الدولار يندفع والأسهم تقفز والذهب يتراجع بعد تقرير الوظائف الأمريكية

الدولار يندفع والأسهم تقفز والذهب يتراجع بعد تقرير الوظائف الأمريكية

في بداية التعاملات يوم الجمعة اندفعت الأسهم والدولار في أعقاب الأنباء التي قالت إن معدل التراجع في عدد الوظائف في الولايات المتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر) كان أدنى بكثير مما كان يخشى المراقبون.
لكن مكاسب الأسهم تقلصت في مرحلة لاحقة في الوقت الذي أصبح فيه المستثمرون يشعرون بالتوتر من أن البيانات التي فاقت التوقعات يمكن أن يكون من شأنها تقديم الموعد الذي يكون فيه البنك المركزي الأمريكي بحاجة إلى البدء في سياسة رفع أسعار الفائدة. قفزت العوائد على السندات الحكومية إلى الأعلى في الوقت الذي أظهرت فيه العقود الآجلة على أسعار الفائدة أن المستثمرين يتوقعون الآن أن يقوم البنك المركزي الأمريكي برفع أسعار الفائدة ما بين 25 و50 نقطة أساس في آب (أغسطس) 2010، وليس في أيلول (سبتمبر). العائد على سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل عشر سنوات ارتفع بنسبة 8 نقاط أساس ليصل إلى 3.46 في المائة.
كان من شأن ذلك إضفاء نوع من الضغط على مشاعر الحماسة الكبيرة التي سادت المستثمرين في المرحلة السابقة بعد أن قالت وزارة العمل الأمريكية إنه تم تسريح 11 ألف موظف من أعمالهم، في حين أن التوقعات من إجماع المحللين كانت تشير إلى أن العدد هو 130 ألف وظيفة. بالتالي هبط معدل البطالة الأمريكية من 10.2 في المائة إلى 10 في المائة.
وقد عمل هذا على تعزيز ثقة المستثمرين بأن معدل التحسن في الاقتصاد الأمريكي يمكن أن يكون الآن سائراً بنسبة أعلى مما كان المحللون يعتقدون في البداية، وهذا دفع بآرت كاشن، وهو المدير المسؤول في بنك يو بي إس عن عمليات قاعات التداول في بورصة نيويورك، إلى التصريح قائلاً: «ربما يكون بابا نويل قد آتى في وقت مبكر بهذا الرقم».
قفزت أسهم «وول ستريت» إلى الحياة مع بداية جلسة التعاملات، ودفعت بالمؤشر القياسي ستاندارد آند بورز 500، ومؤشر ناسداك الغني بشركات التكنولوجيا، ومؤشر داو جونز للشركات الكبرى، إلى أرقام قياسية جديدة يومية لهذا العام. كما أن تقارير الطلبات على المصانع، التي فاقت التوقعات، أسهمت كذلك في تعزيز مشاعر البهجة.
لكن في مرحلة لاحقة من التعاملات تراجع مؤشر ستاندارد آند بورز بنسبة 0.2 في المائة ليصل إلى 1097.78 نقطة، في الوقت الذي ترسخت فيه المخاوف حول البنك المركزي الأمريكي والارتفاع الكبير في الدولار. مؤشر فيكس، الذي يعد مقياسا لمشاعر القلق في «وول ستريت» حول الأسهم، هبط في البداية إلى ما دون 21 نقطة، لكنه ارتفع بعد ذلك إلى 22.65 نقطة بعد التقلب الكبير في حركة السوق.
وفي بداية التعاملات في بورصة نيويورك كانت هناك آمال بأن المستثمرين تمكنوا أخيراً من تغيير نظرتهم حول علاقة الدولار بالاتجاهات العامة لحركة الأسهم. وخلال الأشهر الماضية، كان من شأن أية بيانات أمريكية طيبة تقليص جاذبية الملاذ الآمن التي يتمتع بها الدولار. هذا الاتجاه العام اعتُبِر أنه مرتبط بتجارة المناقلة، التي يمكن فيها بيع الدولار الضعيف لتمويل عمليات الشراء في موجودات أخرى.
لكن خلال يوم الجمعة كانت هناك مكاسب في كل من الدولار والأسهم، ما أدى بكثير من المحللين في السوق إلى الرجاء بأن اللعنة الحميدة للدولار الضعيف ربما تكون قد زالت.
قفز الدولار بنسبة 1.5 في المائة في مقابل اليورو، ليصل السعر إلى 1.4835 دولار، وارتفع بنسبة 2.4 في المائة أمام الين ليصل السعر إلى 90 يناً. لكن سرعة ارتفاع الدولار في النهاية ألقت بثقلها على سوق الأسهم مع قيام المستثمرين بمراجعة توقعاتهم حول الفروق في أسعار الفائدة.
تراجع الذهب في الوقت الذي كان يتقدم فيه الدولار. بحلول منتصف يوم الجمعة في نيويورك هبط الذهب بنسبة 4.2 في المائة ليصل السعر إلى 1157.30 دولار للأوقية، وكان في سبيله إلى بلوغ رقم قياسي في تسجيل أكبر نسبة هبوط يومية على مدى سنة. لم يتمكن المتداولون في النفط من تقرير ما إذا كان ينبغي عليهم الشعور بالسرور لأن الاقتصاد الأمريكي ربما يكون في وضع صحي أفضل من المتوقع، أو الشعور بالقلق من اندفاع الدولار. النفط الخام، بعد أن تقلب بصورة كبيرة تراجع فيما بعد بنسبة 1.7 في المائة ليصل السعر إلى 75.17 دولار.
في مرحلة سابقة سجلت البورصات الأوروبية قفزات في المنطقة الموجبة، بعد أن مكثت في المنطقة السالبة معظم الصباح، على خلفية مخاوف بأن تقرير الوظائف غير الزراعية يمكن أن يكون مخيباً للآمال، وبعد أن سجلت الأسواق الآسيوية أداءً متباينا. لكن حققت بعض المكاسب مع تراجع «وول ستريت». في لندن ارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز 100 بنسبة 0.2 في المائة، ليصل إلى 5322.4 نقطة، في حين أن مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 ارتفع بنسبة 1.1 في المائة ليصل إلى 1025.8 نقطة.
ساد الحذر في التعاملات الآسيوية، رغم أن المخاوف تحسنت بالفعل قليلاً بعد مضي فترة. في الصين أمضى مؤشر شنغهاي المركب قسماً لا بأس به من الصباح في حالة تراجع، لكنه ارتفع بنسبة 1.6 في المائة ليصل إلى 3371.0 نقطة، في حين أن مؤشر سانج سينج في هونج كونج هبط بنسبة 0.2 في المائة ليصل إلى 22,506.6 نقطة.
واستيقظ المستثمرون اليابانيون ليجدوا أن الين سجل مزيداً من الهبوط في الليلة السابقة، وكان رد فعلهم هو شراء أسهم شركات التصدير، ما دفع بمؤشر نيكاي 225 إلى الأعلى بنسبة 0.5 في المائة، ليصل إلى 10,022.6 نقطة. كانت هذه هي المرة الأولى خلال الأسابيع الخمسة التي تجاوز فيها مؤشر نيكاي مستوى الألف نقطة، وبالتالي بلغت مكاسب هذا المؤشر القياسي خلال هذا الأسبوع أكثر من 10 في المائة.

الأكثر قراءة