدارات تربوية وتدريبية وتعليمية تنطوي تحت إشراف المسجد ليسهم إسهاما فاعلا في تقديم ما يعود بالنفع على المجتمع.

#5#
في البداية تحدث الشيخ أحمد السيف داعية إسلامي إمام وخطيب جامع السليم في الرياض عن العمل المؤسسي ومفهومه, فقال إنه الطريق الأمثل لتحقيق الأهداف الخيرية بشكل منظم وبأحدث الأساليب الإدارية التي تحقق النجاح بمشاركة جماعية دون التفرد بالقرار, ويتم تشكيل مجلس إداري له دراية بالعمل الخيري وكيفية تطويره، والعمل المؤسسي البناء يظهر نجاحه من خلال الخطط البناءة الموضوعة من قبل المؤسسة لتحقيق أهداف بعيدة المدى بشكل منسق، قائم على أسس ومبادئ وقيم تنظيمية محددة. ويمتاز العمل المؤسسي بمزايا عدة عن العمل الفردي: منها أنه يحقق صفة التعاون والجماعية، التي حث عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية، بقوله تعالى: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»، وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم- «يد الله مع الجماعة» وقوله: «المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضاً»، والعبادات الإسلامية التي تؤكد معنى الجماعية.

#4#
ويوضح الشيخ عبد الله المهيدب, مدير إدارة تنمية الموارد في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض, أن مفهوم العمل المؤسسي يتنوع تبعاً للغايات (القريبة والبعيدة) التي قامت لأجلها المؤسسة ولمرجعياتها الثقافية والإدارية. ولعل الوصف الأشمل له هو أنه تجمع منظم يهدف إلى تحسين الأداء وفعالية العمل لبلوغ أهداف محددة, حيث يشير هذا الوصف إلى الهيكل التنظيمي والكوادر البشرية والمخرجات وسبل الوصول إليها.

##عناصر رئيسة

يرى الدكتور أحمد باهمام الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة, أن هناك عناصر رئيسة يجب توافرها في العمل المؤسسي لينمو ويكبر ويحقق أهدافه بشكل أوسع وأشمل, هي:

- اجتماع بضعة أشخاص يحملون الفكرة نفسها ويحملون هم بلورتها وإظهارها لتعم الفائدة.

- جذب مجموعة من المتخصصين كلجنة استشارية ترغب في تحقيق الهدف نفسه ويكون من كل تخصص اثنان مثل أصول الدين واللغة العربية والدعوة واللغات الأجنبية العلاقات العامة وتنمية الموارد المالية كذلك يكون من ضمن الأعضاء بعض الوجهاء وذوي المال.

- تعاهد القائمين على العمل أنفسهم بتربيتها وتزكيتها والتأكد على الإخلاص في العمل ونبذ حظوظ النفس.

- وضوح الأهداف والرؤية والرسالة للعاملين في المؤسسة والمجتمع المحيط بها وللمستفيدين.

- وضع خطة استراتيجية للمؤسسة مقسمة على مراحل مع الاهتمام بالقياس والتقويم المستمر.

- التواصل مع الجهات الحكومية والمؤسسات الدعوية الأخرى لتحقيق التكامل في العمل والاستفادة من مقدرات وإمكانات كل جهة وإفادتهم إن أمكن.

##مفهوم العمل المؤسسي
#3#
يؤكد الدكتور حمد بن عبد العزيز العاصم مدير إدارة الشؤون الاجتماعية والتنموية في الندوة العالمية للشباب الإسلامي أن العمل المؤسسي هو ذلك العمل الذي يؤسس ويبنى على هيكلة واضحة تتضح فيها دوائر اتخاذ القرار وتحدد فيها المهام والصلاحيات من خلال لوائح نظم معتمدة تمثل مرجعية محددة للعمل، من هذا المفهوم المبسط للعمل المؤسسي نلاحظ أنه بذلك ينأى بنفسه عن الفردية التي يكون فيها القرار والرأي أحاديا.
وأضاف أنه من المؤسف حقاً أن عددا مما يبدو أنه مؤسسات خيرية إلا أنه في الحقيقة لا يعدو كونه منظومة يتحكم في القرار فيها فرد فهي تقوى بقوته وتضعف بضعفه لذلك نلاحظ في أحيان كثيرة تذبذب إنتاجية بعض هذه المؤسسات، بل الأدهى من ذلك أن العاملين في هذه المؤسسات يدركون أن معيار قبولهم أو رفضهم ليس الإنتاجية والإبداع وإنما العلاقة والمداهنة لصاحب القرار, لذلك نجد أن هذه المؤسسات البعيدة عن العمل المؤسسي لا يشعر العاملون فيها برضا وظيفي ولا بأمن وظيفي بعد ذلك لا تسأل عن الإنتاجية.

##أهمية العمل المؤسسي وسبل نجاحه

ويشدد المهيدب على أهمية الاستراتيجية ودورها في العمل المؤسسي فيقول : تعد الاستراتيجية في أوجز تفسير لها هي الخطة أو منهج العمل. وبالطبع فالعمل المؤسسي يعتمد على الاستراتيجية في تحقيق نجاحاته وتطوير مكانة المؤسسة أو المنظمة التي ينتمي إليها. لذلك لا يصح لأي عمل مؤسسي أن يسير دون تبني استراتيجية واضحة معلومة لكل العاملين فيها، ويمكن أن نرصد بعضا مما تحققه الاستراتيجية في العمل المؤسسي، من ذلك: تحقيق التعاون بين فرق العمل وتحقيق الاستقرار والاستمرار بنسبة أعلى من العمل الفردي، ووضع أهداف محددة أبعد ورؤية أوسع بموضوعية وتوازن، وكذلك الاستفادة من جميع الجهود لفرق العمل لتحقيق الوصول إلى القرارات الأكثر صوابا وبناء خبرات متنوعة للمؤسسة.

ويوضح الدكتور العاصم أن الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي أول ما عرف في القطاعات العسكرية إلا أنه في الوقت الحاضر أصبح سمة من سمات العمل المؤسسي أي كان ببساطة شديدة يمكن أن نفهم التخطيط الاستراتيجي بأنه يجيب عن سؤالين مهمين، ما الوضع الحالي للمؤسسة؟ وما الوضع المستقبلي للمؤسسة ؟والاستراتيجية تشمل الرؤية والرسالة التي تنبئ عن هوية المؤسسة والأهداف والمؤشرات، والتخطيط الاستراتيجي يفيد المؤسسة في التنبؤ بالمشكلات قبل حدوثها ما يتيح اختيار أفضل الحلول وكذلك يحدد التخطيط الاستراتيجي مسار العمل ويمثل بوصلته ويعين المؤسسة على ترتيب أولوياتها في كل مرحلة, ويعين المؤسسة على اختصار أوقات التنفيذ, وكذلك تقليل الهدر المالي والبشري, فضلا عن زيادة الكفاءة الإدارية وزيادة فاعلية الأفراد.

##تحقيق النجاح للمؤسسة

ويأخذ الشيخ خالد المطيري, إخصائي استشارات اجتماعية, بأطراف الحديث حول أهمية العمل المؤسسي وسبل نجاحه, حيث يؤكد أن أهمية العمل المؤسسي تكمن في الاستفادة من تجارب الآخرين في العمل المؤسسي, حيث إن هناك مؤسسات حققت النجاح عندما حولت عملها الفردي إلى مؤسسي, وعلى سبيل المثال في السعودية هناك مؤسسات خيرية رائدة أمثال الندوة العالمية للشباب الإسلامي ومؤسسة الراجحي الخيرية ومؤسسة السبيعي الخيرية وغيرها من المؤسسات التي تسير على استراتيجية واضحة، وحينها رأت المؤسسات الإسلامية أنها أضاعت كثيرا من الجهود والأموال والأوقات، عندما تأخرت في القيام بالعمل المؤسسي ، وما ذاك إلا ثمرة لعون الله تعالى لهم، إذا التزموا أمره، إذ يقول: «وتعاونوا على البر والتقوى»، وقول الرسول الكريم، عليه الصلاة والسلام: «فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الشاة القاصية»، وهي سنة كونية استفاد منها غير المؤمنين حين أخذوا بأسباب القوة، فجعلها الله سببا لنجاحهم وتفوقهم المادي، ولعلها فرصة لنطالب بأن تكون المساجد مؤسسات كاملة يوجد فيها كل ما يحتاج إليه المسلم والمسلمة من حلقات تحفيظ القرآن الكريم للجنسين وإدارات تدريبية لتطوير الذات يستفيد منها أبناء الحي الواحد, ويكون المسجد بمثابة مركز مؤسسي يحتوي الشباب يوجههم ويصحح المفاهيم الخاطئة عندهم تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية .
ويشير السيف إلى نجاح العمل المؤسسي الخيري, خصوصا في ظل وجود معايير معينة بدأت تهتم بها المؤسسات الخيرية وسيكون لها أثرها المستقبلي في عطاء العمل الخيري ووصوله إلى المكانة اللائقة به، وأحب أن أضيف إلى ذلك الرغبة الجامحة في رؤية مساجد فاعلة تسير على شكل مؤسسي شامل تراقب الوزارة عملها كما هو في بعض الدول التي شاهدناها, وقال إنها من التجارب المؤسسية الناجحة التي نفتقدها ونجحت في الخارج لظهورها على شكل مؤسسي تخضع لسيطرة لها دور اجتماعي كبير لارتباط الناس بالمسجد.
#2#
ويبين الدكتور باهمام أن تحقيق النجاح للمؤسسة بعد التأسيس يخضع لخطوات عدة مهمة جداً لتحقيق ذلك بأمر الله تعالى:

أولها إحياء مبدأ الشراكة في العمل الخيري وتجهيز العمل للمتطوعين وتأهيلهم وتفعيلهم بأكبر قدر ممكن، وكذلك تحديد الأولويات في العمل والبدء بالأهم ثم المهم، ومنها أيضا الحرص على العمل بروح الفريق مع إعطاء الفرصة للموهوبين والنابغين للانطلاق، والاعتماد على المتفرغين والمتخصصين في كل قسم من أقسام المؤسسة وبناء العمل على أسس علمية سليمة، كما أنه من المطلوب صناعة منسوبي مؤسسة من الرجال والنساء يحملون هم المؤسسة ويؤمنون بأهمية تحقيق أهدافها.ويضيف أنه لا بد من العناية بالتدريب وتنمية المهارات والتطوير المستمر، والتأكيد المستمر على الإخلاص لله في القول والعمل.

والقياس المستمر لكل قسم وتقديم أدائه لمعرفة عناصر القوة لتعزيزها وعناصر الضعف لتقويتها. وفي الختام أسأل الله أن أكون قد وفقت في إضافة جديد إلى هذا العمل الجليل, كما أسأل الله العظيم للقائمين عليه النجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة.
فيما يرى المهيدب أن أسباب النجاح للعمل المؤسسي كثيرة جدا, وكلما اهتمت المؤسسة بدعم أسباب النجاح قللت احتمالات الفشل. وأظن أن هناك ثلاثة عوامل رئيسة يمكنها أن تحقق النجاح للعمل المؤسسي:

أولا: أن تكون للمؤسسة أهداف واضحة ومحددة ومتجانسة، أما إذا كانت للمؤسسة أهداف كثيرة متشعبة فإنها تؤدي غالبا إلى فشل أعمالها.

ثانيا: أن يكون للمؤسسة نظام ولوائح دقيقة مكتوبة تضبط وتنظم آلية العمل وأدوار العاملين.

ثالثا: وجود كفاءات وقيادات مخلصة «القوي الأمين» قادرة على قبول التحديات والتطور تبعاً لاحتياجات المهام التي توكل إليها.

##إقامة الدورات التثقيفية

ويتناول من جانبه الدكتور العاصم سبلا أخرى لإنجاح العمل المؤسسي ويلخصها في عدة أمور: منها البعد كل البعد عن العمل المؤسسي المزيف الذي سيبدو ظاهره كذلك، وفي حقيقته خلاف العمل الصحيح. والتركيز على إعداد النظم واللوائح والأدلة الإجرائية للعمل، وإقامة الدورات التثقيفية العامة منها والخاصة لبيان مفهوم العمل المؤسسي، وتنشيط المجتمعات كي تطالب هي بالعمل المؤسسي وتحكم عليه من خلال نشر وإشاعة ثقافة العمل المؤسسي. واستقطاب وتوجيه القدرات والكفاءات الفاعلة والمؤهلة للاضطلاع بالعمل المؤسسي الخيري ورصد التجارب الناجحة في هذا المجال وتدوينها ودراستها.
وتفعيل وسائل الإعلام للقيام بدورها في توعية الناس في مجال العمل المؤسسي من خلال عقد الندوات واللقاءات عبر وسائل الإعلام المختلفة، والارتباط بمنظومات العمل المؤسسي الخيري المحلية منها والإقليمية والعالمية، كذلك ينبغي إبراز المؤسسات الخيرية التي تعتمد المؤسسية الحقيقية في أعمالها، واستقطاب كل عناصر المجتمع للانخراط في العمل الخيري المؤسسي سواء كانوا عاملين أو متطوعين.

الأكثر قراءة