الإماراتيون يكبدون أسواقهم خسائر جديدة بقيمة 12 مليار درهم .. والخليجيون يشترون
خوفا من إقدام الأجانب على الإسراع في تسييل أصولهم تحت ضغط المخاوف من تداعيات أزمة ديون شركات دبي، سارع المستثمرون الإماراتيون قبل غيرهم إلى البيع المكثف والعشوائي، مخلفين وراءهم خسائر فادحة لأسواق الأسهم الإماراتية في تعاملات أمس، وعادت بعد يوم واحد من التعافي للتراجع بحدة، حيث بددت الأسهم من جديد كامل الخسائر التي استردتها أمس الأول بعدما تراجع مؤشر سوق دبي بنحو 5.8 في المائة وسوق أبو ظبي 1.7 في المائة. وعلى غير المتوقع حمل التقرير اليومي لسوق دبي أمس صافي شراء لتعاملات الأجانب بقيمة 6.8 مليون درهم كمحصلة شراء، حيث بلغت قيمة مشتريات الأجانب 263.6 مليون درهم مقارنة بمبيعات بقيمة 256.8 مليون درهم من إجمالي تعاملات السوق ككل التي اقتربت من نصف مليار درهم وبلغت مشتريات الأجانب من غير الخليجيين والعرب 121.2 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 120 مليون درهم، ومشتريات الخليجيين 27.1 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 40.2 مليون درهم، ومشتريات العرب 102.2 مليون درهم مقابل مبيعات بقيمة 109.7 مليون درهم.
وتباين أداء بقية أسواق الخليج بين استمرار الارتفاع للجلسة الثالثة على التوالي لبورصة قطر بنحو 1 في المائة وارتداد طفيف بعد هبوط قوي أمس الأول لسوق مسقط بنحو 0.32 في المائة، فيما هبطت بورصة الكويت بنحو 0.8 في المائة، ومالت سوق البحرين نحو الهبوط الطفيف 0.07 في المائة. ودفعت حالة عدم اليقين التي تعيشها الأسواق بسبب أزمة ديون شركات دبي الإماراتيين إلى الإقدام على التسييل خوفا من استباق الأجانب كما تردد لاتخاذ هذه الخطوة، وهو ما دفع السوق للانحدار بقوة على غرار الجلستين اللتيين شهدتهما السوق عقب إجازة عيد الأضحى. وتركزت عمليات التسييل على الأسهم القيادية والتي تفتح المجال للأجانب بالتعامل أكثر على أسهمها وهي أسهم ''اعمار'' و''أرابتك'' و''دبي المالي'' وهي الأسهم التي هبطت بالحد الأقصى 10 في المائة دون طلبات شراء، كما هبط سهم بنك الإمارات دبي الوطني بالحد الأقصى المسموح به 5 في المائة بعدما ترددت شائعات عن انكشافات بالمليارات على ديون مجموعة دبي العالمية، وانحدر سهم ''إعمار'' إلى أدنى مستوياته عند 3.15 درهم و''ارابتك'' عند 2.13 درهم و''دبي المالي'' عند 1.68 درهم و''الإمارات دبي الوطني'' عند 3.77 درهم.
جاء التراجع اقل قوة في سوق أبو ظبي التي تلقت ضغطا من أسهم البنوك والعقارات والطاقة وسط تعاملات نشطة بقيمة 250 مليون درهم، وتلقى سهما بنك أبو ظبي التجاري ومصرف الخليج الأول الحصة الأكبر من البيع على خلفية انكشافات أيضا على ديون مجموعة دبي العالمية، حيث تراجع الأول بنحو 8.8 في المائة إلى 1.56 درهم والثاني بنسبة 6.3 في المائة إلى 13.8 درهم. كما تراجعت أسهم العقارات بواقع 3.2 في المائة لسهم ''رأس الخيمة العقارية'' إلى 59 فلسا و''صروح'' 2.2 في المائة إلى 2.51 درهم و''الدار'' 2 في المائة إلى 4.33 درهم. وضغطت أسهم العقارات والاستثمار على أسهم بورصة الكويت التي سجلت تدنيا واضحا في تعاملاتها التي لم تصل إلى 30 مليون دينار من تداول 172.5 مليون سهم، وهوت جميع أسهم البنوك بقيادة سهمي بنك الكويت الوطني و''بيتك'' اللذين تراجعا بنسبة 3.6 في المائة إلى 1.06 دينار لكل سهم كما انخفض سهم بنك بوبيان 2 في المائة إلى 0.475 دينار و''برقان'' 1.4 في المائة إلى 0.335 دينار كما انخفض سهم ''زين'' 3.8 في المائة إلى دينار واحد و''اجيليتي'' 2.5 في المائة إلى 0.76 دينار.
ومالت سوق البحرين نحو التراجع الطفيف مع نشاط غير مسبوق اقترب بتعاملاتها من المليون دينار من تداول 3.7 مليون سهم، منها 1.8 مليون لسهمي بنك البحرين والكويت و''السلام''. وسجل سهم ''السيف'' أكبر نسبة انخفاض 3.3 في المائة إلى 0.144 دينار و''البحرين الوطني'' 3 في المائة إلى 0.635 دينار و''ناس'' 3 في المائة إلى 0.26 دينار و''الإثمار'' 3 في المائة إلى 0.165 دينار، في حين ارتفع سهم ''البركة'' بنحو 9.3 في المائة إلى 1.4 دينار.
وحافظت بورصة قطر على ارتفاعها للجلسة الثالثة على التوالي بدعم من كامل أسهمها الثقيلة والنشطة وسط ارتفاع في أحجام وقيم التداولات التي تجاوزت 400 مليون ريال من تداول 15.2 مليون سهم، منها تسعة ملايين لثلاثة أسهم هي ''الريان'' و''ناقلات'' و''الخليج الدولية'' وارتفع الأول بنحو 3 في المائة إلى 13.3 ريال والثاني 0.82 في المائة إلى 24.3 ريال في حين انخفض الثالث 0.62 في المائة إلى 31.5 ريال.
وبعد تراجع قوي بسبب انكشاف ثلاثة من كبار البنوك على ديون شركات دبي ارتدت سوق مسقط بنسبة طفيفة بدعم من الأسهم المصرفية التي كانت وراء تراجعها القوي أمس الأول وسط تداولات ضعيفة لم تصل إلى خمسة ملايين ريال من تداول 11.4 مليون سهم.
وارتد سهم بنك مسقط الأثقل بقوة مرتفعا بنحو 3.2 في المائة إلى 0.798 ريال والبنك الوطني 3 في المائة إلى 0.309 ريال وبنك صحار 1.3 في المائة إلى 0.224 ريال في حين انخفض بنك ظفار بنحو 3.2 في المائة إلى 0.7 ريال.