شركة لارسن وتبرو تسعى وراء مشاريع جديدة في المملكة والخليج
كشف رئيس مجلس إدارة شركة لارسن وتبرو الهندية عن عزم الشركة تنفيذ العديد من المشاريع الجديدة في المملكة ودول الخليج، مستشهدا بالوجود القائم للشركة حاليا في منطقة الخليج من خلال عدد من المشاريع في قطاع المصافي والمحركات الثقيلة وبناء المفاعلات الكبيرة.
وقال أ. إم. نايك في حوار مع "الاقتصادية" هذا الأسبوع في الرياض "هذه زيارة استكشافية وسيكون لدينا مشاريع في الخليج في غضون الأشهر الستة المقبلة. نريد أن نقوم بالمزيد من الأمور هنا في السعودية بدلا من إحضارها من الخارج. وهذا ما يدعونا إلى أن ننظر إلى مشاريع في مجالات الصناعات الثقيلة والبناء والكهرباء والتصنيع وكل مجالات الأنشطة الكهربائية وقطاع تقنية المعلومات".
وتعد شركة لارسن وتبرو واحدة من كبريات الشركات الهندية في مجالات البناء والهندسة والمحركات الثقيلة والكهربائية والإلكترونيات.
وبين أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الأخيرة للهند كانت عاملا مشجعا "للشركة للقيام بهذه الزيارة".
وقال "نؤمن بأن البلدين قريبان من بعضهما ، ولهذا السبب لم أضع الكثير من الوقت لأقوم بزيارة السعودية. كانت زيارة تاريخية، والانطباع الذي تلقيته من الحكومة (الهندية) في مختلف اللقاءات والندوات هو أن العلاقة بين السعودية والهند في ذروتها وفي أعلى مستوى منذ أكثر من 50 عاما".
واعترف نايك بأن الطرق تعد مشكلة أمام المستثمرين في الهند، لكنه أوضح أن "هذه في الحقيقة فرصة لأن الاستثمارات المطلوبة في مجال الطرق تقدر بمئات مليارات الدولارات وهذا المجال مفتوح أمام رجال الأعمال السعوديين للاستثمار فيه".
- ما طبيعة هذه الزيارة وأهدافها؟
السعودية من أكثر الدول تقدما في منطقة الشرق الأوسط في المجال الاقتصادي، وتبنت "لارسن وتبرو" وجهة نظر تتلخص في ضرورة أن تبني علاقات قوية جدا مع دول الخليج وبكل تأكيد ستلعب السعودية دورا محوريا في هذا الأمر.
"لارسن وتبرو" من أكبر شركات الهند في مجال البناء والهندسة ولها في الحقيقة دور مهم وكبير لتقوم به من خلال الشراكة مع عدد من الشركات في السعودية ولذلك أنا هنا.
و"لارسن وتبرو" فيها ستة قطاعات يعمل بالفعل العديد منها في عدد من المشاريع في السعودية في مجالات البناء أو تتطلع إلى التأهل للدخول في مشاريع بناء مصاف أو مصانع بيتروكيماوئية وأرصفة على الموانئ، قطاع المحركات الثقيلة، الذي يقوم بالفعل بتزويد السعودية وأماكن أخرى في الخليج بمفاعلات كبيرة، وننظر في إمكانية بناء مصانع بشكل دائم في المنطقة. وأيضا نفكر في بديل آخر لبيع منتجاتنا في المجالات الكهربائية والإلكترونيات لدول الخليج. ونؤمن بأن أي تقدم للبلد لا بد أن يتم من خلال مشاريع شراكة مع شركاء محليين. ولذلك، فإننا ندعم وبشكل كامل كما أننا متفقين مع برنامج الشراكة المحلي.
لذلك نريد أن نقوم بالمزيد من الأمور هنا في السعودية بدلا من إحضارها من الخارج. وهذا ما يدعونا إلى أن ننظر إلى مشاريع في مجالات الصناعات الثقيلة والبناء والكهرباء والتصنيع وكل مجالات الأنشطة الكهربائية وقطاع تقنية المعلومات.
ونريد من خلال القطاعات الستة أن نقوم بالمزيد من المشاريع في السعودية وبناء شراكة بين البلدين. و"لارسن وتبرو" حريصة على بناء جسور من التعاون والشراكة الاقتصادية والتجارية بين الهند ودول الخليج.
- ما المشاريع التي تحرص الشركة على تنفيذها في المملكة؟
هذه هي زيارتي الأولى للرياض، وشكلت زيارة الملك عبد الله للهند عاملا مشجعا للشركة للقيام بهذه الزيارة. ونؤمن بأن البلدين قريبان من بعضهما، ولهذا السبب لم أضيع الكثير من الوقت لأقوم بزيارة السعودية. وبالفعل لدينا عدد من المشاريع المحددة التي نفكر في إنشائها في إحدى دول الخليج ومن ضمنها صناعة المعدات الثقيلة. والسعودية سوق تجارية مهمة جدا لا نستطيع تجاهلها وننظر بجدية إلى هذه الحقيقة.
- وقعت العديد من الاتفاقيات أخيرا في بعض دول الخليج مثل الإمارات، فهل ستوقع أي اتفاقيات لمشاريع في المملكة خلال الزيارة؟
المشروع الأخير في الإمارات هو شراكة بين "لارسن وتبرو" ودبي نقوم بموجب هذه الشراكة ببناء مصنع لصهر الألمنيوم المصنع في الهند وهو في الحقيقة استثمار في الهند ولكنه سيقوم بتزويد دبي بالمواد الخام الضرورية. وإذا ما وجدت فرص من أي نوع، فإننا نتطلع إليها في نفس الوقت الذي نتطلع فيه إلى بناء علاقة قوية مع مختلف دول المنطقة.
- ما تقييمك للبيئة الاستثمارية في المملكة؟
من المبكر جدا أن أعلق على هذا الأمر، خاصة وأن هذه هي زيارتي الأولى. لكن التقيت بالعديد من رجال الأعمال والمسؤولين، وانطباعي الأولي هو إمكانية وجود بيئة استثمارية إيجابية بشكل كبير. وأنا متأكد من أن الحكومة السعودية تنفتح بشكل كبير لجذب المستثمرين للسعودية.
- ما طبيعة المحادثات التي أجريتها سواء مع المسؤولين أو رجال الأعمال؟
التقيت عدداً من المسؤولين سواء في الهيئة العامة للاستثمار أو غيرها، إضافة إلى عدد من رجال الأعمال والحقيقة تتحدث عن نفسها عندما وجدت مشاعر إيجابية جدا في الرغبة في جذب الاستثمارات من مختلف دول العالم. وكما ذكرت فإن السعودية والهند لديهما علاقة قوية ووثيقة ولذلك فإن لدينا فرصا عظيمة.
- إذا هذه زيارة استكشافية للفرص الاستثمارية في المملكة؟
نعم ومع شركاء محليين.
- هل وجدت شركاء محليين للمشاريع التي تعتزم الشركة القيام بها؟
هذه زيارة استكشافية كما قلت ولكن أستطيع أن أوكد أننا نفكر جديا وزار وفد من الشركة السعودية قبل ثلاثة أشهر وستكون هناك زيارة ثانية قريبا وفي غضون شهرين أو ثلاثة سيكون باستطاعتنا تحديد الطريق الذي نسير فيه. وسيكون لدينا مشاريع في الخليج في غضون الأشهر الستة المقبلة.
- كيف تنظر إلى نتائج زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الأخيرة للهند؟
كانت زيارة تاريخية، والانطباع الذي تلقيته من الحكومة (الهندية) في مختلف اللقاءات والندوات هو أن العلاقة بين السعودية والهند في ذروتها وفي أعلى مستوى منذ أكثر من 50 عاما.
ولكن إذا ما نظرنا إلى التاريخ البعيد، فإن الدول العربية والهند كانت دائما قريبة من بعضها في المجال التجاري. وقبل 500 أو ألف عام كانت هناك دائما علاقات تجارية بين عربستان كما كان يطلق عليها والهند.
وأعتقد أن ما يحدث الآن هو أن العلاقات العاطفية مع العلاقات التجارية بدأت تقترب من بعضها. وهذه هي النتائج التي خرجت بها من عدد من الندوات واللقاءات التي تحدثت عن نتائج زيارة الملك عبد الله.
وفيما يختص بالقطاع الخاص الهندي، فإننا مهتمون جدا لاستكشاف الفرص في الخليج. وهذا ما قلته أيضا لعدد من رجال الأعمال في القطاع الخاص الهندي. والسعودية بالطبع من الدول الرئيسية في الخليج.
ولذلك أعتقد أننا سنرى العديد من الاستثمارات العابرة للحدود بين الجانبين حيث نرى شركات خليجية وسعودية تستثمر في الهند بينما تقوم شركات هندية بالاستثمار في الخليج والسعودية. إضافة إلى أن الهند لديها قدرات وكفاءات عالية جدا سواء في مجال البناء، أو الصناعات الثقيلة، أو التصنيع أو التقنيات العالية الكفاءة. وهذه جميعها تأتي جزءا من بناء علاقاتنا مع الخليج. وعندما تسعى هذه الدول نحو توثيق علاقاتها مع دول الشرق فإن الهند رابط مهم في هذه العلاقة. ولذلك، فإني أرى مستقبلا مثيرا جدا بين دول الخليج والهند.
وكما تعلم فإن الطيران بين الهند والسعودية نحو ثلاث ساعات ونصف وتستطيع دائما أن تسافر في الصباح لتعود في المساء وذلك في حال كانت الرغبات مخلصة. جغرافيا نحن قريبون من بعض والروابط الاقتصادية والتجارية والاستراتيجية ستعزز التبادل المستمر للزيارات بين البلدين على أعلى المستويات الحكومية وأيضا على مستوى رجال الأعمال والأفراد العاديين.
- كيف تقيم مستوى وجود رجال الأعمال السعوديين في الهند؟
لقد التقيت العديد منهم في الماضي والتقيت عددا آخر هنا في الرياض خلال زيارتي وسمعت منهم عن اهتمامهم بإنشاء مشاريع في الهند. وأنا متأكد من أن العديد من رجال الأعمال السعوديين مهتمون ببناء علاقات أعمال وتجارة مع نظرائهم في الهند وزيارتها بشكل مستمر من أجل هذا الغرض.
- هل تعتقد أن الهند محطة جذب استثماري لرجال الأعمال السعوديين على الرغم من حالات التذمر، التي تتردد عن سوء حال البنية التحتية هناك، خاصة الطرق؟
هذه حقيقة. والمشكلة الكبيرة في الهند هي البنية التحتية والطرق بشكل أكثر تحديدا ولكننا نقوم بعملية بناء حاليا لهذه الطرق وهذه في الحقيقة فرصة لأن الاستثمارات المطلوبة في مجال الطرق تقدر بمئات مليارات الدولارات وهذا المجال مفتوح أمام رجال الأعمال السعوديين للاستثمار فيه. و"إعمار" الإماراتية شريك لنا في الهند في عدد من المشاريع الإنشائية التي ننفذها لمصلحتها. هيئة الاستثمار في دبي وفي أبو ظبي مهتمة بتنفيذ عدد من المشاريع الاستثمارية في الهند.
- إذا هل تعتقد أن دعوة رئيس الوزراء الهندي لرجال الأعمال السعوديين أخيرا بالاستثمار في قطاع البنية التحتية والطرق ستجد صدى إيجابيا لدى رجال الأعمال؟
نعم، بكل تأكيد لأنها فرصة عظيمة.
- إذا كيف ترى مستقبل التعاون بين القطاع الخاص في كلا البلدين؟
ممتاز لأني وجدت رجال الأعمال هنا إيجابيين بشكل كبير وأذكياء وأصحاب قدرات. وأعتقد أن الزخم في العلاقات بين الجانبين سينمو بشكل كبير من أجل تعاون أفضل بين القطاع الخاص في كلا البلدين.
- بعض رجال الأعمال الهنود يتذمرون من عدم تكافؤ الفرص المتاحة أمام المنتجات الهندية للدخول للأسواق الأوروبية، هل تشاركهم هذه النظرة؟
نعم وهذه قضية هناك. وتوجد قضية رجل الأعمال الذي تقدم بشراء مصنع للحديد في أوروبا وتطورت المسألة ووصلت إلى المستوى الحكومي. لكن في النهاية فإن بعض الحكومات ترى أن بعض الصناعات مهمة وحساسة على المستوى الوطني.
لكن فيما يتعلق بشركتنا فإننا نصدر منتجاتنا إلى أوروبا وكندا وأمريكا وكل مكان ولا نواجه أي مشاكل فيما يتعلق بقبول الصناعات الهندية.
- ألا تعتقد أن رفض منتجات دولة معينة أو شراء مصانع في دول أخرى أو الاستثمار الخارجي يتعارض مع مفهوم العولمة؟
نعم صحيح إنه يتعارض. والأمر الوحيد الذي أستطيع قوله في هذا الخصوص هو ضرورة عدم وجود قيود على الأعمال التجارية بين دولة وأخرى وإلا فإن مراحل العولمة ستصاب بشيء من النكسة وآمل ألا تكون هناك فرصة لممارسة القيود في المستقبل.
- إذا هل تعتقد أن جولة مباحثات الدوحة ستصاب بنكسة؟
لا أعتقد إذا ما كانت المسألة تعتمد على حالة أو حالتين هنا أو هناك وهذه الحالة أو الحالتان قد تظهر كل عام طبقا للأولويات الوطنية للدول. لكن بشكل عام أعتقد أن جميع الدول متفقة على تحرير التجارة. وأتمنى أن تكون هذه حالات بسيطة ولكن إذا ما كانت أكثر من ذلك فإنها ستؤثر بالطبع. وأنا متفائل بأن اندماج الاقتصاد الدولي قفز مع نشوء الدول.