خبراء: دول الخليج تواجه منافسة حادة في منتجات البتروكيماويات.. وخفض التكلفة ضروري
أكد خبراء ومسؤولون شاركوا في مؤتمر الصناعيين الخلجيين أن حجم القدرات الإنتاجية لدول الخليج في الصناعات البتروكيماوية سيتضاعف بشكل كبير إلى 116 مليون طن في عام 2015 ومن المتوقع أن يقفز إلى 16 في المائة بحلول عام 2016 وارتفعت حاليا بمقدار 53 مليون طن حاليا وأن الإنتاج الخليجي من البتروكيماويات يمثل نحو 11 في المائة من الإنتاج العالمي مؤكدين أن الصناعات الخليجية تتمتع بمواصفات عالمية من حيث الجودة واستخدام أحدث الأجهزة التقنية والمحافظة على البيئة.
وارتفعت أسعار البتروكيماويات في الأسواق العالمية إلى أكثر من 1400 دولار للطن بينما كانت الأسعار المتوقعة خلال الأزمة المالية في حدود 700 دولار للطن وأكدوا أن دول الخليج تواجه منافسة حادة في الأسواق العالمية ومن الضروري خفض التكلفة لتعزيز المنافسة. وأكد الدكتور عبد الوهاب السعدون الأمين العام للاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات أن منطقة الخليج تمتلك قدرات هائلة في مجال تصنيع المنتجات البتروكيماوية مشيرا إلى أن المنطقة شهدت تطورا كبيرا في إنتاج وصناعة البتروكيماويات مؤكدا أن إنتاج منطقة الخليج من الصناعات البتروكيماوية سيتضاعف ليصل إلى نحو116 مليون طن خلال عام 2015.
#2#
وقال إن المنطقة تتمتع بميزات ساعدتها وفرة المواد الخام من النفط والغاز في التوسع والنموالمطرد في هذه الصناعة مما يجعلها قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية. مؤكدا أن دولة قطر أصبحت تلعب دورا رياديا في إنتاج الإثيلين والبولي إثيلين. وأضاف أن إنتاج الصناعات البتروكيماوية في دول الخليج يشهد زخما متزايدا ونموا كبيرا فالسعودية تنتج اليوم نحو 42 مليون طن وقطر تسعة ملايين طن و3.6 في أبوظبي و3.2 في عمان. وبين السعدون أن الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات شهد تطورا كبيرا وأصبح منظومة مهمة في هذه الصناعة الحيوية وارتفع عدد الأعضاء المنتسبين للاتحاد إلى نحو 140 شركة تضم شركات عالمية وإقليمية تتمتع بكامل العضوية وأن الاتحاد أصبح يضم نحو 14 لجنة لتنمية الموارد البشرية والصحة والبيئة ولجنة البلاستيك والأسمدة وغيرها من اللجان، مشيرا إلى أن الاتحاد تقوده قيادات ناجحة وتمتلك رؤية واضحة ويرأسها محمد بن حمد الماضي ونائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية '' سابك'' بالإضافة إلى العديد من مديري الشركات الخليجية المتخصصة في الصناعات البتروكيماوية، موضحا أن الاتحاد يقوم بالعديد من الفعاليات والأنشطة ويقوم بعقد مؤتمر سنوي للبتروكيماويات وهومؤتمر رئيسي في الشرق الأوسط ومن المتوقع أن يعقد الاتحاد هذا المؤتمر في الفترة من 8 إلى 10 كانون الأول (ديسمبر) المقبل في دبي وسوف يخاطبه علي النعيمي وزير البترول في المملكة العربية السعودية وقال إن عدد المشاركين في مؤتمر البتروكيماويات الخليجي أصبح يتزايد بشكل مستمر حتى وصل إلى نحو2000 مشارك.
وأكد السعدون أن إنتاج دول الخليج من البتروكيماويات وصل إلى نحو 63 مليون طن تصل حصة السعودية في هذا الإنتاج إلى نحو68 في المائة وتأتي بعدها قطر ثم الإمارات والكويت ثم بقية دول الخليج وقال إن الصناعات البتروكيماوية أصبحت تشمل العديد من المنتجات مثل الأسمدة والأمونيا والبولي إثيلين والإثيلين والميثانول وأصبح الآن التركيز على المواد البتروكيماوية السائلة من عمليات تكرير البترول إلى جانب تصنيع الأمونيا واليوريا واستعرض السعدون إسهامات الشركات الخليجية في الصناعات البتروكيماوية لكل من ''سابك'' في السعودية و''قافكوفي'' قطر و''ألبا'' في البحرين و''صناعة البتروكيماويات'' في أبو ظبي والكويت ثم في سلطنة عمان.
وأوضح الدكتور محمد يوسف الملا المدير العام وعضومجلس الإدارة لشركة قطر للبتروكيماويات '' قابكو'' الصناعات الخليجية في مجال البتروكيماويات أنها شهدت تطورا كبيرا وحققت نجاحا مميزا وذلك لتوافر المواد الخام وانخفاض تكلفة العمالة إلى جود توافر البنية التحتية وأشكال الدعم من الحكومات الخليجية المتمثلة في الحوافز الضريبية والسياسات التشريعية والأنظمة والقوانين المشجعة للاستثمار إلى جانب الموقع الجفرافي الاستراتيجي الذي تتمتع به دول الخليج لتسويق منتجاتها إلى كافة الأسواق العالمية.
وقال إن هذه الصناعة تواجه العديد من التحديات لتحقيق التنمية المستدامة فالمنطقة تشهد جذبا كبيرا للشركات العالمية للاستثمار في المنطقة وأسهمت مجهودات تلك الشركات في تسريع معدلات الإنتاج وقامت بنقل التقنيات التكنولوجية الجديدة للمنطقة مستفيدا من القدرات التمويلية الهائلة التي تتمتع بها دول الخليج في تمويل هذه الصناعة وتوفر الموارد البشرية.. من التحديات الأخرى المجال التشغيلي فيجب أن تكون للشركات الخليجية نوعا من المرونة للتكيف مع المستجدات ومواجهة المنافسة الدولية والتركيز على تصدير منتجات تستند إلى منتجات نوعية وضرورة زيادة الكفاءة وتقليل التكلفة لتحقيق المنافسة فضلا عن تحديات المحافظة على البيئة والأمن والسلامة وضرورة تكامل الصناعات الخليجية التركيز على إدارة الموارد والطاقة.. مشيرا إلى أن شركة قطر للبتروكيماويات قابكوركزت في تسويق منتجاتها البتروكيماوية على رضا العميل وجودة المنتجات والخدمات وأصبحت تنتج منتجات بتروكيماوية بمواصفات عالمية إلى تعزيز قدراتها للوصول إلى الأسواق العالمية وقال إن قابكوأصبحت تمتلك اليوم نحو26 مكتبا في مختلف دول العالم وأن منتجاتها تصل اليوم إلى نحو85 بلدا وتغطي نحو 4500 عميل حول العالم.
وأكد الدكتور الملا أن الصناعات البتروكيماوية تواجه عديدا من التحديات فهي تحتاج إلى كميات كبيرة من الطاقة إلى جانب التحديات التكنولوجية ومواكبة التطورات التقنية في هذه الصناعة فضلا عن المحافظة على البيئة وتقليل الانبعاثات وتطوير الأنظمة البيئة وتأهيل القدرات البشرية من المهندسين والفنيين وتدريب القدرات البشرية الخليجية عبر مؤسسات تعليمية وبحثية لقيادة تفاعلات هذه الصناعة ولتحل محل العمالة الأجنبية.. مشير إلى أن دول الخليج ودول الشرق الأوسط تفتقد التكنولوجيات الذكية التي تساعد على اتخاذ قرارات صحيحة في إدارة هذه الصناعات بتوافر البيانات فيجب الالتفات إلى هذه القضية المحورية للاستثمار في تكنولوجيا المعلومات لتتمكن دول الخليج من المنافسة على المستوى العالمي وأشار الملا إلى أن الصناعات البتروكيماوية تواجه تحديا آخر يتعلق بالتمويل فالاستثمار في هذه الصناعات يتطلب قدرات مالية هائلة وكبيرة يجب تدبيرها من الأسواق المالية والأسهم والسندات وزيادة قدرات البنوك التمويلية لتأمين رؤوس الأموال اللازمة لتطوير هذه الصناعات. وقال الملا إن تطوير الموارد البشرية يظل كذلك هوأحد التحديات المهمة التي يجب إعطاؤها من الاهتمام لمواجهة تحديات صناعات المستقبل وفضلا عن أن تعمل دول الخليج على تكوين شركات جديدة وقرار استراتيجي مطلوب، مشيرا إلى أنه رغم التحديات فإن منطقة الخليج تعتبر محطة مهمة ومركزا عالميا للصناعات البتروكيماوية مبينا أن شركة قابكو ستفتتح واحدا من أكبر المشاريع في الصناعات البتروكيماوية يقدر إنتاجه بنحو450 ألف طن من البولي إثيلين منخفض الكثافة الخطي.