معايير عالمية جديدة لعقود المشتقات الإسلامية لتقليص المخاطر

معايير عالمية جديدة لعقود المشتقات الإسلامية لتقليص المخاطر

في خطوة ينتظر منها أن تساعد الشركات والمستثمرين على إدارة المخاطر بصورة فاعلة، أكدت جمعية العقود المتبادلة والمشتقات الدولية "ISDA" أنها ستنشر بعد شهر من الآن المعايير العالمية لعقود المشتقات الإسلامية. وتتخذ الجمعية الدولية من نيويورك مقرا لها، وهي تمثل أكثر من 830 منظمة نشطة في سوق المشتقات التي تبلغ قيمتها 592 تريليون دولار، وفي عام 2006 بدأت الجمعية العمل على الاتفاقية الرئيسة للمنتجات الإسلامية مع هيئة خليجية تطلق على نفسها اسم "السوق المالية الإسلامية الدولية" في البحرين، وستركز النسخة الأولى من الإطار المشترك على عقود التأمين المتقابل لتعاملات معدلات الأرباح وتعاملات العملات. وفي تعليقه على ذلك قال "إيراج شيرفاني" رئيس مجلس إدارة الجمعية, إن هذا ابتكار حقيقي ينطوي على إمكانية فتح أبواب واسعة من إمكانات التحوط لشركات الإصدار والمستثمرين. كما قال سيمون إيدل رئيس الصيرفة الإسلامية في بنك "Calyon" إن هذه الخطوة تهدف إلى توحيد أحكام وشروط الإدارة والتحوط للموجودات والمطلوبات الإسلامية، وتقليص التكاليف والوقت الذي يستخدم حالياً في التفاوض على المستندات الثنائية، إلا أنه أكد على اتباع روح الشريعة في هذه التعاملات، حيث إن هناك مسؤولية بضمان ألا يسمح إلا بالتعاملات التي تعمل على حماية مخاطر كامنة حقيقية، وعدم فتح باب المضاربات كما هو حال المشتقات في التمويل التقليدي، وقال إن جميع مؤسسات المصرفية الإسلامية تتحمل هذه المسؤولية ضمن الإشراف العام لمستشاريها الشرعيين أو مجالسها الشرعية. ويرى نافيد جورايا كبير التنفيذيين في مؤسسة "White Oak Advisors" للاستشارات المصرفية أن هذه المبادرة ستسهم في ضخ مزيد من السيولة في سوق الصكوك العالمية، حيث توجد للمصرفية الإسلامية مساحة واسعة للابتكار، وهي خطوة أخرى نحو إدخال المصرفية الإسلامية ضمن المصرفية الرئيسة. وتوقع نافيد جورايا تحسن إدارة المخاطر، وزيادة السيولة في سوق الصكوك، ومزيدا من الشفافية في المنتجات الاستثمارية الإسلامية المهيكلة، وقال إن هذا تطور إيجابي من شأنه مساعدة التطور في الصناعة.

ويُعتقد أن هذه الإرشادات الخاصة بالمشتقات يمكن لها أن تساعد على التحوط من الصكوك لأول مرة، حيث يقول رئيس قسم الخزانة والأسواق الرأسمالية لشركة كاجاماس - أكبر شركة في ماليزيا لشراء القروض السكنية - أنجوس أمران: سيكون لدى المستثمرين القدرة على التداول في الصكوك, حيث لم تكن لديهم القدرة على فعل ذلك من قبل إذ لم تكن أداة التحوط متاحة لهم.

ويقول جون ساندويك مستشار إدارة الأصول والثروات الإسلامية، لقد تبين أن المشتقات تقع في قلب الأزمة المالية العالمية، فهي التي أطاحت بـليمان براذرز وبير شتيرنز والمجموعة الدولية الأمريكية للتأمين "AIG"، كما أنها كادت أن تقضي على عدد كبير من البنوك الأخرى.

وكانت الأجهزة التنظيمية الأمريكية والأوروبية قد طالبت بتبني بيوت للمقاصة "clearinghouses" في سبيل تقليص مخاطر المشتقات بعد أن وصفت إدارة الرئيس باراك أوباما هذه العقود بأنها "مصدر رئيسي للعدوى" إبان أزمة الانقباض الائتماني، وتعتمد صناعة المشتقات على قيام الأطراف المتعاقدة بالتفاوض على طلباتهم الخاصة في الشراء والبيع دون ضمانات بأن أي طرف من الأطراف سيكمل التعامل.

يُذكر أن المصرفية الإسلامية هي أسرع القطاعات نموا في النظام المالي العالمي، حيث تبلغ قيمتها 919 مليار دولار من الموجودات التي هي قيد الإدارة، بما في ذلك ما قيمته 114 مليار دولار من السندات الإسلامية، ويُتوقع نمو الموجودات لتصل قيمتها إلى نحو 1.1 تريليون دولار هذا العام حسب توقعات بيت التمويل الكويتي، في الوقت الذي يخرج فيه العالم من الركود الاقتصادي ويقود الانتعاش في أسعار النفط إلى تعزيز الثروة العربية .

الأكثر قراءة