فن التعلم: رحلة داخلية نحو الأداء الأمثل

يقوم الكتاب على فكرة التشابه القائم بين لعبتين تبدوان مختلفتين تماما إحداهما لعبة ذهنية تعتمد على الذكاء والتفكير وهي الشطرنج والثانية إحدى الألعاب القتالية الصينية للدفاع عن النفس وهي التاي تشي.
بصفة عامة، يمكنك أن تتخذ واحدا من اثنتين من الطرق لتعلم نظام مثل الشطرنج. الأول هو التدريب وفقا لنظام صارم، يفرض المعلم على كل طالب القالب نفسه، وذلك بهدف تطوير جميع المواهب على نحو شامل وبطريقة منهجية. الأسلوب الثاني هو ابتكار طريقتك الخاصة، ودراسة من يتبعون طرقا مماثلة. والهدف في الحالتين واحد، ولكن المنهج مختلف.
إلا أن هذا لا يعني أنك إذا لم تتمكن من اتباع التعليمات والعادات المتبعة، تكون قد خسرت. فأحيانا تجبرك الظروف على تغيير وتطوير المهارات التي لم تفكر أبدا في أنها ممكنة، على سبيل المثال، يمكن لإصابة في يدك اليمنى أن تجبرك على استخدام يسراك.
يبين الكتاب أنه من المهم الاهتمام بردود الأفعال تجاه الأحداث الخارجية، مع تحديد ما يمكن أن يساعد التطور، مبينا أنه يمكنك التعلم من الأزمات بدلا من تركها تستهلك مواردك أو تجعلك تنهار.
هناك نظريتان يعتنقهما الناس فيما يتعلق بالتعلم: نظرية الكيان, وتقوم على أن الذكاء فطري يولد به المرء وعندما يواجهون مشاكل نجد صورتهم الذاتية تتحطم لاعتقادهم أنهم لم يكونوا أذكياء بما يكفي فيلومون أنفسهم، ما يجعل التحديات التي كانت بسيطة بالنسبة لهم من قبل تبدو الآن صعبة.وهناك النظرية التزايدية التي تقول إن الناس يكتسبون إتقان المهارات بالممارسة، فهم يتوقعون أن يأتي النجاح عن طريق العمل، ومن ثم تكون المواقف الجديدة مجرد وسائل لتطوير إتقان المهارات، فإذا ما فشلوا يكونون على يقين من أنهم تعلموا شيئا جديدا من التجربة.بطبيعة الحال، وبغض النظر عن أي نظرية للذكاء يؤمن بها المرء، لا شك في أن الفشل مؤلم. إذا كنت قد حاولت بجد وفشلت، فسيكون لك الحق في الشعور بالحزن، فإذا ما كان لديك أطفال فلا تجعلهم يشعرون بأن إخفاقاتهم لا معنى لها، وبدلا من ذلك عليك مساعدتهم على التعلم من التجربة. عندما تتعلم نظاما جديدا مثل لعبة الشطرنج، أو تاي تشي أو حتى إدارة الأعمال، يكون التحرك بطيئا خطوة خطوة، ومع ذلك تتحرك الحياة من حولك بإيقاع سريع. لذلك عليك البدء فورا في مرحلة جمع المعلومات، وهي مرحلة تحتاج إلى كثير من العمل الشاق.
وهناك مفهومان يساعدان على فهم إدراك الوقت:
- التجزئة: يتعامل العقل مع كتل المعلومات بتجميعها إلى مجموعات والعثور على مبادئ موحدة وتحديد العلاقات.
- المسارات العصبية: عندما يمارس المرء تسلسل الأفكار نفسه كما في تحركات الشطرنج أو الحركات الرياضية كما في تاي تشي، فإنه ينشئ مسارا سلسا يمكنه من الانتقال أسرع وأسرع، حيث يستجيب العقل الباطن قبل العقل الواعي.