استراتيجية جديدة لإعادة تطوير قطاع النقل في مصر

كشف المهندس محمد لطفي منصور وزير النقل المصري عن أنه سيعرض على الرئيس حسني مبارك قريبا استراتيجية جديدة لإعادة تطوير قطاع النقل في مصر تضع في مقدمة أولوياتها عنصر الأمن والسلامة لوسائل النقل المختلفة لحماية ركابها.
وأكد الوزير المصري أنه لن يسمح باحتكار خدمات قطاع النقل عموما وفي مقدمته النقل البحري والتزامه الكامل بتوجيهات الرئيس مبارك بمراعاة محدودي الدخل وذلك بجلب موارد جديدة في مجالات خدمات السكك الحديدية ومترو الأنفاق وتطوير أداء هذه الخدمات مع الحفاظ على أسعارها الحالية. وجدد رفضه لما يتردد حول اتجاهه إلى تخصيص خدمات النقل، مشيرا إلى أن هدفه مواجهة التحديات ومراعاة البعد الاجتماعي وإيجاد فرص عمل جديدة وترسيخ مبدأ الأمان للمواطنين المستخدمين للنقل البحري أو السكك الحديدية أو الطرق.
وتعهد الوزير منصور بإعلان كل الحقائق بشفافية تامة عن حادث غرق العبارة السلام 98 خلال رحلتها بين ميناءي ضباء السعودي وسفاجا المصري في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي، نافيا تعرضه لأية ضغوط خارجية لتغيير الحقائق في الحادث.
وقال إن هناك ثلاث لجان تم تشكيلها عقب الحادث تقوم حاليا بالتحقيق وجمع كل البيانات والتسجيلات وسماع الشهود ومنها اللجنة التي تم تشكيلها بمعرفة النيابة العامة وهناك لجنة تقصي الحقائق التي شكلها مجلس الشعب ثم هناك لجنة التحقيق الفنية الدولية التي أمر بتشكيلها عقب الحادث مباشرة، مضيفا أنه لأول مرة في تاريخ الحوادث البحرية في العالم يتم تحديد موقع الصندوق الأسود وانتشاله من عبارة غارقة في حالة جيدة ومحكمة حيث قام بتسجيل آخر 16 ساعة من عمر السفينة وهي في حالة جيدة إلا أن استخراج هذه البيانات يحتاج إلى وقت لتحليلها حيث توجد ثمانية مايكرفونات تقوم بتسجيل كل أصوات المتحدثين رقميا.
وأكد وزير النقل المصري في تصريح صحافي أمس، أن مأساة حادث العبارة المنكوبة أوضحت ضرورة تطوير جهاز النقل البحري بصورة جذرية وإعادة النظر في أسلوب إدارته. وأقر بأنه كان هناك قصور في جوانب سلامة العبارات وصلاحيتها للإبحار مما تطلب الآن تجديد العبارات والسفن وتحسين الخدمة واتباع أساليب صارمة في تنفيذ الاشتراطات الأمنية والفنية والقوانين المتعلقة بسلامة النقل البحري، ولن يكون هناك احتكارات لأنشطة نقل الركاب ولن يبقى إلا الأصلح للقيام بهذا العمل، فهناك أكثر من مليون راكب تنقلهم العبارات والسفن خاصة على الخطوط من موانئ البحر الأحمر في مصر إلى السعودية.
وعن الجدل الذي ثار حول منع عبارات شركة السلام من الإبحار ثم السماح لها بالإبحار، قال إننا نعمل الآن على تشجيع المستثمرين على الدخول في مجالات النقل البحري للركاب بهدف تحسين الخدمة بعبارات جديدة، وفعلا أبدى العديد من المستثمرين رغبتهم في الاستثمار في هذا المجال، مشيرا إلى أن الوزارة تشدد الرقابة فيما يخص الأمور المتعلقة بالسلامة على جميع السفن والعبارات، بينها عبارات شركة السلام.