السوق السعودية باكورة الانطلاقة الخارجية وبوابتنا نحو القرن الإفريقي
كشف خالد بن كلبان كبير المسؤولين التنفيذيين في شركة دبي للاستثمار اعتزام الشركة، التي تضم تحت مظلتها 33 شركة تابعة، الخروج بأنشطتها إلى أسواق دول مجلس التعاون بعد أن تمكنت الشركة من بناء قاعدة صناعية واستثمارية قوية خلال السنوات العشر الماضية في الإمارات.
وأوضح لـ "الاقتصادية" أنه تم إرسال عدد من مستشاري الشركة لدراسة بعض الفرص الاستثمارية في السوق السعودية التي توجد فيها الشركة وتسعى نحو توسيع حصتها، مضيفا أن هناك أفكار مشاريع يجري تداولها مع شركاء سعوديين ومتى وصلت إلى مرحلة النضج سيتم الإعلان عنها.
ولم يستبعد أن تنقل" دبي للاستثمار" مشروع مجمعها الصناعي في جبل على إلى خارج دبي بعد أن نجح في سنوات قليلة في استقطاب عدد كبير من الصناعات، فيما تقدر جملة استثماراته بنحو 20 مليار درهم.
وكشف عن وجود مفاوضات مع شركاء ورجال أعمال في دول الخليج لاستقطاب شركات تعمل في أنشطة "دبي للاستثمار" نفسها، خصوصا في مجال تصنيع الزجاج ومواد البناء لضمها تحت مظلة شركة "الزجاج القابضة" التي تأسست أخيرا كشركة مساهمة خاصة ستتحول إلى عامة بعد عامين.
كما كشف اعتزام "دبي للاستثمار" التي تمتلك 10 في المائة بما يعادل 25 إلى30 مليون درهم من رأسمال شركة جنا السعودية للبتروكيماويات الحصول على أسهم مقابلها في شركة نماء للكيماويات التي تمتلك 51 في المائة من رأسمال "جنا".
وفيما يلي نص الحوار:
تعزيز الوجود في السوق السعودية
يتردد أن هناك توجها لدى الشركة للخروج إلى أسواق دول مجلس التعاون الخليجي وبالتحديد إلى السعودية..هل هناك توجه لذلك؟
بالتأكيد نحن نفكر في الأسواق الخارجية، خصوصا بعد أن أصبح رأسمالنا ثلاثة مليارات درهم نهاية الربع الأول من العام الحالي وبعد الاكتتاب الأخير لزيادة رأس المال, وبدأنا التحرك في الأسواق الخارجية، حيث نستهدف تعزيز مكانتنا في الأسواق التي لنا فيها وجود مسبق وبالتحديد السوق السعودية التي لدينا فيها استثمارات في عدد من شركات البتروكيماويات, وأرسلنا مستشارينا لدراسة عدد من الفرص الاستثمارية في بعض القطاعات الاقتصادية في جميع دول المنطقة, ونأمل التوصل إلى فرص جيدة.
لكن هل تم التوصل إلى مشاريع محددة؟
هناك محاولات مع أطراف عديدة, وأفكار مشاريع تجري حاليا مناقشتها ومتى تصل إلى مرحلة النضج سنعلن عنها، خصوصا أننا نتلقى يوميا أفكارا لمشاريع عديدة, ومن جانبنا لدينا مشاريع ناجحة في دبي نخطط لنقلها إلى أسواق الخليج، على سبيل المثال تجربة مجمع دبي للاستثمار نتطلع إلى نقلها إلى دول أخرى، خصوصا أنها تجربة صناعية ناجحة.
هل ستكون السعودية بداية انطلاقة "دبي للاستثمار" خارجيا؟
أولا نحن موجودون بالفعل في السوق السعودية كما قلت عبر مساهمات في شركات، لكن نتطلع إلى توسيع حصتنا في السوق السعودية التي تشكل 60 في المائة من سوق الخليج وهي سوق واعدة وهناك بعض الصناعات التي من الصعب تنفيذها خارج المملكة مثل مشاريع البتروكيماويات ومواد البناء، إضافة إلى قناعتنا بأنه بعد انضمام المملكة إلى عضوية منظمة التجارة العالمية ستتولد فرص استثمارية جيدة لجميع الشركات الخليجية, ونحن في "دبي للاستثمار" ننظر إلى السوق السعودية على أنها "بوابة" إلى القرن الإفريقي بما في ذلك سوق اليمن وعلى الضفة الأخرى من البحر الأحمر، حيث يمكن أن ندخل أسواقا جديدة من خلال وجودنا القوي في السوق السعودية ذات السيولة الضخمة.
الاندماجات
ماذا عن المنافسة التي يمكن أن تواجهونها في السوق السعودية؟
نحن نتحدث عن تكامل اقتصادي خليجي, وفي تقديري أن السوقين الإماراتية والسعودية تشكلان قاعدة صلبة لمواجهة التكتلات العالمية، خصوصا أن دول الخليج تدخل على اتفاقيات تجارة حرة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وستواجه الشركات الخليجية تحديات ضخمة من وراء هذه التطورات، لذلك يجب أن نفكر في الاندماج بين الشركات، خصوصا الصناعية بهدف تكوين تكتلات خليجية قادرة على مواجهة المنافس المقبل.
ونحن في "دبي للاستثمار" نحاول، من خلال مصانع الزجاج ومواد البناء والحديد، الدخول في تكتلات في هذه النوعية من الصناعات، حيث نجري مفاوضات مع شركاء خليجيين لإقامة مراكز تصنيع في دول الخليج, ونحن على استعداد لوضع الشركات تحت مظلة واحدة, وهذا هو المفهوم الذي نحاول تسويقه بين المستثمرين السعوديين، الكويتيين، والإماراتيين.
هل ستستفيد الشركات الخليجية من اتفاقيات التجارة التي توقعها دول المجلس منفردة مع الولايات المتحدة بالتحديد؟
المنافسة التي ستوجدها مثل هذه الاتفاقيات ستكون غير عادلة لأن الولايات المتحدة لديها شركات عملاقة ومؤسسات قوية، في حين أن مؤسساتنا وشركاتنا ينقصها الكثير لسبب أن قوانيننا وتشريعاتنا لا تساعد على تعزيز المراكز المالية للشركات بل تضعف من المؤسسات الموجودة وهنا السؤال: لماذا لا نرتب البيت قبل فتح الباب؟ وهنا أدعو إلى إعادة النظر في القوانين والتشريعات بالشكل الذي يقوي من موقفنا وموقف شركاتنا، ذلك أن الولايات المتحدة لديها قوانينها وتشريعاتها التي تحمي شركاتها، فهل نملك نحن مثل هذه النوعية من القوانين التي تحمي شركاتنا أيضا؟ّ
أرباح قياسية للعامين المقبلين
ينتاب المساهمين قلق حاليا في ظل الهبوط المتواصل في أسواق الأسهم، هل هذا القلق له ما يبرره؟
أعتقد أن الشركات التي تعتمد في ربحيتها على سوق الأسهم بنسب عالية ستتراجع ربحيتها لكن في المقابل هناك شركات قيادية مثل البنوك ستواصل نموها ويتوقع أن تسجل أرباحا قياسية تفوق أرباحها عن العام الماضي. أما نحن في" دبي للاستثمار" فما أستطيع قوله إن نمونا سيستمر وبمعدلات قياسية لأسباب أبرزها أننا لا نعتمد على أسواق المال كلية في تحقيق الإيرادات على الرغم من أن لدينا محافظ استثمارية في الأسهم لكننا نتبع سياسة متحفظة تقوم على أن تكون نسبة 75 إلى 80 في المائة من محفظة الأسهم أرباحا محققة بالفعل من بيع الأسهم وشرائها، و20 إلى 25 في المائة من إعادة تقييم المحفظة, ولهذا السبب نتوقع ألا تتأثر ربحيتنا من تراجع السوق بل على العكس فإن تقديراتنا أن ربحيتنا ستراوح بين 20 و30 في المائة وهو عائد جيد في ظل الظروف التي تمر بها السوق, والحقيقة أننا نجحنا في العام الماضي في اقتناص فرص الربح التي وفرتها السوق، حيث حققت محفظتنا الاستثمارية أرباحا بقيمة 80 مليون درهم من 685 مليونا إجمالي أرباح المجموعة عن العام الماضي
وماذا عن الأنشطة الرئيسية لـ "دبي للاستثمار"؟
هناك أربع شركات قابضة رئيسية نعتمد عليها في تحقيق الدخل والربحية وهي التي تجعلنا نحقق معدلات نمو جيدة خلال العام الحالي، الأولى شركة دبي للاستثمار الصناعي، والثانية شركة تطوير مجمع دبي للاستثمار، والثالثة "دبي للاستثمار العقاري"، أما الرابعة فهي شركة مشاريع وستنضم شركة خامسة هي "الزجاج القابضة"، إضافة إلى حصص الشركة الأم في ست شركات خارجية منها شركات: جنا، سبكيم, الجبيل للصناعات البتروكيماوية في السعودية، وتكافل ري لإعادة التأمين، الثريا, وإكسون موبيل. وتقدر جملة استثماراتنا في هذه المشاريع بنحو 350 مليون درهم وكلها مرشحة لتحقيق نمو كبير وستشهد تطورات إيجابية للغاية في 2006 و2007، حيث سيتحول معظم هذه الشركات التي نسهم فيها إلى شركات مساهمة عامة، وفي ضوء ذلك أؤكد أن أرباحنا عامي 2006 و2007 مرشحة لتحقيق نمو قياسي.
معني ذلك أن أرباح الشركة عن الربع الأول ستكون قياسية مقارنة بأرباح الفترة ذاتها من العام الماضي البالغة 55 مليون ردهم؟
ما أستطيع قوله الآن أن أرباحنا لن تتأثر على الإطلاق وسيكون الربع الأول قياسيا أيضا، لكن الربع الثاني سيكون هو الفيصل لأنه يحدد ربحية الشركات للعام بأكمله، وفي "دبي للاستثمار" لدينا رؤية واضحة لأرباحنا ليس فقط في العام الحالي لكن أيضا عام 2007، في ضوء النتائج التي حققناها طيلة السنوات الماضية التي تعد بكل المعايير قياسية لشركة صناعية، فقد بلغ العائد على رأس المال 90 في المائة وعلى حقوق المساهمين 65 في المائة، إضافة إلى أننا نتجه الآن نحو التخصص في مشاريعنا التي تصل إلى33 شركة تابعة حاليا، إضافة إلى المشاريع الجديدة التي ستدخل خلال العامين المقبلين وكلها مشاريع بدأنا نجني حصادها بعد سنوات من التأسيس ودخول مرحلة الإنتاج التجاري، خصوصا أنه من المعروف عن المشاريع الصناعية أنها تحتاج إلى سنوات حتى تدر عائدا, ونحن الآن بعد عشر سنوات نستطيع القول إننا نجني الثمار.
التخصص في الصناعات
تمثل كل شركة من الشركات الأربع شركة قابضة تضم تحتها مجموعة من الشركات، ما الهدف من وراء إعادة هيكلة المجموعة؟
هدفنا الوصول إلى التخصصية في صناعات معينة ولهذا السبب أعدنا هيكلة الشركة الأم بعد أن توسعت وتشعبت أنشطتها لتشمل مجالات عديدة, واستحدثنا أخيرا شركة لمواد البناء تضم الشركات التي لها علاقة بأنشطة البناء مثل: شركات الألمنيوم, خزانات المياه, الإضاءة، الإنارة, كابلات الكهرباء, الطابوق الأسمنتي والحراري, ومصنع البوليسترين, كما أسسنا أيضا "دبي للاستثمار العقاري" ولديها حاليا عدة مشاريع قيمتها مليار درهم منها مشاريع قيد الإنشاء تراوح قيمتها بين 250 و300 مليون درهم, ومن المتوقع أن تدر هذه المشاريع تدفقات نقدية تسهم في ربحية الشركة.
وفي نهاية العام الحالي سيكتمل تماما العمل في البنية التحتية لمجمع دبي للاستثمار وسيتم تأجير أراضيه، ومن المتوقع أن يتضاعف الدخل المتحقق من المجمع خلال العام الحالي والعام المقبل.
ما خططكم في مجال مشاريع الزجاج؟
نشاط تصنيع الزجاج من الأنشطة الصناعية التي نوليها اهتماما بسبب وجود طلب متنام على الزجاج في ظل الطفرة العقارية التي تمر بها ليس الإمارات فقط بل دول المنطقة, ونستهدف إقامة مراكز لتصنيع الزجاج في أسواق خارج الإمارات وبالتحديد في أسواق الخليج ولهذا السبب أسسنا شركة قابضة هي "الإمارات للزجاج" رأسمالها 500 مليون درهم ويسهم فيها معنا 18 مستثمرا من الإمارات، السعودية، الكويت، والبحرين ونعتزم تحويلها إلى مساهمة عامة بعد عامين، وتقدر استثماراتها بنحو 1.5 مليار درهم وتضم حاليا خمس شركات، أربع منها قائمة هي: الشركة السعودية الأمريكية للزجاج، "الإمارات للزجاج" , مصنع لومي جلاس، ومصنع الإمارات للزجاج المسطح والمصقول، ونتفاوض مع عدة شركات تعمل في المجال نفسه بحيث يتم دمجها في "الزجاج القابضة".
عوائد مجزية
ماذا عن استثماراتكم الخارجية خصوصا في السعودية؟
عند مرحلة تأسيس الشركة في منتصف التسعينيات وضعنا استراتيجية استثمارية للشركة طويلة الأمد، ثبتت صحتها الآن، حيث جاء وقت الحصاد لعامي 2006 و2007 وستبدأ استثماراتنا الخارجية التي تقدر بنحو 330 مليون درهم في تحقيق عائد للشركة، خصوصا أنها عبارة عن مساهمات في ست شركات في الإمارات والسعودية حققت طيلة المرحلة الماضية نموا وستشهد تطوراً إيجابياً في المرحلة المقبلة، حيث من المقرر أن تتحول شركة جنا المساهمة الخاصة التي نمتلك فيها 10 في المائة بما يعادل 25 إلى 30 مليون درهم إلى ملكية شركة نماء المساهمة العامة التي تمتلك 51 في المائة من "جنا" وسنحصل على أسهم في الشركة الجديدة مقابل حصتنا في "جنا"، كما ستتحول أيضا شركة سبكيم إلى عامة، والشيء نفسه بالنسبة إلى "الثريا" التي ستعاد هيكلتها، وكل هذه التطورات ستترك أثراً إيجابياً على أعمال "دبي للاستثمار" ونمو أرباحها.
بكم تقدر جملة الاستثمارات التي تعتزمون ضخها خلال العام الحالي سواء لتوسيع المشاريع القائمة أو لإنشاء مشاريع جديدة؟
تقدر استثماراتنا حاليا بنحو خمسة مليارات درهم لكن نهاية العام الحالي وبداية عام 2007 ستقفز إلى عشرة مليارات درهم وغالبيتها ستضخ في مشاريع جديدة، حيث يعرض علينا يوميا العديد من أفكار المشاريع للدخول فيها, ولهذا السبب طلبنا زيادة رأسمال الشركة بنحو 1.7 مليار درهم لأننا بحاجة إلى سيولة لأن لدينا قائمة عديدة من المشاريع الجديدة, واقتنع المساهمون بوجهة نظر مجلس الإدارة برفع رأس المال، حيث نسعى إلى أن نكون واحدة من أكبر الشركات الصناعية والاستثمارية في الإمارات والمنطقة.